أمريكا وفاطمة والثعابين
ومن أخبار صحف الخرطوم (أمس)، ثلاثة، اثنان منهما أقوى شكيمة من الأخير، فحين يؤكد البرلمان في سياق تعضيد دعوته لإعادة العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية على أن (المصلحة) تقتضي ذلك، فهذا يعني أن علاقاتنا مع الدول الخارجية لم تكن تدار وفق (مصالحنا)، وهذه كارثة حقيقية، تجعلنا نتساءل: وفق ماذا كانت تُدار هذه العلاقات؟ وما هو المُعيار الرئيس الذي ظلت الحكومة تنتهجه في إدارة هذا الملف؟ إن لم يكن المصلحة الوطنية العليا؟
كثيرون مِنّا ظلوا يدعون (الحكومة) إلى تغليب المصلحة في العلاقات الخارجية على أي معيار آخر، لأن أي معيار آخر سيكون غير واقعي ولا حقيقي، ففي (ألف باء) السياسة والدبلوماسية، ليست هنالك صداقات دائمة بين الدول، وإنما مصالح دائمة.. لذلك إن أرادت أي دولة أن تؤسس لعلاقات ودية ومستمرة مع الدول الأخرى، فلتعل من المصالح المشتركة، أو تلتزم (الحياد) وهذا غير ممكن في ظل النظام العالمي الجديد.
الثاني قوي الشكيمة، هو خبر أظن أن الزميلة (آخر لحظة) انفردت به دون سواها من يوميات الخرطوم، الخبر الذي نفى عضو مركزية الشيوعي (صديق يوسف) علم حزبه به، يقول: إن مصادر مطلعة (من بريطانيا) كشفت لآخر لحظة عن إيداع القيادية البارزة بالحزب، وإحدى رموز الحركة النسائية العالمية (فاطمة أحمد إبراهيم)، داراً للعجزة والمسنين في لندن، وأن هذا الإيداع تم بموجب ضغوط من قبل مركزية الحزب لجهة أن (فاطمة) أصبحت عبئاً عليه لأنها صارت تتحدث عن (المسكوت عنه)، من قبيل (أن الشيوعي مات بموت نُقد).
في هذه الحالة، وإلى حين التثبت مما جاءت به مصادر (آخر لحظة) المطلعة من لندن، ينبغي عدم الخوض في هذا الأمر مع الخائضين، ولكنه لو ثبت فـ(سلمولي على حزب الطبقة العاملة).
أما الخبر الثالث، الأقل شكيمة من سالفيه، فهو أن جمارك مطار القاهرة (وليس الخرطوم) بالطبع، ضبطت سيدة سودانية تخفي داخل جيوب حقيبتها (300 قطعة) مهربة من جلود ثعابين، السيدة وصلت القاهرة من الخرطوم عبر طيران (تاركو) بحسب الخبر، فكيف تسربت جلود الثعابين الثلاثمائة من بين يدي أجهزة تفتيش جماركنا لتقع في أسر جمارك قاهرة المعز لدين الله الفاطمي؟ تساءل أحدهم، فأجاب آخر: (الدبايب هينة، إنت ما سمعت بالضاناية الضكر)!!
الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي