📌التزلف إلى ميت
إذا أراد أي حزب ألا يضعف قوله إنه حزب المبادئ الذي لا يساوم ولا يبيع، وكل الأحزاب تقول ذلك، وقوله إنه لا يعرف طريق الإنتهازية، وإنه يتحالف ويناوئ بشرف لا يعرف الخبث، وإنه حزب ذو كرامة ومروءة لا يتصاغر أمام أحد تزلفاً ولا يتكبر على أحد تنمراً …
إذا أراد هذا، فإن الهم الأول له يجب أن يكون هو العمل على ألا يكون بين صفه القيادي الأول من يجسد العكس تماماً، وخاصةً ألا يكون هذا القيادي أميناً سياسياً، وخاصةً ألا يكون العمل الأساسي لهذا الأمين هو التزلف إلى قوم يعتقد إنهم الحصان الرابح بدعم الغرب وعصاه وجزرته، لا بمشروع جاذب ولا بجماهيرية حقيقية .
مثل هذا القبادي سوف يقزِّم حزبه عندما يعرِّف ويمارس السياسة ككوكتيل من “تكسير تلج” ، و”رمي بلا”، و”تحريش” حتى على بعض حزبه، فلا يصل إلى هدفه إلا، بإصابة مبدأ، وخدش قيمة، ومجانبة منطق ..
سوف يشوه سمعة المبادئ إذا قال إنه يصدر عنها عندما يعتمد في التودد للآخرين على تذكيرهم يومياً تقريباً بأنه، ومن معه، “عصروا الفراش” يوم نكبتها، و “حرَّروا البكاء” و”سكلبوا” بأكثر مما تفعل النائحة الثكلى دعك من المستأجرة، وأضافوا فوق هذا زجرهم وتقريعهم لعضوية الحزب التي لم “تسكلب” معهم، ولطائفة واسعة من الأحزاب الحليفة السابقة التي لم تفعل .
وسوف توصل إرادة الشر “تكسير تلجه” إلى قمته في الوقت الذي يصل باطل المُتودد إليهم إلى أقصى معدلات انكشافه حتى يطالبهم الأنصار بالمراجعات والاعتذار، وحتى يفر من تحالفهم أصلاء فيه، ويزداد منهم بعداً الحلفاء، ويوقن المعارضون أنهم يمثلون الباطل في أعلى درجات تبجحه واكتماله ..
إن تكسير التلج لمن أظهر هروبه من استحقاقات الديمقراطية، وهلعه من الانتخابات، وكشف عن قابليته لدوس الشعب بأقسى القرارات الاقتصادية، وتبجح بإعلان تبعيته للسفارات، وتبنى علمانيةً فاجرة، وأعلن عن رغبته في الانفراد بالحوار بعد تقسيمه إلى مراحل يقصي عن أولها حتى هذا المتودد ، إن تكسير التلج هذا لا يعني شيئاً سوى القابلية لبيع أي مبدأ باعوه ، ودوس أي قيمة داسوها، وترويج أي علف روجوه، فقط في مقابل رضاهم عنه، وهذا أكبر ثمن يمكن أن يدفعه حزب مقابل الرضا، الرضا فحسب ..
إبراهيم عثمان