كمال كرار: الرغيف واللواري بتقيف
كانت الرغيفة بواحد جنيه. وكان الحد الادنى للأجور ٤٢٥ جنيه ومعناها أنه يساوى ثمن ٤٢٥ عيشة.
وجاء زمن إبراهيم البدوي وشلة البنك الدولي فرفعوا الحد الأدنى للأجور إلى ٣ ألف جنيه ووصلت الرغيفة إلى ٥٠ جنيه ومعناها أنه يساوي ٦٠ عيشة.
ومثل هذه المقارنات تحدد القوة الشرائية للجنيه.. التي انخفضت بمقدار ٨٥% قياسًا للأرقام أعلاه.
وما ينطبق على الرغيف انطبق على اللحمة والزيت والبصل والطماطم وخلافه.
وعندما ينهار الجنيه ينسحق الفقراء ومحدودي الدخل.. وتزداد أرباح وفوائد المتعاملين بالدولار ومافيا الصادرات والواردات.
وقصة سعر الرغيفة تحكي قصة نهب الاقتصاد وتفليس الناس تحت شعار رفع الدعم.
يقول سدنة البنك الدولي أن سبب عجز الموازنة دعم السلع ومن بينها الرغيف.. وهم يحسبون الفرق ما بين السعر الرسمي للدولار وسعره في السوق الاسود وكانه دعم تقدمه الدولة للسلع وهذه كذبة كبيرة.
وهم بنظرية رفع الدعم جعلوا المال العام في أيدى الطفيلية.. وإليكم الدليل..
سعر جوال الدقيق زنة ٥٠ كيلو في السوق العالمي يساوي ١١ دولار.. ولكنه عندما يدخل إلى مطاحن السدنة والأفران ويتحول لرغيف بسعر ٥٠ جنيه للقطعة يباع بما يعادل ١٠٠ دولار.. والربح ٩ أضعاف..
فأنظر الأموال الهائلة التي تصب في الخزائن وحجم الاستهلاك مئات الأطنان في اليوم الواحد.. هذه الأموال انتزعت قسرًا من جيب المواطن باسم الدعم المفترى عليه..
ولما كان الشيء بالشيء يذكر فعجز الموازنة سببه الأساسي الانفاق الكبير على الأمن والدفاع والسلاح والميليشيات والحركات (المصلحة).. وليس الرغيف أو البنزين وغيره من حاجات الناس الضرورية.
وقضية رفع الدعم في الحقيقة تحدد مدى انتماء الحكومة للشعب أو انحيازها للحرامية..
وللأسف انحازت حكومة قحت آنذاك للحرامية. الذين يشكلون الآن القاعدة الرئيسية لانقلاب البرهان وحميدتي والذين معهم..
وأما بعد فالثورة قادمة وعلى العملاء أن يبلوا رأسهم.. وبجي الخريف واللواري بتقيف.
وأي كوز مالو؟
كمال كرار
ـــــــــــــــ
*_الميدان 3960،، الخميس 18 أغسطس 2022_*