(الانتخابات) .. جوهر العملية الديمقراطية عندما تتحول لـ(فزاعة)
بدا أن لا خيارات جديدة أمام رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان يقدمها للقوى السياسية بعد إعلان سابق عن مغادرة العسكر للمسرح السياسي إذ يتمسك الرجل بتسوية سياسية لأجل محدد ينتهي بقيام انتخابات لتأسيس الدولة المدنية، وظل يردد رؤيته هذه منذ انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر ولا جديد من ذلك الوقت. مؤخرًا جدد أيضًا البرهان ذات رؤيته وموقفه بشأن معالجة الازمة في السودان حيث دعا إلى إيجاد مخرج آمن ” لدولة مدنية عبر الانتخابات”. وذات السؤال سيطرح مجددًا حول كيف يمكن تحقيق ذلك وهل هي دعوة للانتخابات المبكرة خاصة فى ظل تصاعد انقسامات المكون المدني هل سيغير المجتمع الدولي استراتيجيته للتعامل مع أزمة فرقاء الأزمة في السودان .
في الانتظار
يقول المحلل السياسي د.الحاج حمد إن استراتيجية المجتمع الدولي استمرار الشراكة واعتماد تصريحات الفريق أول البرهان بأن العسكر انسحبوا وفي انتظار تكوين حكومة مدنية. ويضيف لـ”السوداني ” أن الإدارة الأمريكية كانت تعتقد أنه بإعادة جلوس قوى الحرية والتغيير مع العسكر أن تتكون الحكومة المدنية لكن “ق.ح.ت” رأت أن تستعيد سيطرتها على الشارع بعد أن اعتذرت عن الأخطاء السابقة وفق رؤيتها وتدخل الجولة الثانية بغطاء الشارع لكن وفي أول نشاط لها في الشارع أمس الأول وما حدث فيه ستكون له تداعيات أخرى ومعلوم أن البرهان ظل يلوح بالانتخابات ككرت ضغط على القوى المدنية والآن ليس له حل إلا إذا قبل النظام العالمي حاضنة سياسية لا يقبل بها الشارع. وبالتالي سوف تسرع من وتيرة إقصاء العسكر عن السلطة.وبالطبع يظل البرهان يلوح بفزاعة الانتخابات لأنه يعلم أنه لا يستطيع إجراءها في ظل جيوش ومليشيات وخزينة فارغة يقوم عليها وزير مالية عمد إلى رفع سعر الوقود لمرات عديدة على الرغم من أن نحو 70% من وارد الوقود تستخدمه الحكومة.
التشبث بالسلطة
وفي المقابل يشير وزير الخارجية السابق السفير إبراهيم طه أيوب إلى أن قادة الانقلاب العسكري ظلوا يرددون ومنذ ٢٥ أكتوبر الماضي أن المخرج من انسداد الأفق الذي يسيطر على الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة هو إجراء “الانتخابات المبكرة” التي تحدد أوزان الأحزاب والقوى السياسية العاملة فى الساحة ويوضح فى حديثه لـ” السوداني ” أن مفهوم الانتخاب يعتبر جوهر الحياة الديمقراطية وبالتالي يمكن القول أن إصرار الأعضاء العسكريين فى مجلس السيادة على إجراء الانتخابات الفورية هدفه “التشبث بالسلطة ” وبحسب أيوب فإن المكون العسكري لا يمكن أن يصير بين ليلة وضحاها ديمقراطيًا يبشر بالانتخاب الحر النزيه وهو الذي قام بـ “انقلاب على سلطة مدنية” جاءت بها ثورة شعبية آلت على نفسها ترتيب أوضاع البلاد خلال فترة انتقالية محددة تجرى عند نهايتها انتخابات حرة ونزيهة أما عن ادعائهم بأن مجرد إجراء مثل هذه الانتخابات ستؤدي إلى تجاوز حالة الاحتقان التي في الحقيقة -نتاج “لتآمرهم” على الحكم المدني فهو العقم السياسي بعينه والذي يمكن اعتباره امتدادًا لتآمرهم الذي بدأ يوم ٢٥ أكتوبر الماضي.
صحيفة السوداني