تحقيقات وتقارير

وفد الكونغرس في الخرطوم .. ما وراء الزيارة


أعلنت السفارة الأمريكية بالخرطوم عن زيارة لوفد الكونغرس الأمريكي إلى السودان أمس الثلاثاء، وذكرت أنها تستمر لمدة يومين. وقالت السفارة في إيجاز صحفي لها على الفيسبوك إنه تحت رعاية مؤسسة الأمم المتحدة تزور عضو الكونغرس نورما توريس وسارة جاكوس بمرافقة أعضاء من بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة السفير كريستوفر لو والوزير المستشار جاك شيرمان، الخرطوم وشمال دارفور بالسودان بالفترة من 4 يوليو إلى 6 يوليو. ويلتقي الوفد أثناء تواجده في الخرطوم مع بعثة الأمم المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة من الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني لاكتساب فهم أفضل لعمل الأمم المتحدة في السودان، بما في ذلك دعمه للعملية السياسية والمساعدات الإنسانية، وكذلك كيفية عمل الولايات المتحدة والأمم المتحدة جنباً إلى جنب لدعم الشعب السوداني، وفي دارفور سيلتقي الوفد مع السلطات على مستوى الولاية وبحث عمل الأمم المتحدة في الميدان، وسيجتمع مع وكالات الأمم المتحدة العاملة في دارفور لمناقشة تحديات تنفيذ السلام، والغذاء وحماية المدنيين.

وحسب تقارير صحفية فإن وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق التقى بوفد مؤسسة الأمم المتحدة الزائر للبلاد والذي يضم أعضاء من الأمم المتحدة وأعضاء من الكونغرس وزرارة الخارجية، بحضور ممثلين لليونتامس والسفارة الأمريكية، وأطلع الوزير الوفد على التحديات التي تواجه الفترة الانتقالية والمجهودات التي تقوم بها قيادة الدولة لإحداث توافق بين الأطراف السودانية.

ويرى مراقبون أن اهتمام الولايات المتحدة والأمم المتحدة بالسودان وقضاياه، يأتي في إطار الموقع الاستراتيجي للسودان وموارده.

مصالح ..

ويقول الخبير الاستراتيجي د. علي يوسف إن السودان مشاكله كثيرة وهو الدولة الوحيدة التي تعيش في حالة مشاكل كثيرة منذ 25 أكتوبر الماضي، وأشار إلى أن مجلس الكونغرس هو المهتم بالسياسة الأمريكية الداخلية الخارجية، ومهم جداً في كل عمل متعلق بالعمل الخارجي الأمريكي ومرتبط بالكونغرس ويقومون بابتعاث أعضاء له لمعرفة الحقائق ومايجري على الأرض، وأضاف علي أن الولايات المتحدة دولة عظمى وهامة في العالم واهتماماتها بالمناطق الحيوية مرتبطة باستراتيجيات الولايات المتحدة الأمريكية وعلى رأسها مكافحة الإرهاب وأمن البحر الأحمر ومقاومة التغلغل الإيراني في المنطقة (الشرق الأوسط – أفريقيا)، إضافة لحماية المصالح الإسرائيلية. ومن خلال هذه المصالح تهتم ببعض المناطق ونجد السودان مهم لها لوقوعه في نطاق أمن البحر الأحمر ومكافحة الإرهاب والتغلغل الإيراني، ومهم في ناحية المصالح الإسرائيلية والدليل على هذا أنها تسعى للمساعدة لتطبيع علاقات إسرائيل مع السودان، وأيضاً أن لا يتم بناء قاعدة لروسيا في بورتسودان، كل هذا يدخلها في تقاطعات إستراتيجية يجعلها تركز على السودان.

نشر نفوذ ..

كما أشار الخبير الاستراتيجي علي يوسف أن الولايات المتحدة حريصة بأن يأتي في السودان نظام يكون لديه علاقة أو يحترم علاقاته ويعطيها أولوية خاصة ويميل في مواقفه لها، وأشار من المؤكد أن أمريكا تستفيد من الأمم المتحدة في نشر نفوذها على العالم (أفريقيا – الشرق الأوسط –أمريكا اللاتينية) وتدعم أنشطتها. وعن توقيت الزيارة أضاف علي أن التوقيت مرتبط بشيئ مهم وهو دور (اليونتامس) في السودان، مؤكد أنه واحد من الأشياء التي تجعل توقيته وممارسة كل أنواع الضغوط من أجل أن يصلوا إلى حل، وعن زيارة دارفور ذكر علي أنها مرتبطة لوقف الدم في دارفور والانتقال من حالة الانفلات الأمني والمشاكل القبلية ولأن دورها في حل المشكلة السودانية مهم .

معرفة الأوضاع..

الأكاديمي السياسي مصعب محمد علي يعتقد أن اهتمام الولايات المتحدة بالسودان يأتي في سياق التعرف على الأوضاع في السودان من قرب، ومحاولة تحقيق استقرار يمكنها من تحقيق مصالحها بالإضافة إلى الصراع مابين روسيا والولايات المتحدة حول المنطقة. وأضاف مصعب أيضاً زيارة أعضاء الكونغرس لبعثة الأمم المتحدة واللقاء مع الأحزاب السياسية، يشير إلى أن الزيارة مرتبطة بمعرفة الأزمة السياسية وتنفيذ اتفاق السلام، وتركيز أمريكا على السودان من دون بقية الدول يرجع نسبة لموقع السودان الذي يلعبه في المنطقة، بالإضافة لمحاولة ضمان ابتعاده عن الحلف مع روسيا .

بحث عن معلومات ..

الأكاديمي السياسي حسن الساعوري قال إن السودان غير ساهل وهو سبب تمسكهم بموقعه وموارده، والوفد يأخذ معلومات عن العملية السياسية في السودان والعملية الأمنية في دارفور من الميدان، ويقومون بعد ذلك بتحليلها، وأشار الساعوري أن وفد الكونغرس لم يأتوا وسطاء بل جاءوا بحثاً عن معلومات، يحددون بعدها هل يستمرون في سياستهم الحالية أم تغييرها ووضع سياسات أخرى.

تقرير ـ مريم حسن
صحيفة الحراك السياسي