مكي المغربي

مكي المغربي | ونواصل مع الهند، نقاشات مع رجال أعمال

حرصت في ملتقى الأعمال الهندي الذي استضافه إتحاد الغرف التجارية في الخرطوم أن أعرض نفسي للأسئلة بدلا من أن أستقصى معلومات البزنس من الشركات الهندية ورجال الأعمال الهنود الذين زاروا السودان، ضمن سلسلة من الفعاليات خلال أشهر نوفمبر وديمسبر 2022.
فكرتي كانت هي أن أعرف كيف ينظرون لنا وما هي همومهم ومخاوفهم وليس ما الذي يعرضونه علينا.
في البهو الفسيح للمبنى الضخم لإتحاد الغرف التجارية كانت هنالك على الأقل خمسة عشر طاولة وعليها عينات لمنتجات أو مطبقات فيها صور المعدات والآليات والأجهزة، وفي كل طاولة شركة وممثل لها وربما مالك الشركة بنفسه، يشرح نوع البزنس الذي يملكه أو يمثله ويرغب في تسويقه في السودان.
احساس جميل أن تجلس مع عدد من المليونيرات الزائرين للسودان، وتناقشهم وكأنك مليونير، وبالمناسبة أنا لدي هذا الإحساس فطرة، ولكنه يزول تماما عندما تطلب مني مبلغا من المال، فأتذكر أنني مجرد كاتب صحفي.
طريقة الملتقى هي Business-to-Business أو ما يترجم بالعربية إلى “معاملات الشركات” ولكنني أفضل مصطلح “تبادل الأعمال” لأن الغرض من هذه الملتقيات ليس العرض للجماهير مثل معرض الخرطوم الدولي وغيره، بل المطلوب حضور رجال أعمال سودانيين أو ممثلين لشركات سودانية لعقد إتفاقات مع الشركات من الوفد الزائر.
بالنسبة لي كإعلامي وارتبطت من قبل باتحاد الغرف التجارية والصناعية الأفريقية – أديس أبابا، أنا أقدم خدمات تسويق، ولذلك أندرج تبعا لا أصالة في الملتقى.
المهم، كنت عندما أستمع للعرض أجيب بالسؤال الاستفساري التالي: ما الذي ترغب في معرفته من السودان؟ ليكمل لك الصورة بعد زيارتك للسودان الآن؟
وبسبب التهذيب الهندي المعروف غالبا ما تكون هنالك مقدمة جيدة وإيجابية عن السودان، ولكن بعدها يأتي السؤال المشترك بينهم كلهم مع اختلاف الصيغ، وهو (هل تتوقع أن تسير الأمور في السودان في اتجاه الإستقرار؟)
هذا السؤال بالنسبة لي إيجابي، لأنه يعني قناعة الطرف الآخر بكل شيء في السودان وبتوفر الفرص فيه، ووجود حد أدنى من البنى التحتية وتوفر سوق محلي للاستهلاك وكل شيء.
المطلوب حاليا فقط، استقرار سياسي.
اجابتي كانت موحدة أيضا، وقد جهزتها قبل الدخول للملتقى، وهي:
نعم أتوقع استقرار والدليل هو وجودك بيننا، لفترة طويلة تعطلت هذه الملتقيات ولكن عادت بقوة في يوليو الماضي في معرض الخرطوم الدولي، وبالرغم من وجود مواسم سابقة في المعرض إلا أن موسم يوليو، كان تحديا حقيقيا نجح فيه المعرض، فقد كان الموسم في الصيف الحار، وكانت بوابة المعرض الكبرى تغلق بسبب “البمبان” ومع ذلك هنالك زحام شديد في المعرض وبكل بساطة يستخدم الناس البوابات الجانبية إلى شارع النيل البارد الهاديء.
وأجدد الشكر هنا للسيد مدير المعارض والأسواق الحرة د. الفاتح عوض، ولمسئولة الإعلام التي حرصت على وجودنا الأستاذة وجدان بريقع، وللأسف فاتني معرض تكنولوجيا المعلومات، وغيره بسبب السفر ولكنني عدت وسأواصل.
الشكر أيضا للسفارة الهندية بالخرطوم على التنسيق لزيارات الوفود، حقيقة الصديق وقت الضيق، بعد بؤس وضعف النشاطات الكبرى في الخرطوم لمدة سنوات وتوقف للوفود الزائرة جاء وفد الأعمال الهندي، والتقى بالعشرات من رجال الاعمال السودانيين.
قبل هذا المنشط كانت هنالك وفود من شركات الأدوية والمستشفيات الهندية، وعقدت أيضا ملتقيات وفعليات في فندق كانون بالخرطوم.
الهند الآن تتوجه نحو أفريقيا بقوة، ومن خلال متابعاتي لعدد من الدول، كل يوم يزداد التبادل التجاري الهندي الأفريقي.
من حظ الهند أن هنالك جاليات هندية في كل الدول الأفريقية، وفي بعضها يشكلون شريحة مهمة جدا في الإقتصاد والسوق بسبب سمعتهم الحسنة.
نحن في السودان نعلم هذا جيدا، وسوق أمدرمان ودكاكين التجار الهنود شاهد على ذلك.
الذين يهتمون بأفريقيا، وبالذات منطقة الساحل الشرقي من بورتسودان إلى ديربان، مرورا بمدينتي المفضلة مومبسا، يعرفون ما هو أثر الهند التجاري في هذه المنطقة.
ما يحدث الآن هو بناء على سمعة موجودة وعلاقات أصلا مستقرة.

صحيفة الانتباهة