حيدر المكاشفي يكتب: حاذروا.. كورونا تعاود الكرة
ورد في صحيفتنا هذه (الجريدة) أمس، أن مدير إدارة مراكز العزل بولاية الخرطوم د:محي الدين حسن حاج حمد، كشف عن تزايد في حالات الكورونا عالمياً ومحلياً، وقال محي الدين لـ(الجريدة) لم نصل لإعلان موجة لكن الاحتمالية عالية و(تابع) مراكز العزل جاهزة لاستقبال الحالات، ويجري تجهيز مركز عزل الخرطوم (بتانك) اوكسجين بدعم من منظمة رعاية الطفولة تحسبا لأي زيادة في حوجة الاوكسجين، وحول استعدادات وزارة الصحة للموجة الخامسة، قال إن الوزارة ملتزمة بدفع استحقاقات العاملين ومدهم بالمعينات من لبس وأدوية وقاية، وأردف لكن يمكن ان نحتاج لدعم إضافي في بعض الأدوية.. لانريد بتعليقنا على هذا الخبر (معاودة كورونا للظهور مجددا)، ان نثير قلق الناس، بقدر ما نريد تنبيههم لأخذ كل الترتيبات الممكنة التي تساعد في محاصرة هذه الجائحة الثقيلة..صحيح ان حالات الاصابة التي رصدتها الجهة المختصة لم تبلغ درجة ان تعلن كموجة خامسة، ولكنها ايضا وبحسب ذات الجهات قابلة للتمدد والانتشار، فمعظم النار من مستصغر الشرر كما يقولون، ولهذا لا ينبغي على الناس ان يستهينوا بقلة عدد الحالات التي اكتشفت حتى الان، وانما عليهم ان يأخذوها على محمل الجد، فالفايروس خطير، وقدرات البلاد على الاستجابة لأي تفش واسع محتمل للمرض غاية في الضعف، كما تفتقر البلاد للكادر الطبي المؤهل وتعاني من ضعف البنيات التحتية، وتفتقر كذلك إلى المعدات والإمدادات الدوائية، و يكابد نظام التغطية والرقابة الصحية في البلاد ضعفا هيكليا ولا يشمل كل البلاد، ولذلك يحدث تأخير كثير في الفترة بين التبليغ عن الوباء والاستجابة وتأكيد تفشيه، وكل هذا السؤ والتردي يأتي على رأس اسبابه ضعف الميزانيات التي تخصص للقطاع الصحي بشقيه الوقائي والعلاجي من لدن العهد البائد والى يوم الانقلاب هذا، اذ لا ينال هذا القطاع المهم الا الفتات من موازنة الدولة، بينما تذهب النسب الكبيرة من الموازنة للصرف على القطاع الأمني والعسكري الموجه لقمع التظاهرات السلمية، وقد فاقم هذا الوضع المزري للنظام الصحي فى السودان وزاد من أزماته، أن هذه الأوضاع المتردية دفعت أعداد كبيرة من الكوادر الطبية المؤهلة ومن مختلف التخصصات المميزة الى الهجرة ومغادرة البلاد مما أحدث خللا فى تقديم الخدمة ونقص في الكوادر، كما ان بلادنا ما تزال تعاني ضائقة معيشية خانقة وتردي شامل في خدمات المياه والكهرباء والدواء ، فغير كورونا مازال الناس يعانون فى الحصول على الخدمات العلاجية الجيدة ولا يحصلون على الدواء لعدم توفره، بل حتى القليل المتوفر منه لا يتمكنون من شرائه للارتفاع الباهظ في اسعاره الا بشق الانفس، وهذا ما يفرض علينا كمجتمع ان نقف متكاتفين في خط الدفاع الأول جنبا الى جنب جيشنا الابيض، وان نحرص على تطبيق ثقافة التعايش مع المرض على وجهها الصحيح، وليس بمثل السبهللية التي تعاملنا بها مع الموجات السابقة..
صحيفة الجريدة