عبد الله جعفر: سمعت إنّه المجرم وزّع خرفان على الناس الفضلوا في الخرطوم
سمعت إنّه المجرم وزّع خرفان على الناس الفضلوا في الخرطوم؛
ما أظن محتاج أشرح حرمة البهائم دي؛
ففضلاً عن كونه مال حرم من يد ملطّخة بالدماء، فعادي جدّا البهايم ذاااتها تكون منهوبة!
الداير يضبحها لي عياله يفرّحهم ما بقدر أمنعه أو أجرّمه، ما بعرف ظروفه؛
لكن ما أظن، والله أعلم، ربّنا ممكن يقبل أضحية زي دي؛
إنّ الله طيّب لا يقبل إلّا طيّباً!
في المناسبة دي داير أقيف تاني مع الناس البتكلّموا عن حلول سياسيّة؛
أنا ما عارفكم دايرين تحلّوا ياتو مشكلة، لكن بالنسبة لي حميدتي هو نفسه أكبر مشكلة فضلت لينا من العهد البائد؛
هو، كما وصفته من قبل [١]، لاشرعيّة تمشي على قدمين؛
وجوده بيفسد الحياة؛
: في السلم راشي، وفي الحرب سفّاك؛
ماف دولة ممكن تمشي لقدّام بوجود مجرم زي دا في دايرة النفوذ فيها؛
الزول دا في فترة وجوده في السلطة حاول يشتري الشرطة؛
حاول يشتري المعلّمين؛
حاول يشتري أساتذة الجامعات؛
حاول يشتري سياسيّين؛
حاول يشتري ناشطين؛
حاول يشتري اعتصام؛
حاول يشتري أسر شهداء قتلوا بأيدي جنوده؛
حاول يشتري مصابين برصاصه؛
حاول يشتري حركات كفاح قامت في الأساس ضدّه؛
حاول يشتري ذمم البلد كلّها؛
واليوم محاول يشتري الناس البحارب فيهم وبعتدي على حرماتهم؛
وما بشتري من ورثة أبوه طبعاً، وإنّما من المال العام الوقع تحت يدّه؛
يعني يشيل حق الناس ويجي يشتريهم بيه؛
بداها تهريب وسلفكة واستغلال نفوذ، وحسّة بقت قلع عديل!
خواطري الصباح دا جالت، وانا بفكّر في قصّة الخرفان دي، وطريت تعبير خالد سلك الظريف بتاع “والله ما يسلّمها للمسيح الدجّال ذاته” 😄؛
أو كما قال؛
الكلام في سياق مختلف، بس جاب لي حتّة المسيح الدجّال دي؛
وقفت أتأمّل؛
لقيت حميدتي دا أقرب تقريب للمسيح الدجّال الحكت لينا عنّه “الأحاديث”؛
ولو طلع عينه اتقدّت ودا سبب اختفاؤه لجزمت إنّه هو؛
عدا إنّه وصفه ما متطابق؛
المهم؛
فتنة بكلّ معنى الفتنة؛
حتّى جمال صورته، نسبيّاً، ولطافة تعبيره، فتنة؛
وكذلك، ما شهدت “الفساد في الأرض” في حياتي كما جسّده هذا المجرم؛
كثير من السلفيّين بيفهموا الفساد في شكل نساء متعرّيّات فاتنات و\أو بائعات هوى؛
لكن إطلاقاً ما حصل فهمته كدا؛
بالنسبة لي ديل ناس في حالهم، ما عندهم رغبة يضرّوا زول [٢]؛
إنّما كنت دايماً بفهم الفساد بمعنى اختلال نظام الحياة: رشاوي، محسوبيّة، واسطات، زور، نصب واحتيال، انتهازيّة، استغلال نفوذ، وهكذا؛
هكذا كنت أفهمه، وكنت أراه في نظام الإنقاذ البائد؛
لكن ما شفت الفساد في الأرض بصورة ممنهجة ومقنّنة زي ما شفته في الحاجة الإسمها الدعم السريع دي؛
المنظومة دي فاسدة من ساسها لي راسها؛
من أقيف مستشار فيها لحدّي أكتر جنجويدي مبهدل حايم يهمبت في الخلا؛
باطل محض؛
منظومة قايمة على الفساد، وبتفسد في الحياة العامّة في كلّ الأصعدة؛
﴿وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهلِكَ القُرىٰ بِظُلمٍ وَأَهلُها مُصلِحونَ﴾ [هود ١١٧]؛
وجود منظومة زي الدعم السريع سبب كافي لهلاك الأمم؛
ما إلّا بي صاعقة وللا طوفان وللا حاجة من الحصلت للأمم السالفة؛
وإنّما بالانهيار والتدمير متل الحاصل دا؛
﴿وَإِذا أَرَدنا أَن نُهلِكَ قَريَةً أَمَرنا مُترَفيها فَفَسَقوا فيها فَحَقَّ عَلَيهَا القَولُ فَدَمَّرنٰها تَدميرًا﴾ [الإسراء ١٦].
خلاصة الكلام؛
الحاصل دا نتيجة منطقيّة جدّا لوجود المنظومة الفاسدة الإسمها الدعم السريع دي؛
ولا يزول إلّا بزوالها؛
ألا هل بلّغت؟
اللهمّ فاشهد.
عبد الله جعفر
٢٩ يونيو ٢٠٢٣