فيسبوك

حكايتي مابين طهورتين


مازلت اذكر يوم أن حننتي امي سعيدة بت الأمين وهى خالة امي بخيتي محمدنور كان ذلك في العام ٧٠وانا إبن أربع سنوات وكنت وقتها نسكن بحى الشاطئ برفقة اخى معتصم وعصام وابن خالي نصر الدين
ورحاب الذى لحق بنا بعد ان خباته جدتي سعيدى بت اللمين تحت طرف ثوبها الزراق لكن ابي تفقدنا ولم يجد رحاب فنادى خالي سبداحمد التمتام أمس جيب رحاب من خالتك سعيدة
وكان الطهار وقتها علي ما اتذكر اسمه مساعد طبي خضر عبيد من الصباح الباكر تم تجهيز خلوة الترياب بتربيزة كبيرة تم استلافها من نادى حي الشاطئ وتم فرشها بمشمع احمر وكان ابي واعمامه الجزولي وبشيىر ومحمد نور وعلي وتاج السر واخوالي سبداحمد ومحمد ومحمد أحمد وفتوح يجلسون علي سراير تم رصها جوار مصطبه خلوة ودتريا
سمعنا صوت اللاندروفر فوق الحفير ونزل منه المساعد الطبي خضر عبيد وهو يحمل شنطة لامعة بداخلها أدوات الطهورة واوقد وابور جاز صغير ووضعت عليه قلاية تم تعقيم أدوات الطهورة بداخلها كل هذه المشاهد ونحن نشاهدها أمام أعيننا وسط تشجيع من الاهل ووعودهم
في حالة عدم البكاء بمنحنا طرادة اوريال لكنها كانت كوعود الدول المانحة أو مؤتمر اصدقاء السودان سرعان ما حملته رياح ام شير
واصبحنا تحت رحمة الطهار كالايتام ونحن نردد مع شاعرنا السر عثمان الطيب
نحن في العش صرنا أيتام كالزرازير
فاقدي حن أماتا مين بيعلما تطير
البرد مازيها في عز طوبه و أم شير
والصبر يي غتاها ، قضَّت ليلا فرفير
وكانت ضربة البداية بعصام وبعده نصر ثم معتصم واخيرا أنا متوكل كانت تلك لحظات لاتعرف فيها أن تبكى اوتفرح قال لي المساعد الطبي خضر عبيد شايف النجمة ديك في السماء نظرت السماء وأنا أصدقه لعلي أشاهد نجمة متألقة لحظتها قطع ….. ووضعتها في فنجان صغير
ووضعت علي حائط عالي بالشمس لعلها تنشف وانت طائرة كرجي واكلتهم
أقيمت وليمة كبيرة فطر فيها أهلنا الترياب والعامراب وساقية علي
وكانت القراصنة حاضرة مع ويكة حروف ساقية ودتريا ومعها لحم الضان والفطير مع الفول يومها لم نكن نعرف الرغيف واذا احتجنا لذلك فكانت آمنة بت الجنيد أول سيدة أدخلته بالشاطئ من مروى
قبل طقوس الطهورة يتم الاستعداد بمل الازبار والستون من الماء مباشرةً بواسطه الجوز
مازلت اتذكر اهلي وهم يحتفلون بنا وبضيوف السواقي التي تجاورنا
كان جدى بشير ودتريا يرقد بالقرب منا ونحن علي سرير كل واحد سبحة سوداء وسوط عنج وهلال وحرير وخرزة كحلية لعلها تحفظنا من العين واتت جدتي سعيدة وهى تحمل بخرات من شيخنا وراق
في المساء حانت ساعة الضريرة مازلت أتذكر الراحلة الخالة نعمي بت رقيم وهي تسير وتغني
يا الراسي قدمناك
وسيدى الحسن يبراكا
تجمعت نساء حوش ودتريا بدءا بنفيسه الامام زوجة جدي بشير
ونعمة الله بت مصطفي زوجة جدى علي وعاشة بت السعد زوجة جدى محمد صالح وزينب بت حمزة زوجة جدى الجزولي وفاطني بت محمد سعيد زوجة خالي سبداحمد وعمتي قاطني جنقال واتت عمتي عائشة ولقبها االشول تنفسي الجزيره بالباخرة وهي تحمل القرقوش واتت عمتي خادم الله زوجة محمد صالح قرافي ولاانسي خالتي آمنة وعرفة وغيرهن من نساء سواقينا بدءا بحوة وأخواتها بنات محمد بيه السرة ومريم بت عريج وعاشة بت طه وبنات حسين الحرم وام الحسين وام الحسن بت الخطيب والستية الخطيب والسرف عريج وبنات خلف الله فاطني ومني ولا انسي حاجة العبد سكسوس وام الخير بت الضكير وآمنة بت عبدالله ونساء ساقية علي الحرم بت الله معانا وفرع الزين وبنات عبدالله ودصابرين العاجبة وأخواتها وبت الوهبي وامونة بت ابراهيم ودار السلام بت نصر وغيرهن من نساء الزمان الجميل كان ذاك زمان لاينسي
وطبعا من المشاهد التي لاننسي غمتة ودالطهورة بدا الدفع صديق ابي عمنا موسي عطا الله ودفع خمسة وعشرين قرشا كانت وقتها اغلي هدية وكان موسي مسؤولا عن تعاون الشاطئ ودفع محمد بيك محمود عشرين قرشا كل ذلك تحت المخدة بعدها بدأت الريالات ننزل علينا مطر ابدومة وداللمين ريال يعني عشر قروش جدى محمد سعيد عشرة قروش وغيرهم
وسبب هذا التداعي الجميل هو احتفالي اليوم بختان اخر العنقود سبداحمد او كما نحلو لنا أن نناديه سيدا تيمنا باجداده سبداحمد محمد نور وسبداحمد جنقال عليهم الرحمة تمت مراسم الختان بمستشفى الدوحة بطريقة حديثة إسمها طهورة الليزر بعيداً عن مقصات ورائحة الديتول وانت تشاهد عدة الطهورة والرجال حولك يشحعونك
في مساء طهورة سيدا تغير الغناء الزمان واجتمعت خالاته وعماته وهن يسيروا
الليلة وا جيد ليا سيدا سيرو ويا ود القبايل الحية ….
جيت للام وجيت للخالة وجاب الشيلة بالطيارة 💝✈
عاجبني الجديد التما وعرسك في الجرايد عمااا
غادر مشهد هذه الدنيا نساء ورجال من الزمن الجميل لكن تبقي في عطر الحياة من يحملون جينات جيل الآباء والأمهات أصرت عمتي فاطمة جنقال أن تضع لسيدا الضريرة وقامت جدته التومة بوضع الكحل علي عينيه كان يوماً لاينسي وسط دعوات أمي من القرير ولها دعوات محببة ونقول دوما إنشاء الله تعيشوا العشناها وتشوفوا الشفناها وتحضروا جديد احفادكم
بارك الله في الأحياء والرحمة والمغفرة لنساء ورجال الزمن الجميل ونسأل الله أن يمتع أهلنا الأحياء بموفور الصحة والعافية وأن يحفظ لنا البلد واهلها

متوكل طه محمد احمد