تحقيقات وتقارير

مبادرة (الجد) .. نفخ الروح في جسد المؤتمر الوطني (المحلول)!!


بُعيد انقلاب 25 أكتوبر الذي اطاحت فيه القوات المسلحة بالفترة الانتقالية انخرط مهتمون بالشأن السياسي في طرح العديد من المبادرات بشقيها المحلي والعالمي لحل الأزمة وفك الاختناق السياسي، الذي دخلت فيه البلاد جراء استيلاء العسكريين على السلطة الانتقالية .. تعددت المبادرات إلا أن المحصلة في الآخر، استمرار الأزمة السياسية التي مضت عليها عشرة أشهر حسوماً.

اطراف الازمة السودانية كل منهما متمسك بمواقفه، الأمر الذي جعل كافة المبادرات تفشل في ايجاد منطقة وسطى وتحل الأزمة التي ألقت بظلالها على حياة السودانيين في كافة مناحي الحياة.

الشعب السوداني مصمم على تحقيق اهدافه في انهاء الانقلاب ومحاسبة كل من اقترفت يده جرما في حق الثوار، وتحقيق العدالة بالقصاص على من تقع عليه التهمة في ازهاق ارواح الشهداء السلميين.

في ظل حالة الاحتقان السياسي التي تشهدها الساحة، اقدم الشيخ الطيب الجد على مبادرة جديدة، قوبلت بهجوم من قوى الثورة، وتحوم حول المبادرة بحسب رأي بعض المتابعين الكثير من علامات الاستفهام.

ويرى المتابعون أن مبادرة الطيب الجد تقف من ورائها قيادات النظام المباد، حيث تفوه بعض كوادر النظام البائد في وسائل التواصل الاجتماعي بأن المبادرة تمثل الحزب المحلول، وأنها تعتبر الابن الشرعي لهم.

المبادرة مزمع انعقادها في أغسطس الجاري، حيث حدد رئيس مبادرة نداء أهل السودان للوفاق الوطني، الشيخ الطيب الجد ود بدر منتصف شهر أغسطس الجاري موعداً لانعقاد حوار المائدة المستديرة (سوداني ــ سوداني). وقال الطيب الجد فى اللقاء التنويري لممثلي السلك الدبلوماسي المعتمدين بالسودان أمس الأول الأحد، بمسيده بأم ضواًبان إن الاستعدادات تسير من أجل عقد مؤتمر دستوري شامل يتم عبره دعوة كل المكونات السياسية وقادة الرأي العام وكل الفاعلين في المشهد السياسي من أجل الوصول إلى نقطة التقاء عامة يتفق عليها تحقق الرغبة في إكمال التحول الديمقراطي وتشكيل حكومة مهام تكمل هياكل السلطة وصولا الى انتخابات حرة ونزيهة يختار خلالها الشعب من يثق فيه لقيادة البلاد حتى يتم إرساء دعائم الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة مناشدا الجميع إعلاء مصلحة الوطن.

فيما شن عضو لجان المقاومة بتنسيقية الخرطوم الرشيد محمد عبد الجليل كبير على من أطلق المبادرة، وقال الرشيد لـ(الحراك): مبادرة الشيخ الطيب الجد لن تأتي بجديد بخلاف المبادرات التي طرحت في الآونة الأخير, لافتاً إلى أن أعضاء الحزب المحلول بأمر الثورة هم من هندسوا المبادرة التي يسعون من ورائها إلى العودة الآمنة إلى واجهة الحراك السياسي. ومضى بالقول: المبادرة ستلحق باخواتها في عدم تحقيق الأهداف التي يراد تحقيقها، لأن مطالب الشارع السوداني هي ذات المطالب لم يتغير فيها شيئ.

مشيرا إلى أن التمسك بالمبدأ الذي خرجت من أجله قوى الثورة سوف نسانده بمزيد من العمل الثوري السلمي المضاد لقوى الانقلاب. وقلل الرشيد من أن تحدث المبادرة اختراقا للأزمات التي صنعها البرهان وحلفاؤه. واضاف: اذا اراد الطيب الجد أن يقوم بمبادرة لإنهاء الأزمة الحالية، عليه أن يعمل على انهاء الانقلاب، وتسليم السلطة إلى حكومة مدنية. مبيناً بان مبادرة الشيخ الطيب الجد الحالية قبرت قبل طرحها بشكل رسمي، لأن أعضاء لجنتها العليا قيادات من النظام البائد، وأن مبادرة الجد تشبه إلى حد كبير مؤتمر الوثبة الذي نظمه الرئيس المخلوع عمر البشير.

من جانبه قطع رئيس المؤتمر والهيئة العُليا للمجلس الأعلى لنظارات البِجا والعُموديات المُستقلة، رئيس تنسيقية شرق السُّودان، سَيِّد محمد الأمين تِرِك، بأن مبادرة الشيخ الطيب الجد هي المخرج الحقيقي من الأزمة السياسية التي تعاني منها البلاد، بغية الوصول إلى نهاية الفترة الانتقالية بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وحذر ترك من مغبة الأوضاع في السودان ، وأضاف قائلاً: إن السودان اذا لم يجد وقفة قوية من المجتمع الدولي سيصبح أشبه بدول كثيرة من حولنا تعاني من الحرب.

أما المحلل السياسي خالد محمد الحسن فيرى أن مبادرة الشيخ الطيب الجد لن تأتي بجديد، وأن الذي يروج حالياً ما هو إلا سيناريو يقوم به الحزب المعزول بشكل مختلف.

وقال خالد لـ(الحراك): إن الغرض الرئيسي من المبادرة تقديم المؤتمر الوطني (المحلول) في الساحة السياسية من جديد. لا سيما وأن قيادات المؤتمر كانت تعمل ليل نهار من أجل إضعاف وتقسيم قوى الثورة، وخلق نوع من الارتباك السياسي، تمهيداً لعودتهم، فكانوا في فترة يقدمون تكتيكات سياسية من أجل إيجاد موطئ قدم لهم في الساحة السياسية، ففشلوا بشكل كبير في مبتغاهم إلا أنهم استطاعوا أن ينجحوا في اضعاف قوى الحرية والتغيير لازالتهم عبر البرهان من سدة الحكم.

وزاد: تنوع حيل المؤتمر الوطني لم يكن صدفة انما هو تكتيك سياسي، بهدف العودة من جديد الى الواجهة والعودة للحكم مجدداً، لافتاً إلى أن الشارع السوداني لن يسمح بذلك، لأن جذوة الثورة لا تزال متقدة، فالغلبة في الآخر ستكون للشعب السوداني الذي لم يعد لقمة سائغة في أيدي الإخوان المسلمين.

الخرطوم : مبارك ود السما
صحيفة الحراك السياسي