جعفر عباس يكتب.. أنا أرجل من الصيني
في أول شهر لي بعد الزواج، أيقظتني زوجتي في ساعة متأخرة من الليل، وهي تهمس بصوت مرتعش: أظن في حرامي في البيت. فقلت في سري: وأنا مالي؟ راجل شايف شغله فلماذا أحشر أنفي في شؤونه؟ ولكنني تحركت من السرير وأضئت مصابيح الغرفة وفتحت دولاب الملابس بطريقة طاخ طراخ، محدثا جلبة وإزعاجا. وهدفت من ذلك إعطاء الحرامي إشارة بأن هناك تحركاً مضاداً، بما يجعله يصرف النظر عن السرقة ويرحل عن البيت بأسرع ما يمكن! ثم خرجت من الغرفة لتفقد بقية أنحاء البيت، ولم أجد الحرامي (بافتراض أنه كان أصلا قد دخل البيت). ثم شرحت لزوجتي سر تصرفاتي التي ربما اعتبرتها هي دليل جبن: شوفي يا بنت الناس.. لو – لا قدر الله – اكتشفت ان لصا دخل علينا في غرفة النوم، بحثا عن شيء يستحق السرقة فلا تتحركي وتصنعي النوم أو حتى الموت. لأنه ليس لدينا شيء ثمين يستحق السرقة، وثانيها لأن أرواحنا أقيم من كل ما نملك. ولص البيوت لا هم له سوى السرقة بأسرع ما يمكن مع تفادي “القبض” ومن ثم السجن، ولهذا فإنه مستعد لإلحاق الأذى الجسيم بكل من يحاول القبض عليه متلبسا، يعني بالعربي يا بنت الناس فإن العقل والحكمة يقتضيان تنبيه اللص الى ان وجوده محسوس وأمره مكشوف حتى يرمي ما بيده، ويبادر بالهرب
ضرب زلزال إقليما في الصين مما أدى الى وفاة الآلاف، فما كان من أحد الرجال إلا أن هرب الى ميدان مفتوح دون ان يحاول مساعدة زوجته على الخروج معه بينما بيتهما ينهار، وكتبت النجاة للزوجة وعثرت على زوجها في مخيم بعيد، وما ان وجد صاحبنا الزوجة أمامه حتى اندفع نحوها فاتحا ذراعيه: سلامتك حبيبة قساي، ضلي وضراي، ومرواد عماي ودخري وغطاي (بالصيني طبعا). صاحت الزوجة: تطلقني فورا وبلاش الجرجرة في المحاكم يا راجل يا عديم العشرة يا خسيس وخرسيس وأدبسيس (أجيد الشتائم أيضا باللغة التركية)
أنا أؤيد قرار الزوجة بتطليق ذلك الجبان! فأن تترك لصا يهرب طالما أنه لم يؤذ أحدا من أهل بيتك شيء، وأن تتخلى عن واحد من اهل بيتك في ساعة محنة حقيقية شيء آخر. ولو داهمنا عشرة مسلحين بصواريخ وحاولوا إيذاء زوجتي او أحد افراد أسرتي لتصديت لهم واللي بدو يصير، يصير.
المهم يا سيدة يا صينية طلقي زوجك وأنا أجيب لك عريس لقطة (مش أنا) يأتي بك الى جزيرة بدين حيث لا زلازل او براكين، بل تمر وقراصة وتركين
جعفر عباس