رأي ومقالات

من أفكار الاستثمار لربات البيوت في مختلف الأصناف التي حبى بها الله السودان


أنا ابن قرية وادعة ترقد في حضن النيل، عرفت من بيئتي الكثير من النباتات التي كنا نزرعها في حقولنا ونعتني بها، ومنها نبات عشبي ذات قيمة غذائية كبيرة، لذيذ الثمار ينتمي إلى البقوليات وهو “الترمس”.

ارتبطت مُنذ صغري بتناول التُرمس، وإن كان مرتبطاً في ذاكرتي بحادثة أليمة تسببت في كسر ساعد يدي وأنا طفل ألهو بين أقراني، فكان “الترمس” هو رفيقي في رحلة العلاج، والغذاء المهم لجبر الكسور، كما يوصي أهلنا، لاحتوائه على كمية وفيرة من الكالسيوم.
كبرت وكبرت أحلامنا وأقمت بالسعودية لسنوات ظللت خلالها أطوف بقالات الرياض لأصادق السوبرماركيت الذي يبيعه.

بالخرطوم كنت مرتبطاً لفترة مع بقالة تبيعه، تخليت عنها مؤخراً، بعد أن اكتشفت محل حلويات على مقربة منا تضع فيه سيدة سودانية كل صباح طبقها النظيف من أكياس الترمس والذي تبيعه بسعر زهيد رغم تكلفة تحضيره كما أعلم.

بالأمس صاحب المحل في سانحة من فراغه، قلت له زرتك في أول يوم لشراء حلويات، ولكن بعدها تغير غرضي عقب اكتشاف “الترمس”، أجابني بابتسامة غيرك كثر من يحضرون لنا خصيصاً إلى الترمس!

ثم استرسل وهو يجمع أنفاسه مُتدبراً في قصة السيدة صاحبة الترمس، قال لي هذا قليل جدا مما تحضره هنا، وقد بدأت في بقالة لنا بذات الطبق حتى أصبح الطلب عليها بمقدار كيل جوال من العبوات، لجودة بضاعتها ونظافتها، ثم أردف قائلاً (أرزاق) وهو يضغط بتفكر على الكلمة.

الشاهد في القصة قيمة الترمس الغذائية وخاصة للأطفال، وفكرة الاستثمار لربات البيوت في مختلف الأصناف التي حبى بها الله السودان، وقد لاتتطلب منكن مجهوداً غير توزيعها في بقالات.

محمد الطاهر العبسابي