الفاتح جبرا يكتب: الوجع رجع !
يبدو أن (الكيزان) الذين أعادهم (نفس الزول)عبر قيادته لانقلابهم الأخير ضد الثورة قد عادوا وعاد معهم وجههم القبيح الممتلئ بروح الانتقام من الشعب فها هم يتقدمون كل يوم خطوات نحو السيطرة القمعية باساليبهم الإجرامية المعروفة والتي الغرض منها معروف وهو إستعادة ملكهم الذي ذهب مع رياح الثورة السودانية العاتية فقد تمظهروا في أشكال عدة عبر كتائب القتل وجهاز أمنهم سيء الذكر حتى وصلوا الآن مرحلة عودة ما يسمى بقانون النظام العام الذي تم تحريفه لمسم جديد وهو (الشرطه المجتمعية) . بدء دعونا نعرف ما هي الشرطه المجتمعية حسب ما هو مطروح في بعض الدول حتى يكون طرحنا سهل الاستيعاب : ( شرطة المجتمع) أو (الشرطة المجتمعية) وغالباً ما يُشار إليها بالشرطة (التعاونية) تتمحور مهامها في المساعدة في حفظ السلم والنظام والأمن، حيث يقوم ضباط الشرطة فيها بممارسة الجانب المهني من الشراكة مع أفراد المجتمع من خلال التحلي بالمسؤولية لمنع وتقليل الجرائم وتعزيز النظام العام وأمن الفرد، لذلك فإن دور الشرطة بشكل أساسي هو أن يكونوا (ضباط سلام) بدلا من كونهم(ضباط فرض النظام فقط). وقد عبّر عن هذا بشكل أفضل السير روبرت بيل، مؤسس شرطة (ميتروبوليتان) في لندن، والذي قال في عام 1829 عن دور الشرطة : (على الشرطة أن تحافظ دائماً على علاقتها مع الشعب وتحقق على أرض الواقع العرف التاريخي الذي ينص على أن الشرطة هم الشعب وأن الشعب هم الشرطة). إن الشرطة أفراد من العامة يُدفع لهم ليصبّوا جل تركيزهم على واجبات ملزم بها كل مواطن تصب في صالح رفاه المجتمع وكينونته. وفلسفتها هي السماح للشرطة والمجتمع بالعمل معاً بطرق جديدة لحل مشاكل الجرائم، والفوضى، وقضايا ألامن لتحسين نوعية حياة كل أفراد المجتمع ). هذه الفلسفة مبنية على الاعتقاد بأن الناس يستحقون ويملكون الحق في أن يكون لهم رأي في العمل الشرطي مقابل مشاركتهم ودعمهم له كما أنها مبنية على الرأي القائل بأن حل مشاكل المجتمع تتطلب السماح للشرطة والشعب بدراسة طرق مبتكرة لمعالجة شؤون المجتمع إلى ما هو أبعد من التركيز الضيق على الجرائم أو الحوادث الفردية. كما و تتداخل مع العمل في مجالات القضايا المتخصصة كالمخدرات والاسلحة والاتجار بالبشر والجريمة المنظمة. تطورت فلسفة الشرطة المجتمعية في عدد من الدول نحو خدمات شرطية احترافية ومجتمع مسؤول في شراكة مفتوحة ومعرضة للمحاسبة لذلك، فإن دور المجتمع هو دور الأفراد المطلعين الفاعلين وممثلي المجتمع الذي يعبرون عن آرائهم ويقدمون خبراتهم ومواردهم ويتحملون مسؤولية تصرفاتهم حيث تسمح لهم هذه الفلسفة بتقييد الدولة، والشرطة بشكل خاص، آخذتاً بذلك دوراً توجيهياً وإدارياً للغاية . هذا الاقتباس التالي مأخوذ من تقرير المفوضية المستقلة حول العمل الشرطي في إيرلندا الشمالية : مصطلح الشرطة المجتمعية يعرف بانه ( هو بأنه عبارة عن مجموعات متنبهة تقوم بالعمل على احتياجات المجتمع ومشاركة المجتمع في العمل الشرطي الخاص به ودعم الشرطة) هذا يا سادة تعريف الشرطة المجتمعية كما ينبغي فهل هناك علاقة بينه وبين ما تقوم تلك الشرطة المجتمعية في السودان؟ ذكرنا ذلك لان المسؤول الصحفي الذي ذكر في معرض حديثه عنها في لقاء تلفزيوني يؤكد أنها تتبع المعايير الدولية (شوفتو كيف؟) وذكر بأن مهامها تنحصر في اقامة الندوات والمحاضرات والأنشطة الرياضية والثقافية وابرام المصالحات وتسخير أفراد المجتمع لمد الشرطة بالمعلومات حول الانشطه الإجرامية بما يمكنها من إكمال ملفاتها . هكذا تحدث ذلك المسؤول الصحفي ولسان حالنا يردد (اسمع كلامك اصدقك اشوف امورك استعجب) فاين كلامه هذا مما نراه من ملاحقه الفتيات في الشوارع بحجة الزي الفاضح ومداهمة المقاهي والاماكن العامة وانتهاك الحريات والخصوصيات بشكل مؤلم جدا من قبل هذه الشرطة المجتمعية؟ وقال المتحدث باسم الشرطة العميد شرطه/عبدالله بشير البدري في برنامج تم بثه عبر فضائية (النيل الأزرق) : (ان الشرطة المجتمعية صدرت بموجب قرار صادر من وزير الداخلية ) وقال (سوى صدر هذا القانون او لم يصدر فنحن باعرافنا وتقاليدنا وتربيتنا الدينية لا نقبل اللبس الفاضح والتصرفات الغير كريمة) وهنا لابد لنا أن (نستغرش) إستغراشاً شديداً فاذا كانت الشرطة بهذا الفهم الكبير في المحافظة على الأعراف والتقاليد والتعاليم الدينية فما هو تفسيرهم لسلوكياتها في انتهاك خصوصية وحريات أفراد المجتمع ومداهمة البيوت وإقصاء حق الاباء في تربية ابنائهم بطريقتهم الخاصة وفرض اسلوب تربية وقيم تفرضها الشرطة فرضاً وهي (بالأدلة) للاسف شرطة لا تعرف حتى معنى الاخلاق او الدين ، شرطة تقتل الثوار وتركل جثثهم بالبوت حتى تتأكد بان قتيلها قد لفظ انفاسه الأخيرة ، فهل مثل هذه الشرطه وبهذه الاخلاق مؤتمنه على أعراف وتقاليد واديان المجتمع؟ وما هي عاداتهم وتقاليدهم واعرافهم وأديانهم التي يحاسبون بها أفراد المجتمع بحسب علمهم بالسلوك الكريم القويم وكده؟ وهل السودان كله متفق على أعراف وتقاليد واديان واحده حتى يحاسبونه عليها؟ دعونا من كل ذلك هل السيد وزير الداخلية الذي اصدر قرار انشائها يعلم ما يقوم به أفراد الشرطة الذين يتبعون له من قتل ونهب وسرقة في وضح النهار حتى ينشئ لها ادارة لتربية الشعب على مزاجها ؟ هل الشرطة هي محل التزام بالاعراف والتقاليد والاديان حتى تدعي المحافظة عليها ؟ فاي عرف يتيح لهم ضرب الفيتات في الشوارع واي تقاليد تتيح لهم حلق روؤس الشباب بهذه الطريقة المذلة المهينة؟ اي دين يمنحهم الحق في كل ذلك دون مساءلة؟ انها عودة القانون النظام العام السابق سيء الذكر يا سادة فكما قال الشباب بانه (وجع قد رجع) وان اختلفت مسمياته فهذه الشرطة المجتمعية هي صورة من صور القمع والتشفي من الثوار عبر بدعة جديده توفر لهم المزيد من إطلاق ايديهم في الشعب السوداني الذي يعيش تحت وطأة حكم السخره ، تحت ادارتهم الفاسدة الآن فمهما تحلقوا حول تعريفاتها وتفننوا في إلباسها ثوب المحافظة على المجتمع الا انها تظل قانوناً قذراً للقمع وسلب الحريات العامة بدافع الانتقام ليس الا وبغرض كسر شوكة الثوار وإلهائهم عن نضالاتهم في ثورتهم الباسلة بهذه الخزعبلات والمهازل ولكن هيهات ان ينالوا منهم ذلك (فالترس صاحي) ومن ضحى بروحه الغاليه لا يهمه حلاقة شعره لو كانوا يعلمون ، والثورة السودانية المجيدة منتصره رغم انف الجميع. كسرة: الوجع رجع لكن علاجو عندنا ! كسرات ثابتة: • مضى على لجنة أديب 1042 يوماً …. في إنتظار نتائج التحقيق ! • ح يحصل شنووو في قضية الشهيد الأستاذ أحمد الخير؟ • أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير إنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟ • أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووووووووووو؟ • أخبار ملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
صحيفة الجريدة