رأي ومقالات

محاذير المتصل (التافه)


قبل عام تقريبا وفى طريقي للمسجد رن هاتفي ، وضعته في خانة الصامت ودخلت الصلاة وأنشغلت في دردشة مع بعض الجيران وحين انتبهت وجدت الرقم ذاك سجل (١٧) إتصالاً..
خمنت انه احد أرقام سحب الرصيد ، وفى صباح اليوم الثاني وجدت المكالمات بلغت (٣٦)مكاملة ، بحثت عنه في (كاشف الأرقام) ووجدته مدون (تافه).. وكان هذا كافياً جداً.. وعزفت عن الرد.. وحظرت الرقم نهائياً..

قبل أيام اكتشفت ان صاحب الرقم أحد معارفي ، وهكذا ساهم كاشف الأرقام في قطع الأرحام.. فهل كان مخطئاَ؟.. لا ذنب بالتأكيد للتطبيق، فقد تسببت تصرفات إتصالية فى ردة الفعل هذه، ورأيت أن أجمع اسباب الدخول في هذه السجل :

– المتصل (الملحاح ) مرشح لهذه القائمة، من يطلب الحاجة ثم يلح ويلوم ويكرر ويضغط ويستعين بآخرين، إن صاحب الحاجة اخرق – أحياناً – لكن مقولة أخرى (إذا طلبت من كريم فأمهله، وإذا طلبت من لئيم عجل)، فإن ظننت في أخيك خيرا امهله.. ثم اجعل طلبات في حدود الضروري والممكن، لا يمكن أن تطلب كل شيء أو ما يتعذر تحققه..

– الإتصال بين طرفين، لا تتصل وتتحدث وتسأل وتجيب وحدك وتطلب من الاخر فقط ان يوافقك (مش كدا بالله)، و(انا ما غلطت فى كلامي دا صاح) ٠٠ خد نفس.. هذه ليست طريقة لفش الغبينة..

– أجعل إتصالك مقيداً، فى وقته ومدته، لا تتصل آخر الليل (قالوا لي بتساهر)، ولا اول الصباح (قلت بتكون صليت)، يااخي اتصال الصباح للأخبار الطارئة (فرح او حزن أو إنقلاب).. شخصياً لا اتصل بعد العشاء إلا لضرورة قصوي أو ناسياً ولا قبل التاسعة صباحاً إلا بموعد..

– لا تترصد وتتصيد ، إذا لم يتم الرد عليك لا تتصل بهاتف زائر آخر، أو تستغل مكالمة اخر، أو تدخل شخص طرف ثالث فى المكالمة.. هذه أفعال غير كريمة..

– التحليلات السياسية ما بتجري بالتلفون، أكتفي بالقضايا المهمة والقصيرة.. وأستفسر عن الأخبار أو تأكد من موثوقيتها أو شارك برأيك بحدود معقولة..

هذا بإختصار ما رايته ، وهو جزء من أدب التعامل والسلوك الحضاري.. ويبقى سؤال صغير، هل حدث ان سجلتم رقم بسجل اشبه ب(مزعج) أو شيءٍ من هذا القبيل؟ شخصياً سجلت أحدهم ذات مرة تحت اسم (لا ترد الآن)، ذلك انه شخص ثرثار..
غفر الله لنا ولكم..

د. إبراهيم الصديق على