رأي ومقالات

ابراهيم عثمان: 🔴التجارة بالدين


ليس هناك من يستحقون “تهمة” التجارة بالدين مثل العلمانيين عندما يتذكرون الدعوة والدعاة في مواسم السياسة الساخنة، ويتخيرون منهم من يعتقدون أنهم أحراهم بصناعة برزخ بين العلمانية والدعوة الإسلامية، برزخ لا يقوم على التصالح أو المساومة التي تشذب العلمانية وتهذبها وتقلل من شططها وغلوها، وإنما غرضه الاستخدام والتجيير والمسخ للدعوة والدعاة .. العلمانيون هم التجار بالدين، ببساطة لأن فكرهم وسلوكهم يدل على أن غرضهم الوحيد هو الكسب السياسي، ولا شئ غيره، فليس لهم في الدعوة سهم، وليس لهم في دعمها نصيب، وليس لهم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم كِفل، وليس لهم في تنزيل قيم الدين قسط، وليس لهم في محاربة ما بحاربه الدعاة نسبة، ولا يسلم الدعاة الربانيون من ألسنتهم، ولا تسلم الدعوة من حربهم، ولا يتقربون إلى من يتخيرون من الدعاة إلا في مواسم السياسة أملاً في دعمهم لمشاريعهم التي تخاصم دعوة الدعاة، وتناهض رسالة المسجد، وتناوئ مدرسة التقابة، وتعالن الشريعة العداء، أو على الأقل أملاً في تغافلهم وصمتهم .. لا ينظرون إلى من يسايرونهم من الأئمة والدعاة إلا كما ينظر المستغفِل إلى المستغفَل، والمحتال إلى الضحية، والمتآمر إلى المتواطئ غفلةً، فلن يجد منهم تعاوناً حقيقياً، أو حتى شكلياً، للدعوة طالما كانت ربانية خالصة لم تخالطها علمنة ولم تدغمسها هجنة . إنها التجارة بالدين بمعناها الخام الكامل الذي تتواطأ كل أفكارهم وأقوالهم ومواقفهم لتأكيده، ولا تنتصب ضده شهادة أو تشكك فيه ريادة، ولا تدغمسه سيرة أو تغبشه مسيرة،..*

ابراهيم عثمان