حيدر المكاشفي يكتب: البرهان.. يجري مع الصيد ويطارد مع الكلاب
لأول مرة اسمع مثل (يجري مع الصيد ويطارد مع الكلاب) من الامام الصادق المهدي رحمه الله، ومعروف عن الإمام الصادق المهدي أنه ليس راو للطرائف والملح والنكات والأمثال والحكايات الشعبية فحسب، بل ومؤلف لها، ويعتبر مرجعا فيها (ديكشنري الشعبيات السودانية)، بما يمتلكه من ذخيرة واسعة من مفردات وأمثال وحكم وحكاوي وأحاجي وغلوتيات شعبية، وأحياناً يطلقها عفو الخاطر هكذا (قطع أخضر) لحظة الكلام، وكان فقيد البلاد الامام اطلق هذا المثل (يجري مع الصيد ويطارد مع الكلاب) على احد الاحزاب السودانية الذي رأى انه يلعب على الحبلين، حبل الحكومة باعتبار انه مع الحكومة وجزء منها ومن حاضنتها السياسية، وحبل المعارضة بانتقادها والهجوم عليها ومحاولة التبرؤ منها، أي أن هذا الحزب يلعب دور الصياد والصيدة في آن واحد..والخبر الذي نشرته صحيفة الشروق المصرية الذي سنأتي عليه يؤكد أن البرهان يلعب على الحبلين، حبل الخروج من المشهد السياسي بزعمه، وحبل ادارة وتوجيه هذا المشهد السياسي الذي مازال يمارسه، أي انه مصداقا للمثل (يجري مع الصيد ويطارد مع الكلاب).. يقول خبر الصحيفة المصرية التي يبدو ان لها صلة وثيقة بمطابخ القرار داخل المكون العسكري وعالمة ببواطنه، عطفا على العلاقة الخاصة جدا بين عسكريي الانقلاب والحكومة المصرية وبالاخص الاستخبارات، ويقول الخبر ان مصادر بالقيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، رجحت أن يقدم رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان على اتخاذ قرارات وصفوها بـ(المفصلية) خلال الأسبوع المقبل، إذا لم تتوافق القوى المدنية حول رؤية واضحة بشأن الوضع الراهن. وأضافت المصادر لـ(الشروق) أن البرهان أمهل القوى السياسية مدة 10 أيام للتوصل إلى توافق وطرح رؤية موحدة. وذكرت المصادر أنه في حال توافق القوى المدنية سيتم إرجاء صدور القرارت، وبحث ما سيتم تقديمه من جانب القوى السياسية. وأوضحت المصادر أن البرهان يعتزم إصدار قرارات بحل مجلس السيادة وتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة برئاسته يضم كل من الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ورئيس هيئة الأركان السودانى الفريق أول محمد عثمان الحسين، الفريق ياسر العطا، والفريق شمس الدين كباشي، والفريق بحري إبراهيم جابر، ووزيري الدفاع والداخلية. كما رجحت المصادر إعلان موعد إجراء الانتخابات في مدة من 6 إلى 12 شهرا، وتشكيل حكومة تصريف أعمال تعمل على تهيئة الأوضاع للانتخابات، ويعزز خبر الشروق المصرية ان البرهان الذي اعلن انسحاب كل المكون العسكري من مفاوضات الالية الثلاثية وخروجهم من المشهد السياسي والعودة للثكنات واكتفاء القوات المسلحة بتنفيذ مخرجات الحوار السياسي، بادعاء افساح المجال للقوى السياسية للتوافق، الا انه مازال داخل المشهد السياسي بقوة باعلانه قبول ومباركة المبادرة السياسية التي طرحها الطيب الجد، أحد مشايخ التصوف، وعلى النقيض من ذلك يمارس البرهان اللولوة ويؤكد لسفيرة فرنسا بالخرطوم عند لقائها به، حرصه على إكمال عملية التحول الديمقراطي بالبلاد، وصولا إلى انتخابات حرة ونزيهة.ويجدد موقف القوات المسلحة بعدم رغبتها في التمسك بالسلطة، وينفي ما تداولته وسائل الاعلام بشأن نية المكون العسكري رئيس للوزراء..فأي من البرهانين نصدق..البرهان الأول أم البرهان الثاني..
صحيفة الجريدة