رأي ومقالات

📌عن الأحزاب المسوِّسة

( أموال المجتمع الدولى سوست عود العمل السياسي فى السودان وتتجه الآن بكلياتها للجان المقاومة لقطع الطريق أمام التغيير فى السودان ) – القيادية الشيوعية امال الزين
هذا المنشور يكشف بجلاء تام مأساة السودان وفجيعته في أحزاب قحت والشيوعي وواجهاته . إضافة إلى منشورات أخرى تزيد الفجيعة تأكيداً . تقول القيادية الشيوعية عن أحزاب قحت ( ليس من حقها هندسة مستقبل السودان ولا قيادة لجان المقاومة لمشروعها ) وتقول في منشور آخر ( حلفاء الامس يحاولون اقتلاعنا من ارض الوطن بكافة السبل انتم تحاولون ما فشلت فيه مخابرات العالم مجتمعة وجلكم صنيعتها ) ..
▪️أولاً، لا معنى لعبارة الأموال ( تتجه الآن) بكلياتها، إذ لا يُتصوَّر إبلاغ كاتبة المنشور قبل وصولها، فالأرجح أن الأموال وصلت، وهذه الصياغة للعبارة الغرض منها تفادي الاصطدام مع اللجان التي استلمت ..
▪️ لم يُسجَّل للحزب الشيوعي أي حديث عن أموال المجتمع الدولي المفسدة للأحزاب، طوال فترة تدفقها وشراءها للذمم، منذ أن لامست السوسة العود، وعند بداية النخر، وأثناء مراحل تطوره، إلى أن تفاقم ووصل إلى “التسويس” التام، وهذا يجعل الشيوعي متهوماً – على الأقل – بالتواطؤ عن طريق التستر والصمت ..
▪️ أن يزيد الشيوعي، فوق التستر والصمت، ويتحالف مع هذه الأحزاب المسوسة “صنيعة المخابرات”، ويستفيد من العائد السياسي للتمويل، لأنه كان ضد خصم مشترك، ولا يبتعد عنها إلا بعد اختلافه معها على المصالح، وزيادة أمله في السيطرة المنفردة على الحكم، فهذا يدل على أنه حزب أناني وطماع ومسوِّس تماماً كسائر حلفائه ..
▪️ الحزب الشيوعي ليس مؤهلاً لإعطاء المحاضرات عن التمويلات الأجنبية وإفسادها للأحزاب، وقد طورت الأحزاب، بما فيها الحزب الشيوعي، الغسيل الأخلاقي لهذه الأموال عبر دعاوى دعم منظمات المجتمع المدني، والتدريب، ودعم الديمقراطية … إلخ، ولولا مخافة الفضيحة لواجهت هذه الأحزاب الحزب الشيوعي بمقولة ( نحن دافننو سوا فلا تتمادى في الاتهامات ) ..
▪️ ألا يتطرق الحزب الشيوعي لهذا المدد المالي الآثم ولا يرفضه إلا بعد وصوله إلى لجان المقاومة، وبعد ظنه أنه المستهدف به هذه المرة، فهذا يثبت أن رفضه للتمويلات الأجنبية – الذي أتى متأخراً وشكلياً وفي إطار سباق مصالح – لا يستند إلى مبدأ ..
▪️إذا وضعنا ( لقطع الطريق أمام التغيير ) إلى جانب ( حلفاء الأمس يحاولون اقتلاعنا ) إلى جانب ( ليس من حقها هندسة مستقبل السودان ولا قيادة لجان المقاومة )، سنستنتج أن الحزب الشيوعي – الذي اعترف صديق يوسف بأن حجمه الطبيعي يتراوح بين مقعد أو مقعدين في البرلمان – يقول إن اللجان لجاني، أتخبأ خلفها لعلمي بالرفض الشعبي لي، وأريد عبرها أن أحقق “التغيير الجذري” الذي أريد، وأتحكم في هندسة مستقبل السودان كما يحلو لي ..
▪️ بما أن الأمر بهذا المستوى من الخطورة، فهو يستحق شهادات تفصيلية من الحزب الشيوعي، ولا بأس إن تقمص دور “شاهد ملك” استيقظ ضميره فجأةً بعد أن وصله رأس سوط التمويلات الخبيثة بعد سنوات طويلة من الاستثمار في خبثها .
إبراهيم عثمان