ذكرى السادس من أبريل .. مواكب .. مخاطبات .. صيام، قيام، واسقاط نظام
* عضو لجان مقاومة الخرطوم: السادس من أبريل يمثل ذكرى ملحمة دخول القيادة العامة
* شكلت تلك الملاحم نقطة تحول كبرى في طريق الثورة السودانية وعلامة فارقة سجلها التاريخ
* عضو مقاومة نهر النيل: نقول للادارات الأهلية الثورة ممهورة بدماء غالية علينا ان لم تكن عندكم تمثل شيئا
* عضو اللجنة الفنية المشتركة لتوحيد المواثيق: الإدارات الأهلية واحدة من أدوات الثورة المضادة التي يستخدمها عناصر النظام البائد كدمية
يظل السادس من أبريل من الأيام الخالدة في تاريخ ووجدان الشعب السوداني، التي استمد منها الدروس والعبر للعالم، ومن ثم كانت امتداد أيام خالدة مجدّت تاريخ الثورة الوطني الزاخر بالبطولات العظيمة المرتسمة في محطات ومواقف تجعلنا نغوص في أعماقه، حيث تتجلى سلسلة الملاحم التي ترقى إلى أسمى معاني الوجود الإنساني وقيم الحياة المثلى التي حملتها الثورة الظافرة التي كانت وما تزال صمام تماسك الشعب وتلاحمه وتآزر بناته وأبنائه وتضامنهم (مايرنو، الفاشر، الدمازين، مدني، القضارف، الجنينة، عطبرة، بورتسودان والخرطوم) لوحة ثورية شكلت ملامح ثورة ديسمبر المجيدة، وحول احياء ذكرى السادس من أبريل للعام 2019م استطلعت (الجريدة) عدد من قيادات لجان المقاومة بالخرطوم والولايات.
مواكب دعائية
استعدادا لمليونية السادس من أبريل سيرت أمس لجان المقاومة بالخرطوم، مواكب دعائية ليلية تدعوا فيها للمشاركة في مليونية 6 أبريل لاسقاط الانقلاب، تحت شعار (صيام، قيام، اسقاط نظام) حيث سيرت تنسيقية لجان مقاومة كرري موكبا دعائيا أمس تحت شعار (من كل فج جوك) وجددت تمسكها بأن لا تفاوض ولاشراكة مع العسكر ولا مساومة على دماء الشهداء، وتطلعات الشعب وأحلامه في الانعتاق من نير الدكتاتوريات والحرية والسلام والعدالة، وقالت: اننا ماضون في طريق إسقاط الانقلاب وكل من بايع ومن سيهادنه مستقبلا اتفاق إطاري أو إنهاء الانقلاب، وأن لا مهادنة على ذلك، وأعلنت عن مليونية 6 أبريل تتجه صوب برلمان الشعب، ونوهت الى أنه ستنشر المسارات ونقاط التجمع لاحقا حسب توجيهات اللجان الميدانية، كما سيرت لجان مقاومة الصحافة مواكب دعائية، كما شهدت الولايات فعاليات وندوات جماهيرية أعقبتها مواكب دعائية من بينها مدني والقضارف والابيض سنار بورتسودان مدينة نيالا تحت شعار (زلزال 6 أبريل).
بدء التتريس:
إحياء لذكرى مليونية السادس من أبريل وتلبية لدعوة المكتب الميداني تم التتريس في عدد من الشوارع منذ الساعة الثانية ظهرا أمس، كما دعت اللجان الثوار للمشاركة في مليونية اليوم لاسقاط الانقلاب، وجددت تمسكها باللاءات الثلاثة. وأوضح مكتب ميدان لجان مقاومة مدينة الخرطوم بأن وجهة ومسارات موكب ٦ أبريل الى شارع المطار بحيث تكون نقاط التجمع محطة سبعة، البلابل، الصينية” ونوه المكتب بأن زمن تحرك المواكب الساعة الرابعة عصراً، وسيكون حدود الموكب من صينية المركزي حتى كنار مع وجود منصة في تقاطع كنار، وناشدت الأهالي بالمناطق القريبة المشاركة في الافطار.
جذوة الثورة المتقدة
بالعودة الى ذكرى ملحمة السادس من أبريل للعام 2019م عاد عضو لجان مقاومة الخرطوم بذاكرته قائلا: في ذلك اليوم دخل الشعب السوداني وشارعه الثوري القابض على جذوة الثورة المتقدة، شهر الثورات متجها نحو السادس من أبريل الذي يمثل ذكرى ملحمة دخول القيادة العامة، ومهما حاول الفلول التقليل من تلك الملاحم التي خاضتها جموع الشعب السوداني والجميع كانوا شهودا عليها ففي ذلك اليوم اتقت أرواح الشهيد مأب حنفي، وتبيدي والكل كانوا شهودا على بطولة الجامد حامد، الذي تحرك بعربته وخالف تعليمات جاءته بالانسحاب مما اضطره للوقوف والإمساك بالدوشكا بنفسه في صبيحة السابع من أبريل مسيطرا ومؤكدا على مسمى قوات الشعب المسلحة التي تحمي شعبها والارض والعرض، لا أن تحمي السلطان، ووقف مدافعا عن الثوار لم تكن تربطه بهم سابق معرفة، ولكن يومها كان الرابط أكبر فقد رأى فيهم صدق القضية والتضحية، مما جعلهم يقفون معه على خط النار وكان بعضهم يعترض الدبابات التي خرجت من القيادة باجساده، وأضاف: شكلت تلك الملاحم نقطة تحول كبرى في طريق الثورة السودانية وعلامة فارقة سجلها التاريخ بان حواء الشعب السوداني ولود سواء في قواته المسلحة أو الثوار السلميين الذي واجهوا الرصاص بصدور عارية.
لسه الحكم عسكر
منذ الاطاحة برأس النظام البائد وحتى أنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر المشؤوم للعام 2021م، تصاعد المد الثوري نحو إسقاطه واستكمال أهداف ثورة ديسمبر والدفاع عن مكتسباتها استخدمت الاجهزة الامنية، وقوات الانقلاب كافة انواع الانتهاكات ضد الثوار، هذا ما أشار اليه عضو لجان مقاومة امبدة محمد بخيت، وقال في تصريح لـ(الجريدة) ارتقت في صبيحة السابع من أبريل أرواح الشهيد حنفي والشهيد تبيدي واستمر بعدها تصاعد عدد الشهداء ولا زالت القائمة في تزايد حتى الآن، وبدأ استهداف الشرفاء من القوات المسلحة الذين وقفوا مع شعبهم وآمنوا بقضيته، مما جعلنا نردد في كل مليونية هتاف (لساها ما سقطت، لسه الحكم عسكر)، وأردف: لم تكن السادس من أبريل مجرد ذكرى في سجلات التاريخ السوداني الحديث، بل يوما يتجدد فيه تماسك قوى الثورة بمطالبها المشروعة في الدولة المدنية التي يسري فيها القانون على الجميع وتكون السلطة للدستور.
قوى الظلام
اعتبر عضو لجان مقاومة ولاية نهر النيل عبد العظيم الشاذلي ظهور الإدارة الأهلية في الوقت الراهن وتقرر إغلاق الخرطوم وبعض من الولايات بأنها تمثل قوى الظلام من عناصر النظام البائد التي مست مصالحها مستغلة في ذلك القوى المجتمعية المتمثلة في الادارات الأهلية، بالاضافة الى استغلال الخطاب الديني لعرقلة طريق الثورة وقطع الطريق أمامها مستغلة خلافات قوى الثورة وشرعت في تحالفاتها مع استمالة العسكر في خطابهم سواء بحرصهم الكذوب على المؤسسة العسكرية أو تحريضهم على أن الثورة تريد تفكيك الجيش.
وقال في تصريح لـ(الجريدة): لكن نقول لهم بأن هذه الثورة ممهورة بدماء غالية علينا أن لم تكن عندكم تمثل شيئا فهي عندنا دماء الشعب السوداني الذي واجه رصاصكم بالهتاف، فلا تنازل عنها ولا تقبل المساومة وان استمرت قائمة الشهداء حتى آخر فرد في هذا الشعب، كما نقول لهم هل دعاة الانقلابات والمتملقين في حكم العسكر ولاعقي بوته الذين يرتفع ضجيجهم الآن، مستعدون لدفع الفاتورة التي قدمها الشعب السوداني ام انهم تملقهم هذا ولعقه لبوت العسكر سيفتح لهم الطريق كما حدث في اعتصام الموز، وأضاف: رأينا مواكبهم وشاهدنا ازدواجية معاملة القوات النظامية في التعامل بين مواكب قوى الثورة وزحف الفلول، والمواطن السوداني يستطيع أن يميز موكب الثوار من مواكب الطحنية من سحب دخان الغاز المسيل للدموع، واصوات العويل بيوت البكا وازدحام المستشفيات حينما تكون مواكب الثوار واصبح ذلك محفوظا، ولكن مما أن ترى الجلاليب البيضاء والعمائم تحسب بأصابع اليد فاعلم أن ذلك اليوم عطلة للقوات النظامية فلا عربات للشرطة ولا مدرعات في الشوارع ولا ارتكازات ولا دوشكات.
نقطة تحول كيفي
يعتبر السادس من أبريل عام 2029م نقطة تحول كيفي للنضال التراكمي لثلاثين عاما للشعب التي أدت الى تنفيذ أكبر رمز من رموز الثورة السودانية ” اعتصام القيادة العامة” الذي جسد فيه دولة المواطنة على أساس الحقوق والواجبات واظهرت فيه أنواع التراث النبيل للشعب السوداني من قيمة وتقبله للآخر والتسامح مما أدى إسقاط نظام المخلوع البشير في 11 أبريل، ابتدر عضو اللجنة الفنية المشتركة لتوحيد المواثيق تاج الدين أسحق بهذه الذكرى لـ”الجريدة”
وجدد تمسكهم باللاءات الثلاثة (لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية) مع السلطات الإنقلابية ومن ناصرهم من انتهازيين، مؤكدا على أن كل مدن البلاد سوف تخرج في مليونية السادس من أبريل لاسقاط الانقلاب، ودللّ على ذلك بأنه بدأ التدشين له منذ 30 مارس في مدينة زالنجي بغرب البلاد بندوة جماهيرية كبيرة ثم اعقبتها مواكب دعائية ليلية في 11 مدينة، ستة أبريل بدأ منذ الواحد من أبريل المواكب الدعائية تحت شعار الطريق الى ستة أبريل من قبل لجان مقاومة مدني والقضارف والابيض سنار بورتسودان مدينة نيالا.
ونوه إلى أن من شعارات الثورة التي ظلت تطالب بها (العسكر للثكنات والجنجويد ينحل) واعتبر الانخراط في العملية السياسية الراهنة من قبل أطراف العملية السياسية بالإضافة للذين لم يوقعوا بأنها تناقض اللاءات الثلاثة وخيانة لدماء الشهداء، وبرر ذلك لجهة أن اطراف الاتفاق الاطاري شرعنه لقوات الدعم السريع (الجنجويد) وجعلتها قوة موازية للعسكر، بجانب شرعنة لمجلس السيادة، ودلل على ذلك باعترافهم من خلال خطاباتهم بحذف صفة الانقلابي وأصبحوا يطلقون عليه رئيس مجلس السيادة.
واعتبر تاج الدين ظهور الادارة الأهلية وتهديدها بالاغلاق في هذا الوقت، واحدة من أدوات الثورة المضادة التي يستخدمها عناصر النظام البائد، وقال: لا يخفى على أحد بأنها قوة منظمة تتبع لحزب المؤتمر الوطني المحلول الذي يحركها بشكل مباشر مثل الدمية، وأتهم رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة محمد الأمين ترك بأنه حليف لعناصر النظام السابق ورموزه في شرق السودان، الذين يسعون لتخريب معاش المواطن بغرض انتهاك السيادة الوطنية، الادارت الاهلية، الا أنه عاد واستدرك قائلا: حتما ستفشل لجهة أن الثورة ثورة وعي سياسي، وشدّد على ضرورة العمل على تفكيكها وتأسيسا من جديد بقوانين وعقيدة جديدة، وأن تعمل بعيدا عن ميدان السياسية.
استطلاع ـ فدوى خزرجي
صحيفة الجريدة