الطاهر ساتي يكتب: كلام القصيّر
FacebookTwitterWhatsAppEmailانشر :: ومن إرشيف الزاوية، ما يلي: (لقد أخطأ تجمع المهنيين بتسليم مفاتيح السُلطة للأحزاب، إذ كان عليه أن يكون شريكاً – مع الجيش – في حكومة مهام محددة، لا علاقة لها بالأحزاب والحركات)، إليكم – السوداني، 9 مايو 2019.. ثم ما يلي، قبل يوم من بيان تصحيح المسار: (حل هذه الأزمة في تشكيل حكومة كفاءات مستقلة يرأسها حمدوك، لفترة محدودة، ولمهام محددة، منها استكمال هياكل السُلطة وإصلاح القوانين والمؤسسات، ثم تهيئة المناخ السياسي للانتخابات.)، إليكم – اليوم التالي، 24 أكتوبر 2021.. وهناك الكثير من النصوص، في زوايا أخرى، بذات المعنى..!! :: وعليه، أيها الأكرم، لست من الداعمين لتصحيح مسار الانتقال، بل من المطالبين به منذ الأسابيع الأولى لنجاح الثورة، ثم تشكيل ما أسموها بحكومة الثورة، وهي في الحقيقة لم تكن حكومة ثورة، بل كانت حكومة محاصصات، أي حكومة أحزاب ساهمت في صناعة الثورة والتغيير، ولكن ليست وحدها.. فالمسار الصحيح للانتقال هو أن يشارك الجميع – ما عدا الحزب الذي كان حاكماً – في إدارة الفترة الانتقالية، لحين الوصول بالبلاد وشعبها إلى برّ الأمان، وذلك عبر صنديق الاقتراع التي لا تظلم حزباً أو جماعة، وكذلك التي تُغيد العساكر إلى الثكنات..!! :: وبعد انقشاع الغبار، ثم وضوح الرؤية، تبيّن لمن كان في حيرة من أمرهم بأن الرافضين لتصحيح مسار الانتقال كانوا على قائمتين.. قائمة الأحزاب الراضعة من ثدي التمكين المسمى بحكومة الثورة، ورفض قادتها وقاعدتها للفطام (شيء طبيعي)، فمن يرضع من ثدي التمكين لا يُمكن أن يقبل الفطام، بل يرفضه بتطرف وهوس، ثم يهاجم ويشتم كل داعٍ للفطام.. والقائمة الثانية قائمة الذين تأثروا بخطاب أهل القائمة الأولى، وظنوا أن تصحيح مسار الانتقال، بحيث يشارك الجميع في إدارة المرحلة، نوع من الانقلاب، أو هكذا تم خداعهم..!! :: وبعد عام من السجال، توافق االجميع على تصحيح مسار الانتقال.. وعلى سبيل المثال، المجلس المركزي لم يعد تلك الأحزاب الأربعة، فالشعبي أصبح أصيلاً في هذا التحالف، وكذلك الاتحادي الأصل جناح الحسن، ثم أنصار السنة، و..و.. هكذا.. وهكذا حال الكتلة الديمقرطية، بحيث لم تعد فقط قوى الكفاح المسلح، بل هناك الاتحادي الأصل جناح جعفر، والأمة الإصلاح، وأحزاب أخرى.. ثم نداء أهل السودان، وهم الإسلاميون وبعض أحزاب البرنامج الوطني.. ثم التغيير الجذري الذي يقوده الحزب الشيوعي وآخرون. تنافس التحالفات على تسجيل الأحزاب (ظهرة حميدة)، وتصب في مسار توسيع قاعدة المشاركة..!! :: واليوم، بعد أن كانت أربعمائة حزب وحركة، بالساحة الآن أربعة تحالفات فقط لا غير.. وعلى كل، المقال الأخير للآلية الثلاثية، يوم الجمعة، يُعتبر أوضح ما قيل عن ملامح مرحلة الانتقال، بحيث جاء فيه بالنص: (إن المدنيين يسعون إلى حكومة مدنية بصلاحيات تنفيذية كاملة، فيما لا يريد المكون العسكري تدخل مدنيين غير منتخبين في شؤون الجيش)، ثم طالب المقال بأن تُشكل الحكومة على أساس الكفاءة، و(على القوى السياسية البدء بالتحضير للانتخابات).. وهذا ما نطالب به النشطاء والعساكر منذ الأسابيع الأولى لنجاح الثورة، ولكنهم (يحبون الفرنجة)، ويخافونه أيضاً..!!
صحيفة اليوم التالي