صلاح الدين عووضة

صلاح الدين عووضة يكتب : أحدهم!

ومن هو؟..

لا يهم؛ فقد يكون أي أحد… أي حد وخلاص..

ولكن الذي أعنيه في كلمتنا هذه اتّهمني – زُوراً – بأنني جعلته أحدهم..

وهو زميلنا إمام محمد إمام..

فقد زعم – نعم زعم – بأنه دعاني إلى جامعة مأمون حمّيدة في اليوم ذاك..

أي اليوم الذي ذُهلت فيه من وجود جامعةٍ كهذه ببلادنا..

وأُصرُّ – وأُلحُّ – على تسميتي لها باسم صاحبها هذا بما أنه ضيَّق واسعاً..

فهو قصر اسمها على العلوم والتكنولوجيا؛ فضيَّق واسعاً..

رغم إني فوجئت بأنها جامعةٌ شاملة؛ فيها القانون… والإعلام… والاقتصاد..

هذا بخلاف أن الاسم هذا نفسه مركب..

أو فلنقل أنه معقَّد؛ بينما جامعات العالم المتميزة كافة ذات اسمٍ واحد..

وإن لم يكن جاذباً فعلى الأقل يسهل نطقه… وحفظه..

ثم ذُهلت مرة ثانية يوم حضوري حفل استقبال طلابها الجدد لعامنا هذا..

وهو اليوم ذاته الذي عاتبني فيه الزميل إمام..

وقال إنه تعمَّد ألا يدعوني بنفسه كيلا أكتب – إن كتبت – لقد دعاني أحدهم..

ويبدو أن القادم من ضباب لندن هذا وقع في ضباب الظن..

ويكفي أن أقول له إنني لم أكن أعلم – أصلاً – أنه أحد منسوبي هذه الجامعة..

بل وتساءلت: ما علاقة إمام بطاقم الجامعة؟..

ثم علمت أنه أحد الذين يشرفون على حفل الاستقبال ذاك من موقع مسؤولية..

وأنه أحدهم؛ أو واحدٌ منهم..

وإن حق لأحدنا أن يغضب فهو أنا لاستبعاده لي من قائمة كرام الصحافيين..

ولحرماني من شرف أن أكون أحدهم..

وبما أن اسمي لم يرد فيها فأنا – تلقائياً – محسوب على القائمة الأخرى..

قائمة لئام الصحافيين..

ولنذهب مع مفردة أحدهم هذه إلى نهاية المطاف؛ فهي نجمة كلمتنا اليوم..

وهناك التقيت بعديد النجوم..

ومنهم القيادي الإنقاذي السابق – أو الأسبق – محمد محي الدين الجميعابي..

ونقول الأسبق لأن تبشيره بسقوط البشير كان سابقاً..

كما سبق الكثيرين من قادة حزبه المعتزلين – غضباً ويأسا – اعتزالا..

تماماً كاعتزالي حزب الأمة ألماً وأسى..

ويسألني الجميعابي – دَهِشاً – عما أصاب هذا الحزب الذي كان عظيما..

فقلت له لأن عظماءه ماتوا..

وذكَّرته باعترافٍ – شجاع – كان قد قاله لي ذات نهار بجريدة أخبار اليوم..

وكان – حينها – محافظاً لأم درمان..

قال لي إن جماعتنا هؤلاء لا يخشون من المعارضة كلها إلا حزب الأمة..

وأكثر من يُرعب في حزب الأمة ثلاثة..

وهم الأمير نقد الله… وعمر نور الدائم… وعبد الرسول النور؛ عليهم الرحمة..

أما الآن؛ وضحك هو… وضحكت أنا..

فغالب قياداته تنطبق على كلٍّ منهم المفردة التي هي نجمة كلمتنا هذه..

والتي بهتني بها زميلنا إمام..

المفردة التي قد تعني أي أحد… وأي واحد… وأي حد وخلاص..

أحدهم!.

صحيفة الصيحة