مكي المغربي

مكي المغربي يكتب: زيارة الوفد الهندي للاعمال

تشهد الخرطوم من الحادي عشر من نوفمبر وإلى الإسبوع الأول من ديسمبر سلسلة من العروض والفعاليات والمناشط ذات الصلة بالعلاقات الهندية السودانية، حقيقة نهنيء السفارة الهندية بالخرطوم على هذا الإنجاز الكبير.

العمود الفقري لهذه المناشط هو التعاون الإقتصادي الهندي السوداني وزيارة رجال الأعمال والشركات الهندية، ولكن حتى الفرق الفنية والثقافية التي تجسد إنتاج بوليوود الذاخر تعتبر في عالمنا هذا ثقافة وفن وبزنس.
كتبت من قبل عن نجمات بوليوود الثلاثة أنوشا، أبيكشا، شيباني بنات دانديكار الذي أقام في الخرطوم لفترة ويقيم حاليا في استراليا، وأراهن أنه لو تم الوصول إليه فسيكون حريصا على الحضور، وإن لم يحدث هذه المرة فكما نقول في السودان دائما “الجايات أكتر من الرايحات”.
دائما ما يرد على هذا السؤال، ولماذا الأولوية للهند؟ أنا شخصيا لدي الإجابة والتي تعتمد على عدد من النقاط التي ترجح التعاون الإقتصادي والتبادل التجاري والثقافي والفني بين الهند والسودان، بل بحكم تجربتي في القارة السمراء، بين الهند وأفريقيا.
من بين هذا النقاط أركز على أهمها بالنسبة لي من منظور إقتصادي بحت، وهي أن الإقتصاد الهندي حر، والقطاع الخاص قوي وحقيقي، والأهم من ذلك أنه متعدد المستويات وهنا مربط الفرس.
في التعاون مع دول أخرى قد تنحصر الفائدة بالنسبة للدولة الأفريقية في إستيراد سلع رخيصة فقط، ويتلخص الأمر في خروج أموال من الدول ودخول سلع فقط لا غير، أيضا ربما تأتي شركات من الخارج ومعها العمال والخبراء وتخرج وهي أفضل في خبرتها بسبب العمل في أفريقيا ولكن يبقى القطاع الخاص الأفريقي بغير تقدم، ويبقى العامل الأفريقي بدون تطوير قدرات ومهارات، والخلاصة للدولة الأفريقية بدون تحقيق الفائدة المطلوبة.
مع الهند الأمر يختلف، قد يوجد في السودان مستثمر مبتديء أو شركة ناشئة في مجال استيراد الدواء مثلا، سيجد شركة هندية من حجم مناسب تدخل معه في شراكة، بل قد تتطور إلى تعبئة وتصنيع، وقطعا سيكون هنالك تدريب وربما فرصة للتحضير فوق الجامعي، باختصار ستجد رائد العمل السوداني الذي بدأ التعاون مع الهند بعد خمس سنوات شخصا مختلفا تماما، ليس من ناحية تحقيق الأرباح وحسب ولكن من ناحية استقرار الشراكة الإقتصادية وتطوير قدراته معرفته.
هذا على مستوى الاعمال المتوسطة، ولكن أيضا يوجد تعاون على مستوى الأعمال الكبيرة.
أيضا توجد فرصة للشراكات على مستوى الأعمال الصغيرة، مثل تعبئة وتوزيع التوابل.
الخلاصة أي مستوى موجود.
أيضا تتتميز الهند بالجمع بين الجودة ومعقولية الأسعار، عكس بعض الدول الاخرى التي تتوفر فيها الأسعار الزهيدة ولكن الجودة قليلة، أو العكس تماما عندما توجد الجودة ولكن ترتفع الأسعار بطريقة جنونية.
من الفعاليات المهمة والتي أتمنى أن يحضرها رجال الأعمال السودانيون في مقر الغرف التجارية السودانية من 14 إلى 17 نوفمبر زيارة وفد رجال الأعمال وتواجده للمناقشة والتفاكر مع رصفائهم السودانيين.
هذه فرصة تساوي السفر للهند والإقامة فيها، فرصة ممتازة لإبرام الصفقات وتوقيع الإتفاقات وتحديد الوكالات.
البرنامج حقيقة مذهل وأكبر من ذلك بكثير وسأوصل الشرح.

صحيفة الانتباهة