حريم القذافي.. أوكرانيا خارج سياق العنف
الأحداث في أوكرانيا بالغة التعقيد، لدرجة أنها لم تهدأ حتى بعد أن صوّت البرلمان على عزل الرئيس، فيكتور يانكوفيتش، وحدد 25 مايو القادم موعداً لانتخابات الرئاسة، وبينما صرح رئيس البرلمان لوكالة (انترفاكس) الروسية، قوله إن الرئيس حاول الهرب على طائرة إلى روسيا، لكن مسؤولي الحدود منعوه، أكدت رئاسة الأركان على موقع وزارة الدفاع الأوكرانية، أن الجيش الأوكراني لن يتدخل في الصراع السياسي تشهده البلاد.
منذ بداية الأزمة السياسية الأوكرانية وإلى الآن قتل من قتل وجرح من جرح، وهرب من هرب، وبدا الأمر برمته وكأن أفريقيا انتقلت إلى هناك، صراعات جهوية وقومية خسفت بالدولة المتقدمة وعصفت بها، حد أنها هددتها بالانقسام إلى (فسطاطين) على أساس قومي.
المشهد بدا مريعاً بدرجة قد تقترب ما لم يتم تداركها – مما يحدث في أفريقيا الوسطى، لكن الأمر مختلف، حيث أن أفريقيا الوسطى لا بواكي عليها.
وحين كنت أتابع الأحداث الأوكروانية الدامية، وكانت الصور تزدحم أمامي متاشبكة كأخطبوط لعين، قررت التخلص من براثنه باستعادة بعض ما رسخ بذهني من هذه الدولة التي نالت استقلالها بعد تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991م، فاتجهت مباشرة إلى اقتصاد السوق، فحققت بعض النمو في الناتج المحلي الإجمالي قبل أن تعصف بها الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008م فأضطرب اقتصادها مجدداً وانخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 20 ٪ ومرت بأسوأ حالات الكساد الاقتصادي والسياسي، إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن.
لكن وبعيداً عن كل ذلك، يجد المتتبع لسيرة أوكرانيا مذ كانت في رحم الاتحاد السوفيتي وإلى ميلادها الجديد، أنها بلد زراعة القمح والصناعة الثقيلة، والرياضيين الأفذاذ، والكتاب والمبدعين، والنساء الجميلات (أجمل نساء العالم) من هناك، ومن هنا تذكرت إفادات الممرضة الأوكرانية السابقة لمعمر القذافي الحسناء (أوكسانا بالينسكايا) التي كانت تتمتع بحياة مرفهة في كنف القائد الأممي قبل أن تدور عليه وعليها الدوائر.
كتبت (بالينسكايا) بعد أن عادت إلى وطنها بعيد انطلاق الثورة الليبية في مجلة (نيوزويك) الأميركية ما معناه: (أن الصحافة الأوكرانية) سمتنا حريم القذافي وهذا هراء، لم تكن أي واحدة منّا عشيقته، والمرة الوحيدة التي كنا نلمسه فيها، كان لقياس ضغط دمه. وعزت اختياره للأوكرانيات الجميلات للعمل معه كممرضات بأنه كان يحب أن يكون مُحاطا بالجمال، وكشفت عن أنه (أي القذافي) كان سخياً جداً معها، وقدم لها أكثر مما كانت تحلم به، شقة مفروشة، سائق خاص، ساعة ذهبية كل عام عليها صورته، وأكثر من 3000 دولار راتباً شهرياً، وأضافت: كان القذافي يشبه ستالين، لديه كل السلطة وجميع الكماليات.
خلال هذا المشهد الأوكراني الدموي، كنت أحدق في الوجوه، لعلني أرى بينها وجه (بالينسكايا)، هل لا زال جميلاً ومرفهاً بعد رحيلها عن ليبيا بسنوات، أم أنه كالمشهد الأوكراني قائماً وقبيحاً، لكن مذيعة الأخبار أنهت النشرة.
الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي