جعفر عباس يكتب.. كفى شغل أونطه
أونطه كلمة تركية الأصل avanta تعني كسب الرزق بدون جهد او تعب وتعني أيضا الاستهبال والاستغفال، وهي داء واسع التفشي في الوطن العربي الشقيق، ولا يمر شهر دون أن تعلن صحيفة عربية عن ان طبيبا اكتشف دواء او علاجا ناجعا لداء مستعصٍ، ثم لا تسمع بذلك الدواء او العلاج بعدها أبدا، وتتجلى الاوانطة في ابشع صورها في مجال التداوي بالأعشاب، حيث يقتحم المجال أشخاص صلتهم بعلوم التشريح ووظائف الأعضاء وعلم الأمراض، مثل صلة فيفي عبده بأبي الجعافر، وصلة أبي الجعافر بجدول اللوغريثمات، وتحتفي الصحف بهم فيتحدث الواحد منهم عن عشبة مجربة تقضي على سرطان الدم في أسبوع، ولكن الصحف لا تسأله: إذا كان ذلك صحيحا فلماذا تتعرض للبهدلة في هذا الدكان البائس وتجني دريهمات قليلة بينما بمقدورك ان تصبح مليونيرا دون حاجة الى جورج قرداحي!!
وفي دولة الإمارات ادعى باحث ان عنترة بن شداد من ابناء منطقة الجواء غربي الإمارات، (من الواضح أنه استند الى قول عنترة: يا دار عبلة بالجواء تكلمي…)، ولو كان مثل هذا “القياس” صحيحا لكان من حق النوبيين العيش في أمريكا لأن بها مدينة اسمها دنقلا، والجهة التي نشرت خلاصة بحثه هي جريدة الاتحاد، التي أمضيت فيها تسع سنوات، والتي يعرف معظم العاملين فيها أن أبا الجعافر هو الحفيد والممثل الشرعي الوحيد لأبي العناتر، وان هذه المسالة لا صلح او تفاوض او تباوس فيها، ويغلب الظن عندي ان جهة سعودية قامت بتمويل الدارسة التي أجراها الباحث الاماراتي، لتضعف القضية التي اعتزم رفعها لدى محكمة العدل الدولية في لاهاي للمطالبة بأملاك جدي عنترة في المنطقة الشرقية التي نشفوا ريقها بشفط البترول الذي يخص عائلتي، وموقفي قوي لأنني نلت الاعتراف الرسمي من صديقي الراحل الأستاذ غازي القصيبي تغمده الله بعظيم رحمته، بكوني حفيد عنترة وله قصيدة يقول فيها إنه بسبب طول لساني لم يبق له من صديق سوى عمو عنترة: هاجم الناس فلم يبق له / من صديق غير “أنكل” عنتر/ عنتر قد كان يهوى عبلة / وأخونا عشقه للأسطر/ كل سطر فيه سم ناقع / شيب – أحيانا – ببعض السكر
عنترة عمل خبيرا عسكريا لدى قبيلة بني عبس التي أكلته لحما ورمته عظما، عندما فكر في الزواج بعبلة الهبلة فاتهموه بأنه يريد تلويث النسل وسجنوه وبهدلوه، وبعدها كان ابن عمي بلال بن رباح ضمن أول سبعة اعتنقوا الإسلام وخضع لتعذيب لم يتعرض له أي مسلم آخر، ومع كل هذا صمد وكان أول من رفع “الله أكبر”، ولاحقا حكم قريبنا كافور الأخشيدي مصر وكان عادلا وراعيا لعلماء الدين والشعراء والأدباء، ولكن التاريخ لا يذكر إلا شتائم الشاعر المتنبي له: “من علَّم الأسود المخصي مكرمة…”، و “لا تشترِ العبد إلا والعصا معه…”، والمهم أن عمو كافور اشترى منطقة حلايب من حر ماله وجعلها ورثة لذريته التي أنتمي اليها، وسنستردها بعد ان نسترد السودان من البرهان وأولاد حمدان
ولن أتنازل عن المطالبة بأملاك عنترة في المنطقة الشرقية في السعودية حيث تدير شركة أرامكو أكبر بحيرة نفطية في العالم، وكان عنترة قد تنبأ بأمر استفراد الشركة بالبترول والغدر بورثته فقد جاء في قصيدة له: أرامكو عصي النفط شيمتك الغدر…
وما ضاع حق لم ينم عنه أهله/ وما ناله في العالمين مُقصِر
يقول السودانيون “فلان يلعب في بيت اللعب” عن المستهبل الذي يمارس الاونطة مع شخص أكثر منه قدرة على الاستهبال، فتعالوا يا بني السودان نمارس الأونطة على أصولها ونسترد حقوقنا (مثلا: السويد جزء من السودان ولكن الأوربيون تلاعبوا برصة الحروف في اسمه)
جعفر عباس