حيدر المكاشفي

حيدر المكاشفي يكتب: التطبيق العملي لفتوى قتل ثلث الشعب


هل لاحظتم أن عدد الشهداء الذين سقطوا برصاص عسكر انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر يقل قليلا عن عدد شهداء فض الاعتصام والذي وقع هو الآخر برصاص ذات العسكر، اذ بلغ عدد شهداء الانقلاب حتى هذا اليوم الرابع من يوليو 2022 مائة وأربعة عشر شهيدا، بينما بلغ عدد شهداء فض الاعتصام مائة وثمانية وعشرين شهيدا، مع ملاحظة أن القتل والدهس مازال مستمرا ما بعد الانقلاب رغم كل الادانات والمناشدات بوقف طاحونة القتل للمتظاهرين السلميين العزل، ما يبدو معه أن الانقلابيين ماضين في الولوغ في الدماء غير آبهين لا بحرمة قتل النفس من غير حق حتى في الأشهر الحرم، كما حدث في شهر ذي الحجة الجاري، ولاعابئين بكل المطالبات الدولية والاقليمية الداعية لوقف القتل، ويستعيد هذا الشره في القتل المستمر بلا توقف حكاية فتوى قتل ثلث الشعب التي الوقائع على الأرض أنها مطبقة فعليا الآن، طالما أن التظاهرات المناهضة للانقلاب متواصلة ويقابلها تشبث الانقلابيين بالسلطة التي حازوها بوضع اليد واستمرارهم في ازهاق الأرواح عند كل تظاهرة، وهذا يعني عمليا أن عسكر الانقلاب غير معنيين بمن يقتلوهم حتى لو أبادوا ثلث الشعب.. وفتوى قتل ثلث الأمة من أجل استصلاح الثلثين ﺍﻟﻤﺪﺳﻮﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ، ربما ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻨﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﻓﻲ ﺣـﺮﻭﺏ ﺍﻹﺑــﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺘﻴﻦ (ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ)، ﻭلكن المؤكد أنه حاول مجددا تطبيقها على ثوار ديسمبر اثناء حراكهم الملحمي، وتثبت ذلك عدد من الشهادات الموثقة، منها ما ذكره حميدتي ﻋﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﺎ ﺩﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﻌﺰﻭﻝ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻗﺒﻴﻞ اطاحته، فقد ﻗـﺎﻝ ﺣﻤﻴﺪﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﻄﻊ ﻔﻴﺪﻳﻮ ﺇﻧﻬﻢ ﻁﺮﺣﻮﺍ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎﺗﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻛﺮﺋﻴﺲ ﻗﺒﻞ ﺧﻠﻌﻪ، ﻣﻀﻴﻔﺎ ﺳﺄﻟﻨﺎﻩ ﻣﺎ ﺍﻟﺤﻞ، ﻓـﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻧﺤﻨﺎ ﻣﺎﻟﻜﻴﺔ، ﻭﻟﻨﺎ ﻓﺘﻮﻯ ﺗﺒﻴﺢ ﻟﻨﺎ ﻗﺘﻞ ﺛﻠﺚ ﺍﻟﻤﻮﺍﻁﻨﻴﻦ ﻟﻴﻌﻴﺶ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﺑﻌﺰ ﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﻳﻔﺘﻮﻥ ﺑﻘﺘﻞ 50% ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻁﻨﻴﻦ ﻭﺧﺘﻢ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺁﻣﺮﺓ ﻭﻏﺎﺿﺒﺔ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻠﻮﺍ ﻓﺴﻮﻑ ﺃﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻲ، ﻛﻤﺎ ﺃﻛﺪ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﻗﺎﺩﺓ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ،ذكروا في حضور شهود ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﺧﺎﻁﺒﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﻋﺰﻟﻪ ﺑﻴﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻗﺎﺋﻼ ﻁﺒﻌﺎ ﻛﻠﻜﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺘﺒﻊ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ 30% من ﺷﻌﺒﻪ، ﺑﻞ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺸﺪﺩﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ 50 ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺭﺣﻤﺔ ﺑﺸﻌﺒﻪ ﺳﻴﻜﺘﻔﻲ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﺜﻠﺚ، ﻭﺃﻧﻬﻰ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻗﺪﺍﻣﻜﻢ 48 ﺳﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﻋﺎﻳﺰ ﺃﻱ ﺯﻭﻝ ﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻗﺘﻞ ﺛﻠﺚ ﺍﻟﺸﻌﺐ، وﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺘﺴﺮﻳﺒﺎﺕ ﺇﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﻫﻴﺌﺔ ﻋﻠﻤﺎء ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺻﺎﻟﺢ ﻗـﺎﻝ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﺑﺎﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺑﻴﺘﻪ، ﺇﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻓﺘﻰ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ، ﺑﺄﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﺃﺟﺎﺯ ﻗﺘﻞ ﺛﻠﺚ ﺍﻟﺸﻌﺐ. ﻭﺇﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺑﺤﻀﻮﺭﻫﻢ ﺧﻼﻝ ﻟﻘﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﺪﺍﺋﻖ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺻﺎﻟﺢ ﺇﻧﻬﻢ ﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﺒﺸﻴﺮ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻠﻘﺎء ﺇﻻ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻰ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﺘﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺍﻧﻔﺾ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭﻁﻠﺐ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎء. ﻭﻗـﺎﻟـﺖ ﻣـﺼـﺎﺩﺭ ﺇﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻰ ﺃﺻــﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ، ﺩﺍﻋﻴﺎ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺤﺴﻨﻰ، ﻭﺇﻻ ﻁﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﻣﺄﺟﻮﺭ ﺑﺈﺫﻥ ﷲ. ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻛﻼ من صالح ويوسف ﻧﻔﻴﺎ ﻣﺎ ﻧﺴﺐ ﺍﻟﻴﻬﻤﺎ، ﻭﻟﻜﻦ لن ينفي نفيهما ثبوت الواقعة..فهل يا ترى مع استمرار حمامات الدم أن الانقلابيين لجأوا لاحياء تلك الفتوى..الراجح أن نعم.

صحيفة الجريدة