يبدو أن القحاتي لا يستطيع أن يشك في مواقفه ويعتبر نفسه الحل وليس المشكلة أو جزء منها
قرأت بوست طويل لخالد سلك قبل قليل. خلاصته أن الحل يكمن في تسليمهم السلطة بموجب الاتفاق الإطاري. وأن كل الأزمات والمصائب التي تحدث والأخطار التي تهدد البلد تجعلهم يتمسكون أكثر بالعملية السياسية و بالإسراع في إكمالها وتسليمهم السلطة لأن ذلك هو العلاج لكل هذه الأمور.
بعبارة أخرى، عودة قحت إلى السلطة بالاتفاق الإطاري هي الحل السحري لكل شيء.
خالد سلك، وكل القحاتة، لم ولن يفكروا ولو لثانية، في أن المشكلة ربما تكون في الاتفاق الإطاري بالصيغة المطروح بها الآن. أو ربما أن موقف قحت هو جزء من المشكلة وليس هو الحل؟
يبدو أن القحاتي لا يستطيع أن يشك في مواقفه هو بالذات، و يعتبر نفسه الحل وليس المشكلة أو جزء منها.
في مقابل موقف قحت هناك موقف آخر بسيط و واضح ينادي بتوافق وطني شامل بلا وصاية من قحت وفولكر، دون أن يحدد أي طرف من يحق لهم ومن لا يحق لهم أن يقرروا في الشأن الوطني السوداني.
أعزائي القحاتة، حاولوا ولو لمرة واحدة أن تفكروا أبعد من أنوفكم قليلاً. رفضكم للتوافق السياسي و إصراركم على احتكار السلطة بلا وجه حق هو مشكلة أساسية، وحلها ليس في تسليمكم السلطة، وإنما في تخليكم عن هذا الموقف كلياً والقبول بالحقيقة البسيطة القائلة بأن السودان ملك لجميع السودانيين ويجب أن يشاركوا في تحديد مصير بلدهم، بلا وصاية من أحد.
حليم عباس