تحقيقات وتقارير

القبول للثانوي قرار صادم

اصطدم أولياء الأمور بدرجة القبول للمرحلة الثانوية هذا العام بعد أن وصلت إلى (175) درجة، كأحد أدنى للقبول، وكان من المتوقع أن تكون الدرجة أقل من العام الماضي، والتي كانت (162) درجة، فقط، وهذا العام يعتبر استثنائياً كونه آخر عام للصف الثامن أساس، إلا أن وزارة التربية فاجأت آلاف التلاميذ بقرار فاق كل التوقعات لتضع بذلك شريحة كبيرة منهم خارج نطاق التعليم الثانوي، فضلاً عن إغلاق القبول للقسم الفني الذي يمكن أن يكون خياراً لهم .

خارج السرب

فيما وصف عدد من أولياء الأمور أن وزارة التربية كانت ولا تزال تغرِّد خارج السرب، ولا تضع الشريحة الفقيرة في الحسبان، وقالت إلهام التي حصل ابنها على (172) درجة، والذي لم يتم قبوله بالمرحلة الثانوية، أن الوزارة لم تراع الظروف الصعبة التي مر بها العام الدراسي الماضي، كما لم تضع في اعتبارها الظروف الاقتصادية وارتفاع أسعار الرسوم بالمدارس الخاصة وكانت الوزارة إحدى أسبابها نتيجة لعدم وضع قانون رادع ونظام رقابي على المدارس الخاصة، وشدَّدت على ضرورة مراجعة القرار قبل ضياع الآلاف التلاميذ .

كسب مادي

فيما قال أحمد إدريس: إن الوزارة تسعى لكسب وُد المدارس الخاصة بهذا القرار، فضلاً عن تحقيق كسب مادي لها، نتيجة لاتجاه من لم يحالفهم الحظ في اللحاق المرحلة الثانوية الحكومية، وأضاف إن كل هؤلاء التلاميذ من الشريحة الضعيفة الذين لا يمتلكون ثمن التعليم الخاص الذي أصبح للأغنياء فقط، وأيضاً التلاميذ الحاصلين على درجات عالية تتخطفهم المدارس الخاصة، ليقع الفقير ضحية ذلك الصراع، وانتقد أحمد بشدة قرار رفع درجة القبول، رغم الاعتبارات الكثيرة التي تجعلها أقل بكثير من العام الماضي .

زيادة فاقد

فيما يرى الخبير التربوي محمد جمعة، أن تلاميذ المتوسط خلال العامين الماضيين كانوا ضحية لقرارات مرتجلة، وأضاف: إن العام الماضي كان درجة القبول للمرحلة الثانوية (162)، ومن المتوقع انخفاضها هذا العام، وتساءل أين يذهب أصحاب الدرجات ما بين (174) وحتى 140) درجة، ويرى أن ذلك القرار سوف يكون له وقع سالب وسوف يعمل على زيادة الفاقد التربوي، وبالتالي زيادة تسعة طويلة في ظل الهشاشة الأمنية التي تعيشها البلاد، فضلاً عن زيادة عمالة الأطفال وتبعاتها، وكان من الأجدر وضع القبول من (150) درجة، لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من التلاميذ، وعاب على الوزارة امتحانات الملاحق ويرى أنها غير مجدية طالما وضعت الوزارة نسبة عالية للقبول، إلى جانب الجلوس للامتحان في كل المواد غير منطقي، إذ أن التلاميذ لم يتمكَّنوا من النجاح في عام دراسي كامل، هل شهر يمكنهم من ذلك، داعياً إلى مراعاة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية للطلاب، داعياً –أيضاً- لمراجعة القرار .

انعدام المواعين

وراجع مدير إحدى مدارس الأساس بأمبدة فرح موسى، أن انعدام المواعين لاستيعاب هذا العدد الكبير من التلاميذ هو من أربك الوزارة وجعلها تتخبط وتصدر مثل ذلك القرار، وقال لـ(الصيحة): إن هناك ثلاث أخطاء وقعت فيها الوزارة وتكمن في جعل الامتحان الأخير مرحلي وكان عليها أن تجعله امتحان صفي، الخطأ الثاني وضع امتحان ملحق اصطدام التلاميذ بدرجة القبول لتذهب مجهودات الوزارة في المعالجة أدراج الرياح، وهذه الخطوة لا تعتبر معالجة، بل أضرت كثيراً بالتلاميذ وحالتهم النفسية، إذ لا يجد الناجح مقعداً بالمرحلة الثانوية لأن نتيجة النجاح سوف تكون ضعيفة، وأشار إلى ضرورة مراجعة القرار وخفض درجة القبول، وإيجاد مواعين لاستيعاب أكبر عدد من التلاميذ، وإلا سوف يكون الشارع العام موعود بكم هائل من الفاقد التربوي، والأسواق -أيضاً- موعودة بعدد كبير من عمالة الأطفال التي لها مساوي كبيرة جداً على المجتمع .

عرض: أم بلة النور
صحيفة الصيحة