زهير السراج يكتب: مَن يهُن يَسهُل الهوانُ عليهِ !

* كنا نأمل ان تظل العلاقات بين الشعبين السوداني والمصري، بمنأى عن الحكام والسياسيين، خاصة وأن الشعبين ظلوا ضحايا الأنظمة السياسة الحاكمة في البلدين .

* كان ينبغي ان يكون الإحترام بين الشعبين مصانا، ولا يتحول الى عداء سافر وبغضاء بغيضة بينهما كما تجلى خلال مباراة الهلال/ الاهلي، لكن للاسف ظل النظام السياسى والاعلام المصري الذي يحركه ويوجهه الساسة في مصر يتعامل مع السودان عبر الحقب المختلفة كحديقة خلفية، او كحوش نفايات لمصر!

* وظل النظام المصري في مختلف الحقب يتعامل مع السودان عبر جهاز الإستخبارات، أيا كان النظام السياسي في السودان شموليا او ديمقراطيا ! هذا الموقف الاستعلائي من حكام مصر عبر تاريخهم الطويل خلق حالة من السخط والتبرم والغضب والحساسية المفرطة لدي الشعب السوداني برمته، خاصة عندما إنتقلت حالة التعالي وعدم الندية الى مستوي الرؤساء، التي عبر عنها ذات مرة صراحة الرئيس الراحل (حسني مبارك) عندما قال في حديث متلفز في سخرية حادة ومستفزة: ” الصادق المهدي آل ندية آال “!

* لو كان الموقف أقتصر علي هذا الهوان والإستغلال و “الإستكراد ” على الصعيد السياسى، لما حمَّلنا النظام االمصري تبعات مسؤولية هذه السياسة الخرقاء، وقلنا انهم يسعون لحل مشاكل بلدهم وإختناقاتهم التي ياتي علي راسها الإنفجار السكاني وضيق الرقعة الزراعية، وشح المياه والازمة الاقتصادية التي تاخذ بتلابيب البلد، فضلا عن الأزمة السياسية المستفحلة منذ إجهاض ثورة 25 يناير العظيمة وممارسة التنكيل تجاه معارضي الراي وتضييق هامش الحريات على حساب السودان، ولكن السؤال الذي ينبغي ان يُسئل: “من الذي سمح لهم بمثل هذه الإستباحة لسيادتنا، ومن مكَّنهم من إختطاف قرارنا الوطني المستقل؟! اليس هم هؤلاء العسكر عبر ازمنة حكمهم الشمولي منذ تنازلهم عن (حلفا) العزيزة في عهد عبود، وتوالى مسلسل الخيانة والتفريط في السيادة حتي بلغ ذروته في عهد إنقلاب البرهان الآن الذي جعل من السودان مهبطا لسلاح الطيران المصري وفتح له ابواب مروي علي مصارعها وابُرمت الاتفاقيات العديدة تحت طاولة العتمة بما افقر شعبنا وألبسه البؤس، وإنفضح الإستغلال البشع الذي كشف عنه ثوار شريان الشمال، والاخطر من كل ذلك المحاولات السافرة والمستميتة لإجهاض ثورة ديسمبر العظيمة ،والابقاء علي العسكر في السلطة! ان النظام المصري من شدة إعتماده على ضعف وهوان حكامنا من العسكر، فإنه أصبح صراحة يكيل بمكيالين، يحارب الكيزان (الأخوان المسلمين) في مصر حتي يموت مرسى في سجنه! بينما يتحالف معهم في السودان من اجل إجهاض الثورة وإستمرار الرضاعة من الحديقة الخلفية !

* إزاء هذا الموقف المخزي والمهين لحكامنا لاسيما العسكر منهم، اصبح الشعب المصري ينظر الى الشعب السوداني بإعتباره شعب يقبل المذلة والهوان طالما حكامه هكذا، وإنزلق الكثيرون منه إلي منزلق العنصرية وافشاء خطاب الكراهية بين الحين والآخر خاصة في مباريات كرة القدم بين فرق البلدين، هم انفسهم ضحايا عنصرية طبقية في مصر وليست عنصرية لون!

* العبد ليس هو صاحب البشرة السوداء ايها الشعب المصري، ولكنه الذي يقبل القمع والتنكيل والبطش والسجون والمذلة والإضهطاد والهوان (إنتهى)!

* كتبه الاستاذ (جعفر عبد المطلب)، واتفق معه بأن الذي يلام هم الحكام والسياسيون السودانيون خاصة العسكر، الذين ظلوا طوع بنان الحكومات المصرية تفعل بهم ما تريد بدون ان يطرف لهم جفن … و”من يهن يسهل الهوان عليه ** ما لجرحٍ بميِّتٍ إيلام ”

صحيفة الجريدة

Exit mobile version