أزمة غاز الطهي.. قديمة ومتكرِّرة
موظف بمستودع الجيلي: توقف المصفاة مؤخراً أحدث ندرة
وكيل غاز: تكدُّس المركبات بالمستودع
الغرفة: الحصة الحالية بولاية الخرطوم أقل من الربع
أصحاب محلات: هنالك ندرة تظهر من وقت لآخر
عادت إلى السطح من جديد ندرة غاز الطهي في محلات البيع المختلفة بولاية الخرطوم، وارتفعت هذه الأيام شكاوى المواطنين بالولاية من شح الغاز، وأصبحت مشاهد حمل المواطنين الأسطونات من المناظر المألوفة هذه الأيام لعدم توفر سلعة الغاز، وأكد عدد منهم أن شح الغاز بالمحلات أسهم في ارتفاع أسعاره بالسوق الأسود إلى أكثر من (5) آلاف جنيه، وأضيفت أزمة الغاز إلى رصيد المواطن من الأزمات التي تظهر باستمرار، أزمة الغاز أصبحتمشكلة حقيقية تتكرر كل عام.
عجز بإنتاج الغاز
في السياق قطع الأمين العام لغرفة الغاز، فضل يس، أن المنتج -حالياً- من سلعة الغاز في المصفاة لا يكفي حاجة الاستهلاك، وأضاف هنالك نقص بشكل يومي مرحل لليوم الثاني، وأكد وجود عجز كبير هذه الأيام في سلعة الغاز، مؤكداً جود مشكلة حقيقية تواجه غاز الطبخ، ووصف الحصة الحالية بالضئيلة،وأعلن عن وجود شح كبير اقترب أن يصل إلى مرحلة الأزمة، وكشف عن توقف بعض شركات الغاز عن العمل بسبب عدم توفر الغاز، ونوِّه إلى أن المصفاة لا تعمل بطاقتها القصوى لإنتاج (800) طن، لتغطية حاجة ولاية الخرطوم بشكل يومي، منوِّهاً إلى أن الشركات التي تنتج تعمل بطاقة أقل من (50%) وكشف عن عدم توفر الغاز بالكميات المطلوبة، كاشفاً عن وجود (7) شركات تعمل يوم بعد يوم من أصل (13) شركة تعمل في إنتاج الغاز، وأشار إلى إعطاء بعض أصحاب الشركات (50) طناً، من الغاز، يأخذ أصحاب المخابز الحصة الأكبر (35) طناً، بينما تذهب الـ (15) طناً، للاستهلاك المنزلي (غاز الطبخ)، مشيراًإلى أن (15) طناً، تنتج (1200) أسطونة، تحمل في (4) عربات، بينما يشهد المستودع وقوف (40) دفار غاز، للترحيل إلى المحلات، ونوَّه إلى أن الحصة الحالية أقل من الربع، وقال: إن هنالك بعض الشركات تأخذ حصة من الغاز (20) طناً، فقط، تذهب الحصة الأكبر لقطاع المخابز، وذكر أن الكميات الحالية بسيطة، قائلاً: إن الحكومة تعطي غاز المخابز أولوية أكثر من غاز الطبخ، وأوضح أن سعر تعبئة أسطونة الغاز في المستودع يبلغ (2.115) جنيه،وأكد أن حل مشكلة الغاز تكمن في الوفرة بتوفيره في المحلات كافة، أو تحريره بالسماح للقطاع الخاص باستيراد الغاز خاصة أن الفترة الحالية تشهد الاستيراد من جانب وزارة النفط.
عودة العمل بالمصفاة
من جانبه أكد مصدر يعمل لتعبئة الغاز بمستودع الجيلي، عودة العمل في المصفاة بعد التوقف في الشهر الماضي بسبب عدم توفر الخام بعد الإشكالية الأخيرة في الخط الناقل، وقال: إن الشهر الماضي اتجهت الحكومة إلىاستيراد الغاز لسد الحاجة، وأشار إلى أن حركة الاستيراد أسهمت في حدوث شح بسلعة الغاز لتأخير عمليات الاستيراد والترحيل من مدينة بورسودان، وأوضح في حديثه لـ(التيار) أن عودة الوفرة إلى المحلات تحتاج إلى بعض الوقت نتيجة الشح لإشكالية عدم توفر الخام مؤخرًا.
إغلاق بعض المحلات
في المقابل أكد عبدالرحمن الفكي، وكيل غاز لـ(التيار) إغلاق بعض المحلات أبوابها لعدم توفر الغاز، وكشف عن تكدس المركبات هذه الأيام بشكل كبير لتعبئة الغاز، وقال: إن أصحاب المركبات يقعدون في المستودع ثلاثة وأربعة أيام لشحن الغاز، ووصف الكميات المسحوبة من جانب الوكلاء بالمحدودة،وقال: إن بعض غاز بعض الشركات يخلص في ظرف ساعة لوجود شح كبير في الغاز بالمحلات المختلفة.
عدم توفر الغاز
من ناحيته أكد محمد عمر، صاحب محل غاز جنوب الخرطوم، عدم توفر سلعة الغاز هذه الأيام في محلات البيع المختلفة بولاية الخرطوم بشكل ملحوظ، وأضاف في حديثه لـ (التيار): إن حصة الغاز لبعض الشركات تصل إلى المحلات كل (10) أيام وأكثر، وأضاف: في الأثناء يأتي المواطن إلى المحل بشكل يومي باحثاً عن سلعة الغاز، وأوضح بتأثر أصحاب المحلات اقتصادياًبعدم توفر سلعة الغاز، موضحاً أن بعض أصحاب المحلات يعانون من دفع الإيجار بدون وجود نشاط للبيع .
تدخل حكومة الولاية
والأسبوع الماضي طالب والي ولاية الخرطوم المكلف أحمد عثمان حمزة، وزارةالطاقة والنفط بزيادة حصة الولاية من الغاز. وكشف الوالي عن نقص حصةالولاية من الغاز، مطالباً الوزارة بزيادة حصة الولاية بجانب عمل مراجعة نسبة الكهرباء نظير تحصيل فاتورة المياه.من جهته تعهد وزير الطاقة والنفط بإعطاءالولاية حصتها كاملة من الغاز، وأشار إلى أن هناك تسرُّباً للغاز من الخرطومللولايات للاستفادة من فرق السعر بين الخرطوم والولايات الأخرى.
ما بين الفينة والأخرى تظهر أزمة غاز الطهي في ظل ضعف الرقابة ومافيا الأزمات التي تجعل من الندرة سوقاً لبيع أنابيب الغاز بأسعار فلكية ترى هل ستفلح ولاية الخرطوم في كبح جماع الانتهازية؟ أم أن الوضع سيكون في ذات المكان هذا ما ستجيب عنه مقبل الأيام القادمات؟
الخرطوم : أيمن مساعد
صحيفة التيار