فيديو: إحترق المبنى الذي احتوى رتينة منذ العام 2018 ومن قبلها ونسة
لا علم لي ماذا حصد الحريق ولكن من الفيديو الملحق يبدو ان الحريق كبير جدا وفي ظل عدم وجود عربات اطفاء اتوقع ان يقضي على هذه الأمكنة تماما
اتمنى فعلا الا يتسبب الحريق في اي ضرر لأشخاص
انا اتقبل هذه المصيبة بجلد وصبر كما تقبل الشعب السوداني مصائب عديدة في الارواح والاملاك جراء هذه الحرب وراضي بقضاء الله وقدره كامل الرضا
اتذكر هذا المكان بذكريات طيبة وبضمير نظيف انه كان مشروعا فتح بيوتا لاسر العاملين فيه والنساء اللائي تعاون معه بصناعة الحلويات ، واذكرهم جميعا بحسن الاخلاق وانهم جميعا تلقوا هذا الخبر بألم قد لايقل عن الم صاحبه ، وكانت مواساتهم صادقة مما خفف كثيرا من المصاب
اتمنى ان لا ينفض عن صفحة المكان احباب واصدقاء هم رصيده الحقيقي والذي قارب ال مائة وتسعين الفا من السودانيين الأعزاء ❤️
وان يغفر كل متضرر مهما صغر الضرر
هذا المشروع بالنسبة لي كانت اهدافه تتجاوز الاهداف الربحية وكان مشروعا متمسكا بقيم الخير لم يتهرب يوما من دفع ما عليه للدولة ولم يدخل فيه مليما واحدا بالحرام الذي بذلت كل جهدي الا اقربه، واسس بكامله بمال لم تدخله الريبة وفي هذا كامل العزاء .
الفيديو الملحق ذكر انه تعرض للقصف ولكن لا معلومة لدي ان هذا مؤكد
قد يكون ضربة من قبل الطيران او قذيفة من قوات الدعم السريع
ولكن هذا غير مهم
ولا استطيع ان اقع فريسة الهواتف التي قالت ان بلاغا رفع لتواجد قوات الدعم فيه او قربهم ، لذلك قصف
ان الكتابة مسؤولية ، ولا يمكن تأكيد ما هو غير مؤكد وكل الاحتمالات راجحة
ربنا يعوض صاحبة المنزل السيدة الفاضلة / امال حريز واتمنى ان يكون ضرر الحريق على المنزل نفسه اقل مايمكن
هذا المحل يحتوي كتبا قمت بتجميعها على مدى سنوات طويلة هي اكثر من عشرة سنوات وازعم انه يحتوى مكتبة متنوعة من اكبر المكتبات في السودان ، ولوحات جمعتها من دول عديدة اضافة لما يحتويه من اثاث واجهزة كهربائية ومعدات مختلفة وقمت بتعديل المبنى وبالبناء فيه حتى اصبح بالشكل الذي الفه رواده
ان احزاننا الشخصية على مقتنياتنا واملاكنا واستثماراتنا الصغيرة هي نقطة في محيط الحزن الكبير على بلادنا العزيزة التي دمرتها الحرب وعلى مواطنين فقدوا حياتهم فترمل من ترمل وتيتم من تيتم واصيب من اصيب وفقد من فقد وهذا الوجع العام والحزن الكبير يبتلع اي احزان خاصة ويجعلها صغيرة بحيث انها لا ترى بعين المصاب المتسعة
اللهم اني اتقبل ذلك بالرضا التام والصبر الاكيد والعزيمة الصلبة واعلم ان تقديرك هو النافذ
اود ان اشكر كل من احتفى بهذا المكان يوما او شرفه بالقدوم منكم جميعا او تابع فعالياته من دول المهاجر والإغتراب ، وعلى كلماتكم اللطيفة التي طالما كتبتموها بكامل الحب
اما العاملين فيه فقد كان هذا المشروع بيتهم وأحبوه بصدق ولا اظنني قادر على رد جمائلهم وعلى كل من اهدانا فيه هدية او ساهم فيه بالمال في اوقات مختلفة .
سيعود السودان يوما وسيصبح احسن مما كان
وتعود مشاريعه الكبيرة
وملتقياته الصغيرة كرتينة
ومصانعه المهدمة
وستضج الاصوات ويعود الهتاف وتغرد الاغنيات
وان احترقت كل الاماكن
فان الحريق لن يقوى يوما ان يصيب مكامن الحب لبلاد هي بلادنا التي نهوى والتي هي كل مالدينا .
عمر عشاري