حيدر المكاشفي

حيدر المكاشفي يكتب: التحرش بالسياسيين..هل هي نذر لاغتيالات سياسية قادمة


الحزب الشيوعي عن استهداف أمني لحياة سكرتيره السياسي محمد مختار الخطيب، بواسطة عناصر شبه عسكرية تتخفى ملثمة بالكدمول، وكشف الحزب في بيان أصدره بخصوص الواقعة، ان المكتب السياسي للحزب ناقش تفاصيل هذا الاستهداف والمتمثل في المتابعة والترصد بواسطة تلك العناصر، كما استعرض قضايا التأمين والحماية لمجمل عضوية الحزب والمرافق الخاصة به في العاصمة والمناطق المختلفة، ووجه هيئات الحماية الخاصة بالحزب لاتخاذ تدابير الحماية اللازمة والتصدي لمثل هذه التهديدات، ويشار الى ان الخطيب تعرض من قبل لذات عملية المتابعة والترصد، ما يشي بأنها مخطط مدبر ومستمر، كما تعرض القيادي بقوى الحرية والتغيير ومقرر لجنة تفكيك التمكين (المجمدة) وجدي صالح، لأكثر من محاولة ترعيب وتهديد بمحاولة اقتحام منزله واثارة الذعر في أوساط أسرته وعمليات تخريب وتحطيم طالت واجهات المنزل، هذا غير مضايقات وتهديدات تعرض لها آخرون، منهم على سبيل المثال الصحافي ناصف صلاح الدين ناشر موقع مونتي كارو، فهل يا ترى تنذر عمليات الاستهداف المتكررة هذه بعمليات اغتيالات سياسية متوقعة، ولم لا كما قال ابن قيم الجوزيه (كلُّ الحوادثِ مبدأُها من النظر..ومُعظَمُ النارِ مِنْ مُستَصْغرِ الشَرِرِ)، فطالما بدأ الأمر بالمضايقات والتحرش والترصد والمتابعة والتهديد والوعيد، فلا يستبعد ان يتطور الى عمليات قتل واغتيالات وتصفية خصوم، ولن يسعف حينها القول بأن السودان لا يعرف هذه الاغتيالات ولم يسجل تاريخه السياسي أي حادثة من نوعها، ولات ساعة مندم، وحسنا فعل الحزب الشيوعي فالتحسب لمثل هذه الجرائم السياسية والتحوط لها واجب، هذا غير الواجب الأساسي المناط بالأجهزة الأمنية التي عليها أن تأخذ هذه النذر مأخذ الجد وتتعامل معها بجدية وحسم، فلو لا قدر الله وقعت أول عملية اغتيال سياسي، فان شرها سيعم وتغرق البلاد في فتنة جديدة غير ما تنؤ به من فتن..

كذلك ما يستحق الانتباه في بيان الشيوعي، اشارته الى ان مترصدي سكرتيرهم السياسي كانوا يرتدون الكدمول، ومعروف ان الكدمول ارتبط بالحركات المسلحة وصار سمة خاصة ، وكانت الحركات هي سبب انتشاره ورؤية الكثيرين له لأول مرة ، فعلى أيام اشتداد القتال في دارفور منذ العام 2003 كان من المألوف مشاهدة مقاتلي الحركات في وسائل الاعلام المحلية والعالمية ، وهم على ظهور سياراتهم ذات الدفع الرباعي المعروفة محليا باسم (التاتشر) يعتمرون الكدمول على رؤوسهم، وللكدمول الذي ينسب أصله ومنشؤه للطوراق والامازيغ طقوس تخصه وأسباب ومسوغات عديدة وطرائق مختلفة للبسه ومقامات وتقسيمات ودرجات وتراتيبية لا تسع هذه المساحة للخوض فيها، ومثلما أن له فوائد تتمثل في وقايته للجزء الأعلى من الجهاز التنفسي شر الحبيبات الرملية الدقيقة التي تتطاير بفعل الرياح، فيعمل كـ(فلتر)، بجانب النظارة السوداء التي تحمي العينين خاصة في حالة السيارات المكشوفة التي تسير بسرعة كبيرة وسط الصحارى الشاسعة التي تتميز بمناخات متقلبة، فهو أيضا يشكل مكمن خطورة لجهة ان مرتديه تكون معالمه غير واضحة خاصة عند ارتكابه لجريمة مما يساعد في عملية الإفلات من العقوبة، ولهذا كان قطاع الطرق يحرصون على ارتدائه والتعمم به، وقد وقعت للأسف في الآونة الأخيرة عدد من الجرائم المرتكبة بواسطة مرتدي الكدمول خصوصا في دار فور، وكان الغريب منها تلك الحادثة التي تعرض لها مواطن بمدينة الدامر حاضرة ولاية نهر النيل، بمهاجمة منزله مجموعة مسلحة ترتدي الكدمول، فأصبح بذلك الكدمول أداة من أدوات الجريمة ووجبت مكافحته خاصة داخل المدن

صحيفة الجريدة