قحت تقترح حلاً لمشكلة تزوير الانتخابات التي تصطنعها وتضخمها وهو (..)
📌أقزامنا وطموحاتهم الكبيرة
▪️ لا شئ يمكنه صناعة الواقع الحالي بكل أزماته وتناقضاته ومفارقاته المضحكة/المبكية سوى تفاعل الطموحات الأنانية الكبرى مع عقدة القزامة، بحيث تغلق الأخيرة الباب الطبيعي الوحيد الذي يمكن أن يقود إلى الأولى، وبحيث تتطرف الأولى، ويُتمسَّك بها كاملةً، عسى أن تكون النتيجة بلوغ معظمها بغير الطريق الطبيعي ، بمساعدة من هشاشة الوضع، وغفلة القوى السياسية أو كسلها، وكثافة تدخلات الخارج ..
▪️ لا يمكن لمن يثق بأن في إمكانه الحكم، بعد سحق الكيزان، وإقصاء أكبر عدد من الأحزاب، وتحجيم الحركات الموقعة، وإعادة الجيش إلى الثكنات، وتفكيكه مع بقية الأجهزة النظامية، وإعادة تركيبها والسيطرة الكاملة الدائمة عليها، والاقتراب من شعاره ( الجنجويد يتحل )، وانتزاع المصانع والشركات التي تلبي احتياجات الأجهزة، لتشكل – مع رفع الدعم، والعون الخارجي – أساس مشروعه الاقتصادي، لا يمكن لمن يثق حقاً في قدرته على القيام بكل هذا، في فترة انتقالية، مسنوداً بتفويض شعبي حقيقي، أن يقر بعجز وحيد، لا يقر بغيره، هو عجزه عن الاتفاق على ضمانات انتخابات حرة نزيهة مسنوداً ومحروساً بذات التفويض الشعبي !!
▪️ إذا كانت قحت تؤمن حقاً بأن لديها من الشعبية ما يعطيها حق الانفراد بتمثيل الشعب في الفترة الانتقالية، وبأن أهدافها هي أهداف الشعب، فمن أشد أنواع الخيانة للشعب أن تفرِّط في “حقوقه” كما تؤمن بها، وتؤجلها، وتعمل من أجل تطاول أمد الانتقال الذي يعني – حتماً – عدم تحقيق معظم هذه الأهداف !!
▪️ في الحقيقة يمكن القطع بأن الاتفاق على مطلوبات حرية ونزاهة ومصداقية الانتخابات، بما يعطي للشيوعي والبعث والناصري والجمهوري والمؤتمر السوداني والرفاق الاتحاديين أحجامهم الحقيقية أسهل بكثير من تحقيق كل هذه الأهداف في فترة انتقالية تقتضي – بطبيعتها – التراضي والتسويات والتنازلات، والذهول عن هذه الحقيقة لا يمكن أن يحدث إلا بعقدة قزامة مزمنة وعصية على العلاج ..
▪️ تقترح قحت حلاً لمشكلة تزوير الانتخابات، التي تصطنعها وتضخمها، هو أن تحكم لأطول فترة، بدعوى أنها تملك التفويض الشعبي الكامل اللازم، وهذا حل تزويري بامتياز، لأنه يستبدل التزوير المتوهم الآتي في المستقبل بتزوير حقيقي آني لإرادة الشعب . في الواقع، التزوير لا يحتاجه أحد تتوفر إمكانية لفوزه، لا يحتاجه خاصةً في مواجهة أحزاب فكة، من هو ذلك القزم الذي يتطلع إلى الرئاسة ويظن أن أصوات الشوعيين والبعثيين والناصريين والجمهوريين، على سبيل المثال، يمكن أن تصنع فرقاً يضطره إلى سرقتها ؟!
▪️مع الإعتذار مقدماً لمن يرون في التشبيه تجاوزاً، من الذين يرون أنهم معنيين به وغيرهم، فإن التشبيه الذي يناسب حالة أحزاب، في أي مكان، السودان أو غيره، لم تفز في تاريخها في انتخابات واحدة، ثم تؤسس أحد أهم مواقفها على زعم بأن هلعها من الانتخابات ليس بسبب تاريخها معها، ولا بسبب حاضر جماهيريتها التي لا تختلف كثيراً عن الماضي، وإنما بسبب خشيتها من سرقة الآخرين لأصوات جماهيرها بالتزوير، التشبيه الذي يناسب هذه الحالة هو حالة محترفات دعارة سرية، لاحظ أحد المقتدرين نشاطهن السري، فقرر أن يعالجهن بالصدمة ( إذا جاز التعبير ) وذلك بأن تبرع لهن بتكاليف حجة، فرفضن بحجة أن الحج مظنة الاختلاط، والتوهان أثناء الزحام وبالتالي البعد عن المحارم!!
إبراهيم عثمان