رأي ومقالات

الإسلاميون وأسطورة طائر (الفينيق) !!


الإسلاميون وأسطورة طائر ( الفينيق ) !!
• ترتبط الحركة الإسلامية السودانية في تجلياتها وتحولاتها ومراحلها المختلفة مع الشعب السوداني بعلاقة تقترب من تلك العلاقة التي نسجتها الأساطير بين الإنسان وطائر الفينيق!!
• بحسب الأساطير ، ظل طائر الفينيق رفيقاً أثيراً للإنسان لعصورٍ طويلة ، وهو باقٍ ليس فقط في التاريخ ، بل وفي الوجدان الذي ارتبط بحبلٍ سري لا ينقطع بهذا الطائر السحري الذي يغالب الموت ويخرج حيّاً من تحت الرماد !!

• طائر الفينيق أسطورة خالدة أصبحت مع مرور الزمن لسان حال الإنسان وإلهامه الذي يحثه علي النهوض ويدفع به إلي الأمام !!

• أصبح طائر الفينيق أسطورة تستمد منها البشرية دروساً في التحدي والجسارة والصمود !!
• أما كيف دخلت هذه الأسطورة إلي تاريخ الإنسان ولازمته لقرون ، فتلك قصة يمكن للباحثين عن الإثارة والتشويق التاريخي العودة إلي كتب التاريخ ففيها متعة لكل راغب ..ومستزيد ..

• أما عن علاقة الإسلاميين بالشعب السوداني عبر التاريخ والأيام ، فهذه قصة مبذولة في كل بيت سوداني ..ومتجذرة في تربة هذا الوطن الذي بادله الإسلاميون حُبّاً بحب.. ووفاءاً بوفاء !!
• هذا الحب ..وهذا الوفاء جلب للإسلاميين طوال تاريخهم عداءاً مستحكماً ومنظماً من خصومهم في قوي الردة واليسار ومن شايعهم وخالطهم في الأحزاب الطائفية والجهوية ..وتقف وراء هؤلاء الخصوم أجهزة استخبارات دولية وإقليمية ظلت تدفع لهم الأموال وفنون التآمر والكيد اللئيم بلغت حدها الأقصي في تدبير الثورة المصنوعة التي كانت وراءها أصابع داخلية في أوساط الإسلاميين استعجلت قطف الثمار ويمثل حالها تماماً المقولة التي أطلقها ذات يوم الإمام الراحل الصادق المهدي بحق بعض تلاميذه الذين خرجوا عليه وشقوا عصا الطاعة قال عنهم: ( ديل جماعة كضبوا المطر ..وأكلوا التيراب !! ) .

• اليوم ..وفي عيد الجيش السوداني نضع بين أيدي خيار السودانيين والصادقين منهم بعضاً من صفحات كتاب ومسيرة الإسلاميين داخل ومع وأمام الجيش السوداني العظيم ..
• لن نعيد سرد التاريخ الذي يعلمه كل المختصين والسياسيين ..لكنها إضاءة فقط للأجيال الحديثة التي رددت ذات لوثة هياج ثوري شعارها البائس ..معليش ماعندنا جيش!!
• كان الإسلاميون أكثر وعياً بتعزيز صف قادة وضباط وجنود الجيش السوداني الذين ناهضوا المدرسة الغربية التي كانت ولاتزال تقف وراءها جموع البعثيين والشيوعيين وظاهرة شتات الحرية والتغيير ..المدرسة الغربية هذه تريد جيشاً سودانياً مهنياً لكنه بلا أخلاق..وبلا أي التزام وطني تجاه أمته السودانية وشعبه السوداني العظيم !!

• أما مدرسة الجيش السوداني الوطنية والأخلاقية التي وقف خلفها الإسلاميون بكل شجاعة وجسارة وتحدي فهي المدرسة التي سودنت الجيش وفق قيم وأخلاق الأمة السودانية العظيمة ..جيش له إلتزام أخلاقي ووطني تجاه أرضه وشعبه ..جيش يؤمن جنوده قبل قادته أن الدفاع عن أرض السودان شرف ..والموت في سبيل عقيدة الأمة السودانية الغالبة شهادة ..والمشاركة الواعية في حماية الوطن كله من الانهيار والضياع رجولة ..وشجاعة وواجب وطني وسياسي لا إنتماء له إلا بحق الإنتماء لقيم وأخلاق وميراث الشجاعة والجسارة التي امتزجت بمشاش عظم وسكنت سويداء قلب السودان الوطن ..والإنسان !!

• عندما تمددت حركة جون قرنق من الجنوب تجاه الشمال حتي بلغت حدود ود دكونة في حدود النيل الأبيض ..وعندما كان بث إذاعة الجيش الشعبي لقرنق يصل إلي كل بقعة من بقاع السودان يبعث الإحباط وينشر أخبار تراجع وهزيمة الجيش السوداني ، عندما كان ذلك هو حال الواقع السوداني ، كان الشيوعيون يومها يمثلون الحاضنة السياسية والعقل المدبر لجيش قرنق القادم إلي الخرطوم رأساً ..
• في تلك الأيام التي لا تعرفها ولاتذكرها أجيال ثورة ديسمبر اليتيمة ، كان السودان ( أوكازيون ) لعدة انقلابات عسكرية كانت تتسابق لاختطاف الوطن وتسليمه لأرباب المدرسة الغربية التي تريد جيشاً سودانياً بلا أي التزام تجاه وطنه وأمته ..

• في تلك الأيام كان الإسلاميون مشغولين بترتيب صفوفهم لدورة جديدة من السباق الديمقراطي الذي ظنوا أن أحزاب الطائفية واليسار تؤمن به ..لكن تجمع الشتات الطائفي واليساري فاجأ الساحة السياسية بمذكرة الجيش التي تطالب بإبعاد الإسلاميين من السلطة وإخراجهم من دوائرهم ومقاعدهم البرلمانية التي حصلوا عليها بإنتخابات نزيهة ( لافيها طق ..لافيها شق ) ..لكنها ذات عقلية الإقصاء الحالية التي تردد في كل وقت : كلهم إلا (الإسلاميين) .

• عندما اقترب قرنق من أبواب العاصمة الخرطوم جاء انقلاب الإنقاذ1989 والذي وقف خلفه الإسلاميون ..لا لسلطة ..ولا لجاه ..ولكن لاسترداد الوطن وحماية الجيش السوداني من التفكك والإنهيار ..

• اليوم ..وفي عيد الجيش السوداني لايحتاج الإسلاميون شفقةً من أحد ..ولا شكراً من هذا الشعب السوداني العظيم ..اليوم سيقدم الجيش السوداني استعراضاً عسكرياً غير مسبوق في تاريخه الحديث .. والحقيقة الساطعة أن ما سيستعرضه الجيش السوداني اليوم من طائرات ودروع وآليات ومركبات ومدرعات وصناعات حديثة ، ماسيتم استعراضه اليوم قطعاً لم يتم خلال سنوات التيه التي أعقبت ثورة ديسمبر اليتيمة ..ماسيتم استعراضه اليوم تم خلال سنوات الإنقاذ ..بجهد أسطوري مخلص من شباب وشيوخ الإسلاميين ومن ساندهم من أبناء الوطن المخلصين الذين وطّنوا الصناعات الدفاعية في السودان بجهد وعقل سوداني أدهش كل العالم ..

• الإسلاميون لم يتوقفوا عند الجهد المادي الخارق ..لا ..الإسلاميون قدموا أرواح خيرة رموزهم وكوادرهم وشبابهم النواضر ..قدموا أكثر من 60ألف شهيد من أبناء السودان في الجيش السوداني وكتائب الإسناد في الدفاع الشعبي ..مضي هؤلاء في صمت لم يسألوا أحداً جزاءاً ولاشكوراً ..مضوا إلي الله مؤمنين بوحدانيته ورسالة نبيه ثم بحبهم لهذا الوطن الذي لايملك أحد مزايدة الإسلاميين ولا مزاحتمهم في عشقه والدفاع عنه ..

• هذه الكلمات ليس منّاً علي الشعب السوداني العظيم ..لكنها تذكير لأحزاب الهوان والشتات في زمان الثورة المصنوعة ..وتذكير لأولئك الذين يظنون أن إقصاء الإسلاميين من تربة هذا الوطن نزهة وفسحة ترددها المواكب الهزيلة وتعلوها سفاهة القول اللقيط من قواميس البذاءة وفاحش القول !!

• الإسلاميون في عشقهم مع هذا الشعب مثل طائر الفينيق ..وللأسطورة بقية من وقائع وحكايات !!

عبد الماجد عبد الحميد