رأي ومقالات

سقوط الجنرال !!


استغرب الناس أمس خبر إبعاد رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة العقيد إبراهيم الحوري إلى منطقة الفشقة بعد خروج اخبار نضوج التسوية السياسية بين قحت والعسكر، إقالة الحوري جاءت بعد ابعاد سابق للعميد الطاهر ابوهاجة المستشار الاعلامي للبرهان إلى الملحقية العسكرية بجدة!!

مايجمع ابوهاجة والحوري أنهما من الأسلحة العسكرية الاعلامية التي واجهت صلف قادة قحت ومدفعاياتهم الموجهة ضد الجيش والقائد العام الفريق أول عبد الفتاح البرهان شخصياً، ولكن وبعد التسوية كانوا هم الثمن الذي تم دفعه.

استغراب الناس نابع من تفريط القائد العام في مسانديه وحماة ظهره بهذا اليسر وكأن شي لم يكن .. وهو استغراب وجيه في حقيقة الأمر!!

لماذا وقف الناس عند محطة ابوهاجة والحوري ولم يتجاوزوها إلى ماهو أكبر، ليعرف الناس كيف يتعامل قائد الجيش البرهان مع اخوان السلاح وقادة الجيش العظيم..

انظروا كيف تعامل البرهان مع قائده البشير ورئيسه المباشر وزير الدفاع وباني نهضة الجيش الحديثة عبد الرحيم محمد حسين منذ اعتقالهم وحتى اللحظة !!

لم يُعرف في تاريخ الجيش أنه أهان قادته أو تركهم لمدنيين يحملون حقد الايدلوجية والسنوات الطويلة ليصفوا حساباتهم مع الجنرالات إلا في عهد البرهان !! ارجعوا للتاريخ لتعرفوا كيف تعامل البشير مع فتحي احمد علي ومع النميري وسوار الدهب وعبد الماجد حامد خليل وغيرهم..

هل تبيح الثورة أو التغيير أو الانقلاب، سميها ما شئت، أن يهان قادة الجيش مهما فعلوا لأربع سنوات بين السجون والمستشفيات والمحاكم!! ألم يتعرف البرهان على افضال هؤلاء القادة بعدما رأى من خبث السياسة وبؤس العمالة خلال سنوات حكمه العجيبة والغريبة!!

ألم يعرف هذا الرجل فضل البشير على هذه البلاد المنكوبة بعدما رأى بأم عينيه عُسر الحكم والإدارة.. طيب.. ألا يعلم البرهان فضائل عبد الرحيم محمد حسين الذي أشاد له صروح القيادة العامة التي يمكث فيها الآن .. دعك من البرهان فلنسأل الفريق أول محمد عثمان الحسين الذي عايش عبد الرحيم مسئولا عن مكتبه وتعايش مع كل هذه النهضة لحظة بلحظة حتى صار جيشنا من اقوى الجيوش في أفريقيا.. دعنا من البرهان.. نسألك أنت أيها الجنرال الصارم محمد عثمان الحسين.. هل كان المنظر طبيعيا لك ونمت ليلتها وقائدك ورئيسك الجنرال عبد الرحيم محمد حسين يسنده الرجال في المحكمة الانتقامية وهو يرتجف بسبب مضاعفات مرض السكر اللعين .. الذي شاهده الناس في كل الدنيا عبر التلفاز هو وزير دفاع السودان يسقط في المحكمة بسبب السن والمرض والحقد!! في الحقيقة لم يسقط عبد الرحيم، فالذي سقط أكبر من شخص .. سقطت مؤسسة وقيم وأخلاق ..

بعد أربع سنوات وجريان مياه كثيرة تحت الجسر، ألم يكتف البرهان من مسرحية الثورة والترضيات ويفعل ما يفعله أي شخص مكانه مهما بلغ به الضعف والخوران.. ما الذي يبرر نقل القائد العام السابق للجيش المشير البشير من المستشفى وهو الرجل المريض الذي يقارب عمره الثمانين ومعه الفريق أول ركن بكري حسن صالح والفريق عبد الرحيم الى السجن المظلم!!

لو سألتم أي فرد من هذا الشعب الطيب الأبي فلن يقبل بما يحدث مع المشير البشير وإن كان يختلف معه من قبل ، هل يقبل انسان حر بأن يُعاقب رجل عمر ومكانة البشير بالسجن ومنعه من طبيبه المعالج؟! اخرجوا في استفتاء عشوائي بشوارع السودان لتعرفوا رأي الناس فيما يحدث .. ماتفعله يا البرهان لا يشبه قيمنا ولا أخلاقنا دعك من أن ماتفعله، تفعله مع قادة الجيش .. وستدور الدوائر وإن طال الزمن!! وبعد كل هذا يستغرب الناس فيما فعله البرهان مع ابوهاجة والحوري!!

محمد أبوزيد كروم

محمد ابوزيد كروم
محمد أبوزيد كروم