تحقيقات وتقارير

رافضو مبادرة الطيب الجد ..” ليس بيننا وبينهم إلا المودة في الوطن”

بحضور عدد من سفراء الدول العربية والغربية وممثلي البعثة الأممية لدعم الانتقال بالسودان والاتحاد الافريقي والايقاد بدأت بقاعة الصداقة أمس السبت فعاليات المائدة المستديرة للحوار السوداني الذي دعت له مبادرة نداء أهل السودان والتي يقودها الشيخ الطيب الجد ودبدر، وتتكون المائدة المستديرة من عدد من اللجان المتخصصة في مقدمتها لجنة لمهام وهياكل الفترة الانتقالية، وأخرى للهوية وقضايا المجتمع، ولجنة للاقتصاد، بالإضافة إلى السلام والعدالة الانتقالية.

وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المائدة المستديرة قال الشيخ الجد، إن الرجاء لا ينقطع أن يلحق بدعوة الوفاق أبناء الوطن الذين لم تيسر لهم ظروفهم الحضور اليوم، وحتى إن تحفظوا أو عارضوا النداء فليس بيننا وبينهم إلا المودة في الوطن واحترام حقهم في الاختلاف، وستتواصل إن شاء الله مساعينا مع الجميع دون يأس أو قنوط ، عسى الله أن يؤلف بين قلوب السودانيين أجمعين، حيا الطيب الجد ود بدر في كلمته أمام مؤتمر المائدة المستديرة الذي انعقد أمس بقاعة الصداقة بالخرطوم، محمد عثمان الميرغني وذلك لكونه من أوائل الداعمين للحوار السوداني السوداني والوفاق وجمع كلمة السودانيين لمعالجة أزمات الانتقال ، وأكد الخليفة أن الميرغني ظل باذلا وعاملا لهذه الغاية النبيلة كما هو عهده دائما .وكان مولانا عثمان الميرغني قد أرسل في وقت سابق وفدا من قيادات الحزب الاتحادي كما حذر رئيس مبادرة نداء أهل السودان الخليفة الطيب الجد من دخول البلاد في مصير مجهول ومرحلة الظلام حال الابتعاد عن التوافق الوطني، وكشف عن تنادي أكثر من 120حزبًا سياسيًا و40 مبادرة الى جانب شيوخ التصوف وزعماء القبائل وقادة المجتمع وشباب الثورة والنساء والمهنيين لصوت وضميرالشعب المطحون بأزمات المعاش ومخاوف عدم الاستقرار ومآسي ضعف الأمن، واضاف ان الذي جمعكم على اختلاف أحزابكم ومشاربكم هو واجب الأوطان حينما تنادي بنيها للأخذ بيدها من مدارك الفتن والصراعات وخطاب الكراهية والبغضاء ، إلى مدارج المستقبل الذي خرج من أجله الشعب ، خاصة الشباب في ديسمبر 2018، وقال الجد الذي كان يتحدث السبت في مؤتمر المائدة المستديرة بمشاركة عدد من القوى السياسية وسفراء الدول ان ما يطلبه أهل السودان من أصدقائه في الإقليم الإفريقي والعربي والمسلم والأسرة الدولية هو عونه على تجاوز المرحلة الانتقالية التي تتأسس فيها شرعية الحكم الانتقالي على التراضي بين القوات المسلحة والقوى السياسية والاجتماعية مشيرا الى أن، الشرعية الحقة هى شرعية التفويض الشعبي ولا يكون ذلك إلا عبر انتخابات ديموقراطية تعددية نزيهة يختار فيها الشعب قيادته بحرية تامة وشفافية وفق المعايير والضمانات المعروفة دوليا، وتابع ان شعب السودان يتطلع إلى دعمكم لإنجاز الانتخابات لتحقيق الشرعية وأسباب الاستقرار، وناشد الجميع وقف نزيف الدم الغالي والتسامح والتجاوز والعفو هو طريق بناء الأوطان، واكد أن سيادة حكم القانون على الجميع دون تسييس أو تدخل من أي جهة مهما كانت، واستقلال القضاء والنيابة، وإقامة العدل، وبسط الحريات العامة، وفرض هيبة الدولة على الجميع هي أسس دولة الرشد، وإلا كانت الفوضى والفتنة والشر المستطير، داعيا الى الحفاظ على السلام الذي تحقق عبر اتفاقية جوبا واستكمال السلام في جنوب كردفان ودارفور ، ووضع حد للنزاعات والصراعات القبلية المؤسفة، وَقال إن واجب نداء أهل السودان أن يواصل جهوده حتى يحدث التعافي والتصالح والتسامح ومعالجة كل المرارات والدماء والظلامات منذ السبعينيات وحتى حاضرنا هذا، لتطوى كل صفحات المآسي وترد الحقوق لأهلها وفق قواعد العدالة والمصالحة وجبر الضرر المعنوي والمادي لضحايا الحروب والنزاعات في كل بلادنا .

ومن جانبه قال الرئيس التنفيذي لمبادرة اهل السودان هاشم الشيخ قريب الله انهم يقفون على مسافة واحدة من كافة الفرقاء وأنهم لايتحيزون الى اي طرف بل وسطاء للحل، ودعا قريب الله خلال حديثه في مؤتمر المائدة المستديرة الذي بدات فعالياته بالخرطوم السبت كافة الكتل السياسية مدعوة لتغليب المصلحة الوطنية والنأي عن الخلاف وتحقيق مصلحة الشعب السوداني، واشار الى ان حالة الفراغ التي شهدتها البلاد وعدم وجود حكومة لنحو عشرة أشهر انعكست على كافة الأوضاع السياسية والاقتصادية وتفاقم الازمة المعيشية.

الى ذلك قال مبارك الفاضل رئيس حزب الامة ان مبادرة نداء أهل السودان جاءت من رجل له تاريخ في تحقيق الاستقرار والتوافق الوطني مؤكدًا أهمية توحيد الرؤى في أبسط مقوماتها حتى نصل إلى انتخابات حره ونزيهة، وأشار خلال مخاطبته بقاعة الصداقة مؤتمر المائدة المستديرة للوفاق الوطني التي يرعاها الخليفة الطيب الجد ودبدر، أشار إلى أهمية منع أي فتنة بين الشعب والجيش حتى لا تخرج الأوضاع عن السيطرة، منتقدًا عدم رغبة بعض الجهات الذهاب إلى انتخابات حرة ونزيهة لأنها تخشى الانتخابات بحكم عدم وجود قاعدة تمكنها من الفوز بالانتخابات، وأبان أن الذين حضروا اليوم (أمس) إلى قاعة الصداقه هم أصحاب القضية لأنه ليس لديهم وقت للخروج إلى الشارع لأنهم يبحثون عن معايشهم، مؤكدًا دعمه لمبادرة نداء أهل السودان للتوافق الوطني حتى يخرج السودان إلى بر الأمان.

وفي الأثناء قال موسى محمد آحمد “مؤتمر البجا”، لا بد من وجود رؤية وطنية لحفظ أمن واستقرار البلاد مطالبا بأهمية تنسيق الجهود من أجل مستقبل أفضل حتى يستقر السودان، وأبان مصطفى ابراهيم عبد الله “حزب الوعد” إنه لابد من نصرة المظلوم، وأن التنازل من أجل رفعة البلد هو أمر دين مؤكدًا دعم مبادرة نداء أهل السودان للوفاق الوطني وقال “إننا أتينا إليها طائعين من أجل الوطن.

ما لا يمكن قبوله في القضارف

في المقابل تداولت الأوساط السياسية بولاية القضارف بالرفض وعلى نطاق واسع ظهور رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول ووالي القضارف الاسبق كرم الله عباس الشيخ في فعاليات مبادرة الشيخ الطيب الجد “نداء السودان”، حيث خاطب عباس فعالية مصغرة لاعلان المبادرة بقرية الصوفي الازرق، واحجمت قيادات كثيرة علي رأسها قيادات شعبية عرفت بعدم انتمائها للنظام المباد عن المشاركة في المبادرة بسبب ظهور عناصر المؤتمر الوطني المحلول وعلى رأسهم رئيسه الاسبق، ورأوا ان اي محاولة لاجترار التجرية المريرة للولاية في عهدة الرجل انما هي محاولة لجر الولاية لأزمان لايجب ان تعود في الممارسة السياسية.

ويتبدى رفض اهل الولاية في مشاركة قيادات الحزب المحلول بعد استغلال منبر مبادرة الشيخ الطيب الجد ووجهوا عبرها انتقادات لاداء الحكومة اسماها المواطنون بانها كسب سياسي رخيص، وبينما تجتهد حكومة القضارف في تنفيذ مشروعات فشل تنفيذها في عهد كرم الله عباس في مقدمتها الطرق الزراعية والمعابر قطعت حكومة القضارف شوطا كبيرا في تنفيذها على راسها معبر وكوبري الشهيد عبد المجيد علي التوم الذي يربط رقعة واسعة من الغربي والشرقي لولاية القضارف بوسط المدينة، وجددت انتقادات والي القضارف في عهد النظام البائد كرم الله عباس سيل الهجوم الذي كان يطلقه في عهده حيث طال رموزًا في حزبه، وكيانات

حيث وجه القيادي بحزب المؤتمر الوطني المحلول، والي القضارف الأسبق، كرم الله عباس الشيخ، انتقادات لوالي القضارف المكلف، محمد عبدالرحمن محجوب، لجهة إرسال الأخير، قافلة للمتضررين بولاية النيل الأزرق في الأحداث القبلية الأخيرة، في وقت قوبلت فيه تصريحات كرم الله برفض من عدد من القطاعات، واعتبروها محاولة للعودة للواجه، بعد مسيرة حكم امتدت لثلاثين عامًا. وذكروا أن حديث كرم الله “غير مقبول” وقال مواطنون إن كرم الله عندما كان واليا على القضارف، و رئيسا للمجلس التشريعي، كان يرسل القوافل من القضارف إلى غزة في حين أن المواطنين في ولايته كانوا يتضورون جوعا، وكذلك المواطنون المنكوبون في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، وجاءت تصريحات كرم الله، أثناء لقاء التأم بمسجد الصوفي الأزرق بالقضارف، ضم قيادات بارزة من حزب المؤتمر الوطني المحلول، وقيادات لأحزاب موالية لهم من بينها الاتحادي الأصل، والاتحادي المسجل، حيث ناقش الاجتماع مبادرة نداء أهل السودان للتوافق الوطني التي أطلقها الشيخ الطيب الجد ود بدر الطيب الجد، وكيفية دعمها، ومشاركة الولاية في الاجتماع الذي دعا له الطيب الجد.

حول المبادرة .

واعتبر مراقبون، التفاف قيادات حزب المؤتمر الوطني المحلول بالقضارف حول المبادرة، سيعجل بوفاتها، لجهة أن حكم الحزب المحلول، أسقط بثورة شعبية كبيرة.

ورفض مواطنون تدخل قيادات النظام البائد في شؤون الحكم، وعودتهم للواجهة مرة أخرى، لجهة أنهم حكموا ثلاثين عاما، وقال المواطن إن قافلة القضارف لولاية النيل الأزرق، أتت في إطار التضامن بين مواطني ولايتي القضارف والنيل الأزرق، ، وعبر عن امتعاضه من النعرات الجهوية، واعتبروا أن السودان كتلة واحدة سواء في القضارف أو كسلا أو النيل الأزرق، وكانت قافلة والي القضارف المكلف، محمد عبدالرحمن محجوب، لولاية النيل الازرق قد اشتملت على مواد غذائية، معدات إيواء، و معينات صحة، ووجدت القافلة إشادة وترحيبا وحفاوة من مواطني النيل الأزرق، وحكومة وقيادات وأعيان المنطقة، وساهمت فيها قطاعات الولاية المختلفة ومحلياتها.

الخرطوم : مهند عبادي
صحيفة السوداني