صلاح الدين عووضة يكتب : أم رقيقة!
وعاش أبو هاشم..
طيب ما علاقة أبي هاشم بأم رقيقة؟..
نقول؛ فكل شيء – في بلادنا – له علاقة بكل شيء… وهذه من عجائبنا..
ومن عجائب حياتي شلة القنا؛ بالديم..
أو العصابة كما كنا نسميها… وهذه من عجائب علاقة كل شيء بكل شيء..
غير أنها لم تكن مثل 9 طويلة هذه الأيام..
فأيدي أفرادها الطويلة لم تكن تمتد سوى لضلوع المناسبات؛ وكل الطيبات..
وموائد المناسبات كان فيها الحلو… والزفر..
ومن الزفر هذا الضلع… والكبدة… والكمونية… وأم رقيقة بالكسرة..
ومن آداب المائدة البدء بالزفر… ثم الحلو..
بل – وكذلك – ومن آداب النفس البشرية… حسب الفطرة..
ولكن عصابتنا هذه – بزعامة – دكتور كانت ذات آداب تخصها وحدها..
فكل شيء عندها يصلح مع كل شيء..
وكل طعامٍ عندها يصلح مع كل طعام ما دام سيستقر كله في المعدة..
هكذا كان يقول فيلسوفنا محمد محيي الدين دكتور..
ونحن بلفسفته هذه نقتدي؛ فننهش الضلع قبل الآخرين… فبقية الأكل ملحوق..
والناس أعينها – وأصابعها – على الضلع أولاً..
ومن بعد الضلع نلتهم الحلو… أو الكاسترد؛ بمعنى أن نبدأ بالأول والآخر..
ومن بعد ذلك ننتبه لما بينهما على أقل من مهلنا..
وما بينهما هذا يعجنه دكتور كله مع أم رقيقة؛ فنأكله بشهية..
ومن يرميه حظه العاثر في مائدتنا يفقد الشهية..
بمثلما أن كل شيء معجون الآن بكل شيء… ويسعى البعض لأكله بشهية..
وبعض أحزابنا معجونة ببعضها..
الأمة… مع البعث… مع السوداني… مع الناصري… مع السنة… مع الشعبي..
وذلك إضافة إلى تجمع ذي الأصبع الاتحادي..
بمعنى أنها لم تعد عصابة 4 طويلة… وإنما تضخّمت لتغدو 7 طويلة..
بمثلما كانت عصابتنا – بديم القنا – تتمدد..
بيد أننا كنا عصابة ظريفة؛ تفعل فعائلها تلك على سبيل الممازحة والمداعبة..
فما كنا نرأى بأساً إن أكل غيرنا الطبائخ..
بينما نستأثر نحن بالطيبات بدءاً وختماً؛ ضلعاً… وحلواً..
وبدءاً كان يصيح أحدنا: الله أكبر ولله الحمد؛ وهي صيحة الأنصار..
وختماً يصيح آخر بصيحة الختمية: عاش أبو هاشم..
بينما عصابة قحت هذه عصابة مخيفة؛ تريد الاستئثار بكل شيء..
كل شيء… مع كل شيء… في كل شيء..
تماماً مثل كلمتنا هذه التي تعبر عن حالٍ يختلط فيه كل شيء… بكل شيء..
وكل شيء له صلة بكل شيء..
والآن إذ عاد أبو هاشم تذكّرت شيئاً ذا صلة بشيئين..
فعند وفاة الوالد – عليه الرحمة – تلقّيت مُهاتفة تعزية رقيقة من أبي هاشم..
كانت أرق من رقة أم رقيقة..
وأطعم من الضلع الذي كنا نتجاذبه… والحلو الذي كنا نتخاطفه..
فكدت أصيح عاش أبو هاشم..
ولكن الصيحة هذه أطلقها – فعلياً – من كان رفيق دربٍ لنا بحزب الأمة..
من كان رئيساً لدائرة الإعلام؛ أحمد سر الختم..
ومن شدة ولائه للحزب ما كان لديه مانعٌ أن يرضى بأم رقيقة طعاماً..
بينما أبوه كان خليفة سجادة ختمية..
وبحكم منصبه كأمين للإعلام يُفترض أنه الناطق الرسمي باسم الحزب..
ولكن مريم الصادق كانت تنازعه في الحق هذا..
كما كانت عصابتنا تنازع رفقاء موائدنا – زمان – حقهم في الضلع والحلو..
وعند حلول موعد مؤتمر الحزب أُختير ناطقاً رسمياً..
غير أنه لم ينطق بحرفٍ واحد؛ إذ فوجئ بمريم هذه تنطق بكل شيء..
تنطق بكل شيء… وفي كل شيء..
وتلتهم ضلع حقه هذه مع تحليته… ولا تترك له حتى أم رقيقة..
فتخلى عن صيحة الله أكبر ولله الحمد..
وورث سجادة الطريقة الختمية من أبيه… والذي تُوفي آنذاك..
وكأني به يعمل الآن على إجهاض خطط العصابة..
عصابة 7 طويلة التي تريد أن تلتهم الآن كل شيء… كل شيء..
الضلع… والحلو… وحتى أم رقيقة..
وذلك مع عودة الميرغني التي لم تأتِ في هذا التوقيت إلا للغرض هذا..
وبعد تخليه عن صيحة الأنصار لن يصيح وحده الآن..
بل سنصيح جميعاً معه:
عاش أبو هاشم!.
صحيفة الصيحة