جعفر عباس

جعفر عباس يكتب.. متألم ومش سائل في الألم


أعاني منذ منتصف نهار أمس من آلام مبرحة في أسفل ظهري، وقلبت البيت فوق-تحت بلا طائل بحثا عن بروفين او بنادول او كريم او جل استعين به لتخفيف الآلام، وزوجتي التي كان ينبغي ان تقدِّر تمسكي بها ومن حولنا في الدوحة حسناوات البرازيل والدنمارك وبلجيكا، لم “تعبِّرني” بل اختفت مثل أدوية إسكات الألم، وقررت ان ألزم السرير طلبا لبعض الراحة، ولكن هيهات، فقد أعطاني الضجيج من حولي الإحساس بأن بيتنا صار ساحة لجماهير المونديال، بل صدرت لي الأوامر مرارا بمغادرة السرير دون مراعاة لحال ظهري
وما حدث يا أعزائي هو ان بيتنا محتل، ولم تعد لي فيه كلمة ولا يطاع لي فيه أمر، فقد وصل الشبلان طارق وزياد غسان جعفر عباس، وقاما بتحويل غرف بيتنا الى استادات أولمبية، وسحبا الأضواء من المونديال، ولهذا كان لابد من إخفاء الأدوية وكل شيء قابل للكسر بعيدا عن الأنظار والأيدي، ونسيت إخفاء نفسي، فصرت ملطشة لهما أتعرض للسحب والجر، كي ألعب معهما الكرة في الحوش، وارتكبت خطأ بتجهيز دراجة لكل واحد منهما، ولكن وكلما قطع الواحد منهما ثلاثة أمتار طالب “جدو” بأن يتسابق معه: هما على الدراجات وجدو على رجليه
وإذا رقدت في السرير قليلا جاء طارق وضع رأسه على صدري بزعم انه يريد ان ينام (بنتي مروة في طفلتها كانت تجدني نائما وتفتح عيني مستخدمة اصابعها وعندما اصحو منزعجا تقول: بس كنت عاوزة اشوفك نايم وللا لا) وأم الجعافر مرابطة في المطبخ تلبي ما يطلبه الجمهور (طارق وزياد) ولهذا نسيت انها زوجتي وانني مقيم معها في نفس البيت
الآن هدأت آلام الظهر قليلا، ولكن دقائق وتبدأ جولات اليوم، ومرحبا بأوجاع العظام وما تبقى من عضلات خلال المعارك التي سأخوضها معهم ولكنني حضرت لهم بعض الرشاوي التي قد تخفف عني العدوان المستمر: فقد جلبت قبل قليل آيسكريم بالفراولة وبالفانيلا (فانيلا يا جماعة وليس فانيليا، وكورولا وليس كوريلا)، ويذكرني ذلك بطفولتي عندما كان والدي يدخل علينا بانتظام ومعه شوكولاتة جالكسي وآيسكريم باسكن روبنز ل”تبريد” الفم بعد أكل التركين
سبحان الله يريد الواحد منا ان يكبر عياله بسرعة “كي يرتاح من وااااك وااااا”، ثم يكبر العيال ويشقون طريقهم في الحيارة فنشتهي الأصوات والشغب الطفولي، وحباب وجع الظهر وحباب الشغب واللعب والطرب مع أجمل وردتين في حديقتي العائلية البشرية

جعفر عباس