حيدر المكاشفي يكتب: جماعة المديدة حرّقتني!!
قال لي أحد أقربائي مكنى عندنا بـ(أبو الشبك بكسر الشين)، لولعه بالشبك والمشاكل وأخبارها، ولهذا كان يتابع باهتمام بالغ ما اشتجر من خلاف وصراع بين البرهان وحميدتي، جرت بعض وقائعه على صفحات الصحف، وبعضه الآخر مكتوم لا يعلمه الا علام الغيوب والعالمين ببواطن الرجلين، قال لي (أبو الشبك)، مالي أراك لا تخوض في هذا الخلاف والصراع، لم يطل تأملي في سؤاله إذ سرعان ما أدركت حقيقة الحكمة التي تقول الدخول في الشبكات هين ولكن المشكلة في الخروج، مالي أنا والشبك والاشتباك والشربكة في الشبكات، هذه لعبة لا أجيدها ولا أملك أدواتها، بل أني نذرت للرحمن أن لا اقترب من أية (شبكة) وأفر منها فرار السليم من الأجرب منذ أن تشربكت قدماي ذات مباراة في كرة القدم داخل شباك المرمى الذي كنت أحرسه، وكانت تلك الحادثة التي كبدتني جملة خسائر بدنية سببا لهجري لعبة كرة القدم منذ ذلك الوقت الباكر، ولولاها لكان لي شأن وشنة ورنة ورنين ليس أقل مما يجده الآن أبوعشرين حارس فريقنا القومي وفريق الهلال، ولكن رغم ذلك فإن داء الشباك وفوبيا الذي أصابني لم يمنعني من التمايل طربا مع أغنية سيف الجامعة المليئة بالشبك والشباك والاشتباك، والمحتشدة بالغموض والاشكالات والاشتباكات، فاسمعوه يصدح:
يا ريح الصباح الجيتينا من أبو سالف
كيف سبيلا خيولا سيدا عابد وكالف
الخلاّني فوق نيران جهنم خالف
حار بالحيل فراق الزول بعد ما يوالف
شبكتينا يا آمنة وشبكتي الناس معانا
في شباك شبك شبكت شبايكو معانا
لبست توب شبك في شبايكا وشابكانا
والداير الشبك يجدع شبكتو معانا
في عينيها عالم تاني ما شفتوها يا خلاني..
والعسكر عندي عالم غميس لن يستطيع أمثالي رغم أن شقيقي كان من زمرتهم أن يغمسوا أقلامهم فيه، دعك من ان يشتبكوا فيما بينهم، والحكمة تقول عندما تتصارع الأفيال فان الحشائش هي التي تموت.. هذا ملعب تجيد اللعب والاصطياد فيه انت يا (أبو الشبك) ومن هم أمثالك من الشمشارين وجماعة (المديدة حرقتني)، فأنتم الان تعملون على حفز الخصوم من الطرفين وتحميسهم وتحميشهم حتى يخرج كل طرف غاية ما عنده وما يختزنه ضد الآخر حتى تنجلي الحقيقة كاملة، ودوركم في هذا الخلاف للأسف هو دور المحرش والمحرش كما يقول الأهل ما بكاتل وانما يهمه ان تكون هناك (كتلة)، وأنتم أيضا لاتستنكفون من أن تصرخوا(أديلو في زمبيلو) إذا ما وجه أحدهم لطمة قوية لخصمه الآخر لتستحثوه على المزيد ولتغيظوا الطرف (الملطوم) لكي يستجمع قواه ويرد الصاع صاعين، وهكذا إلى أن تمضي المباراة إلى نهاياتها لا أن تكون مجرد صراع أفيال تتأذى منه فقط الحشائش تحت أقدام الفيلة، تحملون حفنة التراب في ايديكم وتبسطونها بين الخصمين مرددين (المديدة حرقتني) آملين في احتدام الصراع واشتعاله..هذه جماعة نشطة جدا هذه الايام تستثمر في الخلافات السياسية والعسكرية وتعمل على اشعالها لاشعال البلد فانتبهوا لها واحذروا دسائسها..
صحيفة الجريدة