قبل التعليق أو تحليل الخبر أعلاه، أود طرح بعض الأسئلة التي لا أملك الاجابة على بعضها والكثير منكم أكثر دراية منا في الإجابة عليها بحكم الخبرة والمعرفة بها والبعض منها مجرد تأملات طرأت على بالي أثناء قراءتي ما أفادتنا به الفقرة الأولى أعلاه، وهي: من هم الشماسة؟ ومن أين جاءوا؟ وأين يعيشون وكيف؟ هل هم فئة عمرية معينة؟ هل يمكن الإستفادة منهم؟ كيف تضرر المجتمع منهم؟ ما هي نظرة المجتمع لهم؟ هل يتزايد إعدادهم أم يتناقص؟ ما هو دورك كفرد تجاههم؟ وما هي جهود الدولة تجاههم؟ ما هي نتائج تعامل المجتمع معهم (سلبية أم إيجابية؟).. هل هذه الحملات التي تقودها الشرطة إيجابية أم سلبية ولماذا؟
هذه الأسئلة أعلاه وضعتها لتقوم كل جهة بالإجابة على الجزئية التي تخصها فقط، وترك الباقي لجهات الاختصاص سواء كان ذلك في إجابات فردية على المستوى الشخصي أو على المستوى المؤسسي في شكل دراسة الجهات ذات الاختصاص مثل الجامعات والشرطة والأجهزة الأمنية ومنظمات المجتمع المدني.
قبل أيام مضت كنت أجلس مع أحدهم في سوق الخرطوم بحري، وهذا الشخص في الشهرين الأخيرين صرت أحب المرور بالقرب من مكانه أو الجلوس معه بسبب المعلومات القيمة التي أحصل عليها عن الشماسة ومجتمعه. وسبق لي قبل اسبوعين إجراء حوار ودي مع أحدهم في ذات ليلة وكان هادئاً يبدو عليه أنه تناول شيئاً من المهدئات. وعندما سألناه لماذا فارق الشلة الموجودة في الجهة الغربية من المحطة الغربية لبحري، قال بأن تلك الشلة تكثر السكر وهو لا يوافقه هذا السلوك، ثم أضاف بأنه إذا أراد الشراب فهو لا يأتي إلى السوق لكنه يبقى بالحلة، وبعد انتهاء المزاج من حالة السكر فيعود إلى السوق. سألته من أين قال بأنه من الحاج يوسف، وسبق له الذهاب إلى ملكال عام 2006م حيث يوجد والده، لكنه عاد إلى الخرطوم فلم يعجبه الوضع هناك. ثم مال للكرة فوجدته يشجع المريخ ويعرف كيف تم تسجيل كلتشي، ويمارس الرسم وله لوحات على الكثير من حوائط بحري..
وفي نفس المكان مر بنا إثنتان من البنات لا يتجاوز عمريهما العشرين عاماً وهندامهما نظيف ومنسق. وعلمت كذلك بأن الشلة التي يقول صاحبنا الذي ذكرته قبل قليل لها تعاضد في ما بينها فعندما يمرض أحدهم يقومون بجمع النقود ويذهبون به إلى المستشفى.. بإختصار شديد إنهم يتعاونون في ما بينهم حسب حاجتهم لبعضهم وتجدهم من مختلف القبائل والجهات الجغرافية المختلفة للسودان..
محدثي وهو يسرد الكثير من قصصهم التي سوف نتناول احدها بإذن الله مستقبلاً قال لي: بما أن الدولة قررت الاهتمام بالأطفال الذين يتم إيواؤهم في دار المايقوما أليس الأولى كذلك للدولة الاهتمام بأبناء الشماسة وتربيتهم حتى تستفيد الدولة منهم وخاصة وانهم يتكاثرون فيما بينهم؟ هذا السؤال الأخير نحوله إلى الوزارة المختصة وسوف يكون لنا عودة بإن الله.[/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1101- 2009-3-17
