قٌطوعات الكهرباء .. والقشة التي قصمت ظهر البعير
يبدو أن موقف الكهرباء في بلادنا أصبح حرج جدًا، ويتأثر بأقل ارتفاع لدرجات الحرارة ، ففي الأيام الماضية تزامنت برمجة غير معلنة لقطوعات الكهرباء، مع حدوث ارتفاع طفيف في درجات الحرارة ،ورغم أن بعض المصادر المطلعة بقطاع الكهرباء أرجعت الأمر للصيانة الدورية، إلا أنّ الحقيقة أكثر تعقيداً، وربما تنذر ببرمجة أكثر ضغطاً مع نهاية فصل الشتاء. حقيقة الموقف متابعة ( التيار) تؤكد أن التوليد المائي في أفضل حالاته بسبب الارتفاع الملحوظ في واردات المياه من فروع النيل الرئيس الثلاثة، النيل الأبيض والعطبراوي، والنيل الأزرق الذي بلغت إيراداته أول أمس، في محطة الديم على الحدود مع أثيوبيا 150 مليون متر مكعب، في حين أنها في نفس اليوم من العام 1988 كانت فقط 14 مليون متر مكعب. وقبل أسبوعين أعلن أحد المهندسين العاملين في سد مروي أن التوليد تقدم كثيراً وبلغ أكثر من 900 ميقا واط، وهو إنجاز كبير يؤكد أن التوليد المائي في أفضل حالاته. إذن لماذا القطوعات المبرمجة؟ قال لـ(التيار ) مدير سابق لإحدى شركات الكهرباء الخمس، إن القطوعات ترجع للصيانة الدورية للمولدات الحرارية، وهي عادة تتم أواخر فصل الشتاء وقبل دخول فصل الصيف استباقًا لارتفاع الأحمال. لكن مصدر مطلع آخر أكد لـ(التيار) وجود أعمال صيانة حالياً، إلا أنه نفى أن تكون أعمال الصيانة هي السبب في القطوعات المبرمجة. وربما يرجح هذا التفسير أن شركة الكهرباء اعتادت أن تصدر سنوياً جداول القطوعات المرتبطة بأعمال الصيانة وتقوم بنشرها في الصحف ووسائل الإعلام عامة، الشيء الذي لم يحدث هذه المرة. ارتفاع الأحمال وكشف ذات المصدر لـ(التيار ) أن سبب القطوعات المبرمجة هذه الايام يعود لارتفاع الأحمال بصورة كبيرة، وأرجع ذلك للارتفاع في درجات الحرارة الذي دفع معظم مستخدمي الكهرباء في الشبكة القومية لتشغيل أجهزة التكييف خاصة مكيفات الفيريون و(الاسبلت يونت) التي تستهلك كهرباء أكثر. وأوضح المصدر أن معدل القطوعات الحالية خمس ساعات، يومياً لكل منطقة. وقال : إنّ التوليد مستقر تقريباً، إلا أن الارتفاع في الأحمال والطلب على الكهرباء أحدث النقص. وأشار إلى أنّ معدلات التوليد في الشبكة القومية لم تشهد إدخال محطات جديدة، وأنه شبه مستقر منذ سنوات، إلا أنّ الطلب (الأحمال) تزداد بوتيرة عالية، وأنّ قيام أي عمارة جديدة يعني بالضرورة زيادة معتبرة في الطلب (الأحمال)، لذلك وصل وضع الكهرباء لمرحلة حرجة لا تقبل أي زيادة في الأحمال التي تعني بالضرورة قطوعات مبرمجة، تماما مثل القصة التي قصمت ظهر البعير. السيناريو القادم وقطع المصدر في حديثه لـ(التيار) أن فصل الصيف القادم سيكون الوضع أكثر تأزما، وتوقع أن تصل القطوعات المبرمجة لثماني ساعات يومياً وقد تزيد بحسب ارتفاع درجات الحرارة والزيادة المتوقعة في الأحمال. ورغم أن شهر رمضان هذا العام سيبدأ في الأسبوع الأخير من شهر مارس، ويتوقع أن تظل درجات الحرارة معتدلة نوعاً ما، إلا أنه توقع حدوث برمجة طويلة في رمضان. الحلول الفردية ونصح المصدر أي مواطن يستطيع توفير مصدر طاقة غير كهرباء الشبكة القومية في الأيام المقبلة أن يفعل، وأعتبر أن الأنسب الاستعانة بمنظومات الطاقة الشمسية ودعا الحكومة لتسهيل حصول الأفراد عليها، لأنها تساعد في تخفيف الضغط على الشبكة القومية وتناسب الاستعمال الشخصي خاصة عقب إجازة لائحة التوليد الخاص وإمكانية بيع الكهرباء وتركيب العدادات المزدوجة.
تقرير: علي ميرغني
صحيفة التيار