جعفر عباس يكتب.. وللصلاة والصوم تسعيرة
في عام 2019 قام مصريون بتدشين حملة إعلامية للترويج لخدمة “نصوم بدالك”: تدفع 99 جنيها يوميا لأصحاب الإعلان نظير قيامهم بتكليف شخص آخر ليصوم نيابة عنك وكمان يصلي التراويح، وبالنسبة لمن يدفعون بالعملات الحرة كان السعر 350 دولارا لشهر رمضان كله، مع تقديم صوم 6 أيام في شوال “بونص” فوق البيعة، ويحكي صحفي إماراتي انه اتصل برقم جماعة الصوم بالوكالة، وساومهم طويلا فقرروا تقديم الدعاء بعد كل صلاة مجانا له بعد دف رسوم الصوم
وفي اليمن نصبت مليشيات الحوثي لوحات إعلانية في مداخل عدد من مساجد صنعاء تضم أسعار أداء الصلاة: الفجر (100) ريال، المغرب والعشاء (50) ريالاً، وصلاة الجمعة (100) ريال، وصلاة التراويح (100) ريال، فيما صلاتي الظهر والعصر تؤديان مجاناً. كما بينت اللوحة أن المبلغ يشمل جميع الخدمات (الوضوء واستخدام الحمامات) ويسمح لكل أب اصطحاب ابن واحد مجاناً، وينص الإعلان على ان إمام ومؤذن الجمعة مسموح لكل منهما بمرافقين اثنين مجانا في كل الصلوات
في عام2005 نشرت الصحف السودانية إعلانا تطلب فيه هيئة نصرة الشريعة عطاءات لإدارة دورات المياه في أبوجنزير، وكتبت مقالا في جريدة الرأي العام أتساءل فيه: هل يجوز الانفاق على أي امر يتعلق بالشريعة من عائد رسوم التبول والتغوط؟ وما إذا كانت تسعيرة من يعاني من امساك أعلى من الرسوم التي يدفعها من يعاني من اسهال، ثم أصلا كيف يستطيع من يجلس في مدخل تلك الحمامات لتحصيل الرسوم تقرير ما إذا كان فلان من النوع الذي يجلس في الحمام ل40 دقيقة أو ما إذا كان من النوع “الحاسم السريع”
وفي نفس تلك السنة نشرت مقالا تأسيسا على مقال للأستاذ بكري الصايغ عن قيام شركة تابعة للكيزان باستيراد براز (كاكا) من اليونان، وأصل المسألة هو أنه حدثت اختناقات شديدة في شبكات المجاري في أثينا وصارت عاجزة عن استيعاب المزيد من انتاج الأجهزة الهضمية فتولت شركة أمريكية توفير ناقلات عملاقة شحنت البراز واتجهت به نحو بورتسودان على ان تتلو ذلك رحلات أخرى ولما كتبت وكتب غيري عن هذا الموضوع قالت تلك الشركة ان الكاكا الإغريقية تصلح مكوناتها لصنع الأواني المنزلية (تخيل ان تشتري حلة او طوة مصنوعة من مكونات الكاكا)، وان معظمه سيستخدم كسماد (تطير عيشتنا يعني حتى الكاكا المحلية لا تصلح كسماد)
وانتشرت طرائف حول هذا الموضوع ومن بينها ما أورده الأستاذ الصايغ في موقع سودانيز أونلاين:
=كابتن الطائرة: سيداتي وسادتي، نحن ندخل الان الاجواء السودانية….سدوا انوفكم!!!
= قالت حكومة البشير ان شحنة البراز تخص الخرطوم فقط، ولا دخل لحكومة الجنوب بها…لان الشحنة لا تدخل ضمن اتفاقيات السلام (وكان ذلك بعد اتفاق نيفاشا بقليل)
= تاييدا للحكومة في استيرادها للفضلات البشرية، قررت جماهير الحزب الحاكم تسيير مظاهرة كبيرة تحت شعار(الى الامام حكومتنا الرشيدة…ونحن من خلفك بالجرادل )!!!
= اصدرت وزارة الشؤون الدينية والاوقاف…فتوى …بان الشحنة حلال دخولها للبلاد، لانها ليست من دولة شيوعية!!!
= حول تقسيم الثروة والسلطة، أكدت الحكومة، ان الشمال سيأخذ البراز، على ان يكون البول من نصيب الجنوب، والبراميل الفارغة للغرب
= قررت الخرطوم ارسال وفد اقتصادي لليونان، لمعاينة البضاعة، خوفا وان ترسل الشركة اليونانية بضاعة فاسدة!!!
= قررت وزارة التربية، تعليم الاطفال نشيد …(برز) الثعلب يوما…!!!
=…طالبت ادارة بيوت الاشباح، بنسبة من الشحنة…لزوم تعذيب المعتقلين!!!
جعفر عباس