حيدر المكاشفي

حيدر المكاشفي يكتب: ما أكثر المزيفين والموهومين والمحتالين

تحت عنوان عريض يقرأ (من سجين بتهمة الاحتيال في الامارات إلى وزير بشهادة مزورة في عهد الانقلاب)، أورد موقع مونتي كارو الاستقصائي، حكاية الشخص المزوراتي الذي تم تكليفه بمنصب وزير في الحكومة الحالية بعد انقلاب 25 أكتوبر، وعن سيرة هذا الشخص يقول الموقع إنه سجن في دولة الامارات بتهمة الإحتيال، وحين عودته الى السودان انضم لشركة زين بوساطة من شخصية نافذة في المؤتمر الوطني تمت له بصلة القرابة، ولكنه لم يستمر أكثر من شهرين في الشركة بعد اكتشاف حقيقة شهادته الجامعية حيث أجبر على الاستقالة، ليلتحق بعدها بوزارة البنى التحتية في عهد النظام البائد، وبعد الثورة وخلال حكومة حمدوك تقلد منصب وكيل احدى الوزارات الخدمية، بعد مروره بما يسمى الفحص الأمني، وهو فحص يقوم به المكون العسكري بمجلس السيادة، بعد أن أخذ العسكريون على عاتقهم تمحيص المرشحين الذين جاءوا بعد الثورة، ليتم تعيينه بعد انقلاب 25 اكتوبر وزيرا على الوزارة..هذا ملخص لما أورده مونتي كارو عن هذا المزيف المحتال.. ولكن ما رأيكم في عدد آخر من المزيفين والموهومين ممن يملأون دواوين الدولة ومؤسساتها ووزاراتها ولم يقيض الله أحدا يكشفهم ويعري زيفهم وشهاداتهم المضروبة والمزيفة التي حصلوا عليها، أما مباشرة عن طريق التزوير من مزوراتية محترفين أو حصلوا عليها زورا دون التأهيل المطلوب ودون ان يبذلوا الجهد الذي يستحقون عليه نيل هذه الشهادات، بدءا من البكالريوس وحتى الدكتوراة، والمشكلة ان هؤلاء المزوراتية الذين احتلوا وظائف أكبر بكثير من قاماتهم ومؤهلاتهم وقدراتهم الحقيقية انما صعدوا اليها بفعل ما مارسوه من تزوير وفهلوة، والمشكلة أنهم تناسوا حقيقتهم هذه وامتلأوا وهما وزهوا بأنهم الأقدر والأجدر وأنهم أصحاب الحجا والحجة والتنظير والتخطيط، مع أنهم في حقيقة أمرهم ليسوا سوى مزوراتية موهومين، أو في أحسن الأحوال ذوي قدرات ومؤهلات وسيطة لا ترقى للمستوى الذي ترقوا إليه أبدا، ويحضرني بمناسبة التزوير والمزوراتية، الاعتراف الجهير الذي كان قد أعلنه وزير العدل الاسبق خلال العهد البائد، مولانا محمد علي المرضي (رحمه الله)، مولانا المرضي كان قد أكد في سمنار محضور ومشهود إن معظم الكوادر التي تحتل مراكز مهمة بالدولة، التحقوا بالجامعات بشهادات مزورة، وبالطبع لن يكون هؤلاء الذين احتلوا مراكز مهمة في الدولة وقتها، غير الكيزان ومحظييهم وأحبابهم أهل الهوى (حيكونوا شيوعيين مثلا)، وفي الذاكرة أيضا حكاية من تم اعلانه وزيرا للعدل في العهد البائد، قبل أن يتم اكتشاف أن شهاداته مضروبة قبل أدائه اليمين بساعات قلائل، كما أذكر ان الاستاذ عثمان ميرغني حين كان يكتب في صحيفة الرأي العام، أجرى تحقيقا عن الظاهرة بعد انتشارها المزعج والمقلق، ويقول عثمان انه لكي يبدأ التحقيق كان عليه ان يعثر على أحد المزوراتية، وأنه بعد جهد عثر على أحدهم، وقال عثمان يصف المزور الذي عثر عليه، أنه كان رجلا تقيا ورعا علامة الصلاة تتلألأ في جبينه، وله لحية وقورة طويلة تنساب على جانبي وجهه، وتتدلى من كفه اليمنى مسبحة لا تفارقه أبدا، وكان من فرط تدينه إذا تأخرت قليلا في الحضور إلى مكتبي وجدته قائما يصلي بالناس إماما بمنتهى الخشوع..

صحيفة الجريدة