السفير السوداني بمصر محمد الياس: قبول الطلاب السودانيين بالجامعات المصرية خفف من الضغوط على الحكومة السودانية!!
• قبول الطلاب السودانيين بالجامعات المصرية خفف من الضغوط على الحكومة السودانية!!
• التبادل التجاري بين البلدين قفز من 800 مليون الى مليار دولار!!
• اغلاق شريان الشمال لمنع الشاحنات المصرية من الدخول يعبر عن احتجاجات ولم يرق لمستوى الأزمة!!
• قضية حلايب وشلاتين لديها اليات محددة لحلها والمبدأ يقوم على التعاون ونترك القضايا المختلف عليها جانبا!!
كشف السفير السوداني بمصر محمد الياس عن ارتفاع عدد الطلاب السودانيين بالجامعات المصرية الى 22الف طالبا بينهم أكثر من 9 ألف طالب تم قبولهم في العام الحالي.
وارجع السفير السوداني في حوار لـ(الجريدة) تزايد عدد الطلاب السودانيين المهاجرين الى مصر بسبب عدم الاستقرار السياسي بالبلاد ورغبة بعض الطلاب في الدراسة بمصر وأردف لدينا آلاف من الطلاب السودانيين وهناك آلاف اخرين لم تظهر نتائج قبولهم.
وأكد ان قبول الطلاب السودانيين بمصر خفف كثيرا من الضغوط الداخلية على الحكومة السودانية ونوه الى اعفاء الطلاب السودانيين من 90 بالمائة من الرسوم الجامعية
• العلاقات السودانية المصرية تدور في حلقة صعود وهبوط؟
العلاقات السودانية المصرية علاقات تاريخية وان كانت دائرة في حلقة صعود وهبوط هذه الدائرة دائرة مغلقة واتسمت بعدم الاستقرار ما أن تتقدم حتى تحدث فيها نكسة وتعود الدائرة افتقدت بالتالي الى خاصية الاستقرار والتطور المستدام انعدمت بسبب التقلب ولأسباب يطول شرحها على المستوى المفاهيمي وعلى مستوى السياسات لأسباب حقيقية أثرت في هذه العلاقة منذ الاستقلال لم تبارح مكانها ما حدث القاعدة الأساسية هي أن علاقة السودان ومصر علاقات ذات خصوصية، ولكن لابد أن نتوقف في هذه الكلمة لأسباب كثيرة أزلية وتاريخية كل الدول الأخرى لديها خصوصية وكذلك مصر لديها علاقات ذات خصوصية مع عدد من الدول ، ونحن في السودان لدينا علاقات أيضا ذات خصوصية مع دول أخرى ، ولكن ما الفرق في هذه العلاقة ؟ في تقديري أن هناك عامل رابط أقوى من الخصوصية المتوفرة للدول الأخرى حتمية المصير المشترك بالنسبة لي النهضة المصرية تعني نهضة السودان وكذلك النهضة السودانية تعني نهضة مصر ما يحدث في مصر يؤثر في السودان وبالعكس هذه هي حتمية المصير المشترك وهذا هو الفرق الكبير ما بين خصوصية العلاقة بين مصر والسودان والدول الأخرى.
• كيف ترى سير العلاقات خلال الثلاثة سنوات الماضية؟
يجب أن نسعى الى كيفية وضع هذه العلاقة بهذه الخاصية لأنها تتطلب ارادة ثابتة لأن هذه علاقة أصبحت فوق إدارة العلاقة العادية استظلت خلال الثلاثة سنوات الماضية هناك ارادة قوية وتحت هذه الارادة عملت كافة مؤسسات الدولة في البلدين وكما ذكرت يجب أن يتم جرد حساب لهذه العلاقة فيما تقدمت وفيما تأخرت؟ بطريقة تقييم علمي ودعينا من الكلام الإنشائي الكثير العلاقة أصبحت ما نستطيع أن ننفذه وندخل فيه ومالا نقدر عليه لا نتحدث عنه.
• هل اكتمل مسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين؟
لا أستطيع أن أقول أن البنيات الأساسية لمسار العلاقات بين البلدين أنها اكتملت لكن قطعت شوط بعيد جدا لدينا مشاريع استراتيجية كبيرة جدا تم انجازها وتم ترسيخها على أرض الواقع.
• ماذا استفاد السودان من مصر في المجال الاقتصادي؟
لو بدأت بالميزان التجاري خلال السنوات الماضية كافة السلع الاستراتيجية يستوردها السودان من مصر أصبحت مصر الشريك التجاري وهو أصلا الشريك التجاري المستقبلي لأننا ليس لدينا سوق بهذا الحجم وأكثر المؤشرات حجم التبادل التجاري قفزنا من 800 مليون دولار أكثر من 6 ، 1 مليار دولار وهذا المسجل فقط وهي تعني 100 بالمائة .
قطاعيا لو ضربنا مثل باللحوم السودانية كانت مصر تستورد ما يعادل أكثر من 6 مليار دولار من أسواق الأرجنتين والبرازيل ونيوزلندا.
ولدينا أقرب الأسواق في السودان يمكن أن نصدر لهذا السوق 6 مليار دولار الآن قفزنا من 6 بالمائة من الاحتياجات المصرية الى ما بين 11 بالمائة أو 12 بالمائة ونعمل حاليا على توسيع السوق وعلى الاستثمار في البنيات الأساسية في هذا القطاع.
• شهدت الفترة الأخيرة تزايد هجرة الطلاب السودانيين الى الجامعات المصرية؟
قفزنا الى 22 ألف طالب بالجامعات المصرية ، ويعتبر جانب التعليم من أكثر الأشياء التي تخفف الضغوط الداخلية على الحكومة السودانية خاصة بالنسبة لظروف الطلاب الجامعية ، وتم قبول أكثر من تسعة ألف طالب وهناك جامعات حتى هذه اللحظة فاضت وهناك جامعات أصبح من غير الممكن ايجاد مقعد لطالب سوداني وأوفدت المستشار الثقافي لجامعتي الأسكندرية والمنصورة لأن عدد الطلاب السودانيين فاق حجم استيعاب الجامعات المصرية وأصبحت اشكالية ولدينا في جامعتي القاهرة والأسكندرية نفس المشكلة ، نحن لدينا الاف من الطلاب السودانيين ومازال هناك الاف تقدموا لقبولهم في الجامعات المصرية ولم تظهر نتائج القبول حتى الآن .
• لماذا تزايدت هجرة الطلاب الى مصر؟
تعود أسباب ذلك الى عدم الاستقرار السياسي والأكاديمي بالبلاد بلا شك هو أحد أهم الأسباب، وربما وجد الطلاب السودانيين الفرصة في الجامعات المصرية وهناك من لديه الرغبة وآخرين مقتدرين وما يهمني في هذا الجانب هو أن مصر فتحت أبواب جامعاتها بطريقة غير مسبوقة وأعفت السودانيين دون غيرهم من 90 بالمائة من الرسوم الجامعية والجالية السودانية تقدر ب 5 مليون نسمة يشاركون في استخدام البنيات الأساسية للدولة المصرية ويتلقون أفضل المعاملة.
• في السابق كان هناك شكاوى من عدم التزام الحكومة المصرية بتطبيق اتفاقية الحريات الأربعة؟
الحريات الأربعة صورة نموذجية مثالية أهم شيء أن نكون منفتحين على بعض والحريات الأربع هي الصورة النموذجية التي تتطلع لها البلدين وليس برنامج متفق على تنفيذه مائة بالمائة كل دولة تنفذ ما تستطيع تنفيذه في حدود سياساتها ومواردها وفق قدراتها الحديث عن الحريات الأربعة هو حديث عن صورة تكامل ونموذجي ومثالي لكن بعد ذلك كل بلد وفق قدراتها الأمر الآخر مصر تكفلت تماما برفد الشبكة الكهربائية بالسودان ب300 ميقاواط وقامت مع شركة سيمنس الألمانية بتصنيع المحولات وترحيلها وتركيبها في مروي ودنقلا وهي الآن يجري تركيبها والمشروع في مرحلته النهائية .
• متى تتوقع الفراغ من هذا المشروع؟
لا أعلم في هذا الجانب لأن الجانب السوداني كان عليه فقط اعداد القواعد الفنية واستلامها الآن 13 مهندس من شركة سيمنس الألمانية بدنقلا ومروي للاشراف على تركيب المحولات ، وخلال الأسبوعيين الماضيين شهد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي د جبريل إبراهيم على التوقيع الذي تم بين الشركات السودانية والمصرية على تمويل محطتي بورتسودان وقري وسندخل في الجانب التنفيذي وفي الجانب الآخر التعاون السككي اكتملت الدراسة في هندسة جامعة القاهرة والمصريين بدأوا يعملون في الجانب الذي يليهم في ردميات السكة حديد حتى ترتبط بالسكة حديد في حلفا التي توجد بها محطة التحويل في ذات الوقت مصر تقوم بتأهيل الخط الملاحي بين أسوان وحلفا والذي توقف سنوات طويلة بل وأكثر من ذلك تقوم بتشغيل وإعادة تأهيل ميناء وادي حلفا.
• هل هناك جوانب أخرى استفاد السودان فيها من مصر؟
نعم في الجانب الصحي معظم الأدوية بطريقة مقننة أو غير مقننة تأتي من مصر وعلى الرغم من أنني لا أمتلك احصائية رسمية لكن معظم المرافق الصحية بمصر نجد السودانيين يتلقون العلاج ، وفي مجال التدريب دربت لنا 1500 من كوادر الخدمة المدنية ولدينا 84 وابور ديزل تمت صيانته من قبل السكة حديد بمصر ، استقرار سياسي خلال الثلاثة سنوات الماضية لم ندخل في أزمة سياسية أو إعلامية.
• وقف التراشق الاعلامي؟
نعم وقف وكما ذكرت حدث استقرار في العلاقة السياسية بين مصر والسودان.
• ولكن هناك سخط شعبي ظهر في اقدام لجان المقاومة على اغلاق شريان الشمال لمنع دخول الشاحنات المصرية للبلاد؟
اغلاق الطريق عبر عن احتجاجات وتضرر منها السودانيين أنفسهم ولم ترق لمستوى الأزمة بين البلدين.
• هل تم تجاوز مشكلة الحدود بين مصر والسودان واتجهت الدولتين للتكامل؟
(مافي حاجة اسمها نحنا شغالين في تكامل أو عندنا برنامج تكامل شغالين فيهو)
• المبدأ القائم هو أن نتعاون ونترك المختلف عليه ومتى كان التقاطع يحدث؟
عندما نبدأ التعاون يخرج شخص ويقول حلايب مصرية أو سودانية أولا القضايا الخلافية لديها آلياتها التي لاصلة لها بادارة العلاقات الثنائية وهذه اليات معروفة والعلاقات تتعلق بتبادل المصالح المشتركة والمتبادلة وهذا هو الأساس الذي أسسنا عليه علاقتنا الحالية أن يتم التعاون على مصالح مشتركة ودائمة ومستدامة حتى لانخلط بين الأخوة والدعم والمساندة لأن المساعدات إذا خلطتها بالعلاقات الدعم أصلا مستمر وهو متواصل ولايحتاج لذلك نحن نتحدث عن مصالح مشتركة ومستدامة .
• حدثنا عن مشاركة السودان في مؤتمر المناخ
مؤتمر المناخ هو معني بالاتفاقية الاطارية للتغيير المناخي وهذا المؤتمر (27 ) والمؤتمرات السابقة اختصت بالسياسات والقوانين والتفاهمات منذ مؤتمر باريس وقلاسكو اتفق المؤتمرين على إن ينزعوا نحو الجوانب التنفيذية بمعنى (كفاية تنظير وتوصيات) مصر باستضافتها لهذا المؤتمر حددت الحكومة المصرية عدة أهداف بالتنسيق مع سكرتارية المؤتمر حول عملية التصدي الاستباقي لتداعيات التغير المناخي والأمر الثاني التكيف معه ومع تداعياته والهدف الثالث كيف يتم تمويل المشروعات الاستباقية ومشروعات التكيف الهدف الرابع التعاون الدولي في حد ذاته ، وحاول المفاو ض خاصة مع الدول النامية ورئاسة المؤتمر أن تجنح حتى لاتعود لسياسات الدول الصناعية الكبرى التي مازالت تبحث عن المعادلات والتفاهمات الأكثر تقدما ، الاشكالية الكبرى تتلخص في أن الدول النامية هي ليست المتسبب في ضرر وآثار التغيير المناخي فمثلا حالات الجفاف والفيضانات والزحف الصحرواي والتي يعاني منها السودان والتي تتعدى حتى الى جوانب الهجرة سببها الانبعاث الكربوني الناتج من الدول الكبرى وهي لديها استقطاعات للتغير المناخي فهو قضية تتعدى الحدود لذلك قام التفاوض على هذا الاساس وانقسمت الى كتل وتم تداول حديث عن الثقب والانبعاث الكربوني حول كيفية تعويض الدول من آثاره، ونحن كدول نامية لانريد تعويض وانما مشاريع استباقية ( مش بعد أمرض تقدم لي العلاج )، وركزنا على ذلك .
• هل يعني ذلك أن الدول الصناعية يمكن أن تقتنع بتغير نمطها الانتاجي ليصبح موائما للبيئة؟
الدول الصناعية مازالت حتى اليوم ليس لديها استعداد لتغير نمط انتاجها الصناعي فمازال هذا النمط في الدول المتقدمة هو السبب الأساسي عن الضرر وهي المسؤولة عنه تعهدت بمائة مليار دولار.
• هل السودان قدم مشاريع محددة في مؤتمر التغيير المناخي؟
نعم شارك وزير المالية والتخطيط الاقتصادي د جبريل ابراهيم في مجموعة العمل وكان المتحدث الرئيسي فيها في يوم تمويل المشاريع وكان تركيزنا على المجتمعات المحلية والريفية لأن تداعيات التغيير المناخي عليها كبير فمثلا الفيضانات تصيب المجتمعات المحلية تنغمر المزارع بالفيضانات أو ابتعد النيل عنها وهذه أهم المشاريع ، وقد حدد خطاب رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاطار الكلي لمشاريعنا استعدادتنا واحتياجاتنا ولدينا مشاريع أخرى خاصة في الزراعة ، أول جانب كيف يتم تمويل المشروعات وهذه فيها قضايا وخلافات شائكة بين الدول حيث سعت دول الاتحاد الأوربي للخروج برؤية مشتركة ماعدا بعض الدول الصغيرة التي كانت على استعداد للعمل خارج الكتل ، بينما ترى مجموعة الدول الصناعية السبعة أنه لم يحن الوقت للالتزام ويجب على الدول النامية أن تتكيف مع التغيير المناخي مستهدفة بعض الدول بالاضافة الى مجموعة ذات استقلالية خارج الاتحاد الأوربي استراليا ، كندا ، واليابان الى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وتحاول أن تنتقي انتقاء بعض المشاريع في الدول المتأثرة بالتغيير المناخي .
حاورته سعاد الخضر
صحيفة الجريدة