حسن إسماعيل: وجدي صالح و(تيتل دار صباح) !!
– كان وجدي صالح يومذاك وكأنه فى ( دار الندوة ) فى مكة ووسط وجهاء قريش يوجه أسئلته للأستاذ عثمان ميرغنى ( ألم تقرأ فى تاريخ الثورات يا أخ العرب ؟ ) …ألا تعلم أن للثورات شروط موضوعية وأخرى ذاتية يارجل؟ وأن ظروف ثورتنا الموضوعية قد اكتملت ولم يتبق إلّا أن تتحقق الظروف الذاتية وهى أن تتوحد قبائل الثورة حول أهدافها ) وكأن وجدى يختم أسئلته لعثمان ميرغنى ( هل وقع ليك ياشفيف) قبل أن يعود ويوبخ عثمان بقوله ( إنك امرؤ فيك رائحة انقلاب ) !!
– قبل هذا بعقود كان فى (إحدى ربوع السودان ) سلطان غشيم تضجرت منه عشيرته لظلمه وغشامته فكادوا ضده مكيدة ماكرة عندما التفوا حوله وقالوا له ( إنت ياسلطان أقل من سلاطين دار صباح فى شنو) فانتفخ الرجل غضبا وسألهم وماذا يفعل سلاطين دار صباح ؟ فقالوا له ( كييييف ) ؟ ألا تعلم يامولاي أن سلاطين دار صباح يركبون على ظهر التيتل ويجرى بهم دون أن يسقطوا حتى يتعب (التيتل) ويتوقف من تلقاء نفسه فغضب السلطان وقال لهم ( أفووو تيتل هوان ده )؟؟ … ( كيف تفوتنى مثل هذه الفضيلة ) ؟؟ ثم أمرهم أن يجلبوا من فورهم( تيتلا وحشيا ) وأن يربطوه على ظهره ثم يضربوا التيتل حتى يجرى بأقصى سرعته ( عشان ناس دار صباح يعرفوا حاجة ) وبالفعل هذا ماحدث فربطت حاشية السلطان الرجل على ظهر (التيتل) جيدا ثم أوسعوه ضربا وتركوه يركض بعيدا والسلطان الغشيم يصيح ولم ينتبه للمكيدة إلا بعد فوات الأوان (فالتيتل) دخل بالسلطان المربوط على ظهره إلى الغابة وأخذ جسده يرتطم بالاشجار ويتمزق قطعة قطعة (وانتهى نهاية بطل) …
– وجدى صالح وبقية (حلنجية) الحرية والتغيير يراهنون على الصراخ وتجهيل الناس فإن كان أهم أشراط الفعل الثورى هو الوعى وأهم فضاءات العمل الثورى هو الواقعية فتعالوا نُعمل أدوات القياس العلمى فنطرح الأسئلة المنطقية فلنتساءل مثلا ماالذى يمكن أن تقدمه مجموعات تنتمى لأفكار ماضوية بالية مثل الفكرة البعثية والناصرية والماركسية وبقايا تخيلات محمود محمد طه لمستقبل أمة من الناس؟ فكيف ولماذا يموت الناس بدواعى الثورة لكى يصبحوا بعثيين أو جمهوريين او ماركسيين او ناصريين فإن كانت الثورات هى فى خلاصتها تصميم عقلاني ووجدانى للهجرة إلى المستقبل فكيف نفهم أن زحيح هذه الأحزاب الماضوية إلى الوراء يمكن أن نسميه ثورة ؟؟ نعم فإذا كانت الثورات نزوعا فطريا إلى المستقبل فكيف تصبح هتافا اجوفا تجاه الوراء؟؟
– وفى الحقيقة فإن هذا الزحيح إلى الوراء قد نفذته هذه الأحزاب عمليا فى حياة الناس خلال تجربة حكمها فراجع عزيزى القارئ نسب الفقر وسط الناس خلال الثلاث سنوات التى مضت وراجع نسب الجريمة ثم نسب تعاطى المخدرات ونسب تسرب الأطفال من التعليم النظامى ونسب الطلاق ونسب الهجرة ثم افحص صحة العملة السودانية وتحسس نسبة التضخم وقس تدهور ميزان المدفوعات….كل هذا تم باسم ثورة قحط ثم يحدثنا وجدى عن اكتمال أشراط جديدة لثورة جديدة وكأن الثورة عنده مواسم وبائية يخرج الناس من وباء الكورونا ليقعوا فى قاع وباء جدرى القرود وهل ثورة قحط إلا تقلبا فى حالات سياسية وبائية مزمنة؟؟!
– فى الحقيقة أن جهة ما استدرجت قحط لركوب ظهر ( تيتل الثورة) وربطتهم عليه جيدا ثم اطلقته فى الوديان وواضح ألا أحد بمقدوره الآن استرداد قحط إلى أرض الواقع ليجرى معها حوار عقلاني فهى مستغرقة وفى حالة اختطاف جنونى على ظهر كائن متوحش تسميه هى الثورة والتى باسمها وقعت فى كل الموبقات والشرور فأدارت ملف إزالة التمكين بأيدى متسخة وأدارت ملف حق الشهداء بعقلية مرابى يهودى يبيع الدم بوثيقة شراكة الكراسى ويدير مؤسسات الدولة بطاقم كسيح ، وكسير ، وضرير، ومعتل ، ومختل فأوصلها إلى الحضيض
– سيظل وجدى صالح هكذا منتفخا وهو مربوط على ظهر (تيتل الثورة) الذى لانزول منه إلا مُزعةََ مُزعة وقطعة قطعة فيهلك فيتعافى الشباب و(المخمومون) و( المتوهمون) اولئك الذين يظنون أن الثورات مثل أتان الحمار تلد كل ( اتناشر شهر) !! ….قال ثورة قال !!
حسن إسماعيل