تحقيقات وتقارير

مونتي كاروو: رغم استبعاد المواجهة.. كيف تبارى الجيش والدعم السريع في رفع الاستعداد الأمني ؟


تعزيزات الجيش جاءت كرد فعل لخطوة قام بها عبد الرحيم دقلو بإدخال قوة مشاة تفوق الكتيبة إلى محيط القيادة
بعض وحدات الدعم السريع في الولايات أصبحت تتحرك خارج منظومة اللوائح بدون أوامر تحرك
الخرطوم-مونتي كاروو-خاص
بعد المعلومات التي نشرها موقع مونتي كاروو ، يوم الاحد الماضي 26 فبراير ، عن وجود تعزيزات أمنية عالية المستوى حول منزلي البرهان وحميدتي ودبابات نوعية في محيط قيادة الجيش، متزامنة مع صول عدد كبير من المركبات محملة بضباط وجنود قوات الدعم السريع للخرطوم ، لم يلبث القائد الثاني لقوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو سوى ساعة ليخرج مخاطباً قواته بمقرها في الخرطوم مستبعداً وقوع اشتباكات مع الجيش السوداني ، مضيفاً ان هناك حملات إعلامية ممنهجة ، تهدف إلى استفزاز القوات وتشويه صورتها والتأثير على معنوياتها.
وما اخفاه عبد الرحيم دقلو عن قواته ان هنالك توتراً في العلاقة بين الجيش والدعم السريع ، منذ ثلاثة اسابيع وصلت درجة وصفها المراقبون بالمقلقة ، وأن اللواء صبير مدير استخبارات الجيش قد طالب بالتهدئة ونسق مع الفريق عبد الرحيم دقلو لمخاطبة جنوده ، قائلاً “إخوانكم في الجيش مستحيل يرفعوا السلاح بوجهكم ، أو أن نرفع في وجههم السلاح”
لم يشرح عبد الرحيم دقلو لقواته لماذا سارعت قيادة الجيش ، بنشر تعزيزات قتالية عالية الجاهزية في محيطها بوسط الخرطوم ، في تطور غير مسبوق منذ مايو 2008م -ايام غزو حركة العدل والمساواة للخرطوم- للدرجة التي جعلت رئيس اركان الجيش الفريق اول محمد عثمان الحسين ، يستدعي قادة الوحدات العسكرية للمبيت في وحداتهم خاصة وحدات القيادة العامة.
جاء ذلك التطور كرد فعل لخطوة قام بها عبد الرحيم دقلو نفسه بادخال قوة مشاة كبيرة تقدر بانها تفوق الكتيبة الي محيط القيادة ومنزل قائدها بحي المطار شرق الخرطوم، في توقيت مريب – الثانية فجراً- وبدون أوامر تحرك معتمدة من رئاسة اركان البرية وفي غياب مبرر منطقي لها لأن قوة الدعم السريع في حي المطار موجوده بحجة حماية قائدها حميدتي الذي كان وقتها غائباً عن البلاد لمدة تجاوزت الاسبوع، مما فسرته ”الافتراضات العدائية“ في الاستخبارات العسكرية بأنه نوايا لعمل ما في منطقة القيادة العامة والمقرات الرئاسية، فقامت بتعزيز حراسة القائد العام ورئاسة الاركان بوحدات مشاة مكينيكة مدعومة ببطاريات مدفعية ميدان قريبة ودبابات عالية التجهيز. وجاءت متزامنة مع وضع القوات الجوية في حالة استعداد قتالي قصوى ..
اتساع الخلاف ونقد للبرهان
وانتقد قادة عسكريون من رتب وسيطة في قيادة المناطق تباطؤ القيادة السياسة في حسم الامور واتخاذ قرارات حازمة تجنب البلاد الانزلاق وعلمت مونتي كاروو أن تقرير الرأي العام العسكري الذي رفعته (ادارة الاستخبارات) الثلاثاء الماضي ، جاء فيه نقد مبطن لسلوك القائد العام وتحذير من قادة المناطق من أن التهاون في حسم الموقف لصالح وحدة المؤسسة العسكرية ربما يجعل بعض القادة والمناطق ” تخرج عن السيطرة والتحكم“، وأن بعض وحدات الدعم السريع في الولايات اصبحت تتحرك خارج منظومة اللوائح بدون أخذ إذن او أوامر تحرك او مجرد اخطار، وضرب التقرير مثالاً بمحاولات بعض قادة الدعم السريع من تسيير طابور عرض في بعض المدن مثلما حدث في مدينة شندي الاسبوع الماضي حيث طاف بعرض المدينة سعت 1600 – الرابعة عصرا- قوة كبيرة فيها 7 ضباط و750 عسكري وعبرت الجسر الي المتمة وبقيت هناك الي الساعة السابعة مساء بدون معرفة الهدف ووصفها التقرير بانها ” استفزازية“ وحذر من تفلت بسبب مثل هذه الاستفزازات
وكان موقع سودان تريون قد أشار إلى انزعاج عضو المجلس السيادي شمس الدين كباشي من تمدد قوات الدعم السريع وعملية انتشارها وضرورة وضع حد لذلك. وقالت مصادر عسكرية للموقع إن كباشي، تحدث في عدة اجتماعات سابقة لقيادة الجيش حول ضرورة إنهاء وجود المليشيات المسلحة ودمج الدعم السريع
اتهامات لكباشي
في المقابل، رأى قائد في الدعم السريع إن كباشي يعمل على خلق أزمة بين البرهان وحميدتي، خاصة من خلال تصريحاته الأخيرة حول وضعية القوات. واتهم كباشي ايضاُ بمحاولة عرقلة العملية السياسية واستخدام مجموعات سابقة كانت تعمل في المؤسسة العسكرية لإدارة آراء سلبية على المنصات الإعلامية ضد قوات الدعم السريع والاتفاق الإطاري.
وأشار تقرير الاستخبارات العسكرية إلي مخاطر إستمرار حالة الاستعداد هذه الي أجل غير محدد وما تسببه من إجهاد للجنود واستنزاف للموارد المالية والمعنوية في غياب وجود هدف مركزي تكتيكي أو تعبوي وغياب تنويرات القيادة العامة ممثلة في رئاسة الاركان او القائد العام.. مع استمرار تغذية السوشال ميديا بحملات عدائية وصفها التقرير بانها مسمومة
مونتي كاروو