عبد اللطيف البوني

عشرة أيام ربت السودان


[JUSTIFY]
عشرة أيام ربت السودان

قصة الثورة البلشفية الروسية 1917 أحسن من كتب عنها الروائي الأمريكي الشيوعي جون ريد- يكفي أنه شيوعي وامريكي- ففي روايته الموسومة بعشرة أيام هزت العالم استطاع أن يسبر غور تلك الثورة التي غيرت وجه البشرية ليس لأنها فرضت الفكر الاشتراكي ووضعته حيز التطبيق بل لأنها أثرت على النظم الرأسمالية. وهناك كتاب آخر باسم عشرة أيام هزت السودان كتبه الاستاذ الصحفي المصري صلاح عبد اللطيف الذي كان مراسلا لوكالة أنباء الشرق الأوسط في الخرطوم أيام انتفاضة رجب/ابريل 1985 وقد تابع يوميات تلك الثورة بصورة دقيقة ورائعة ولم يترك زيادة لمستزيد وقد كان بمثابة جبرتي لتلك الثورة.
مؤخرا في السودان مرت علينا عشرة أيام يمكن تسميتها عشرة أيام امبيكي في السودان فبعد مفاوضات الحكومة وقطاع الشمال في فبراير المنصرم في أديس أببا التي استمرت عشرة أيام وانتهت بإبراز العضلات عن طريق المذكرات ثم رفعت لمدة عشرة أيام ثم استؤنفت يوم الخميس الماضي وهي الآن ساعة كتابة هذا المقال امسية السبت مطلع مارس في حالة توهان فخلونا نصبر عليها شوية حتى تنتهي كما أننا لسنا هنا اليوم بصدد سر الرقم عشرة الذي وقع فيه السودان هل نقول وقعة ورل أحسن نصبر شوية صبرا يبل اللابرى – إنما نحن بصدد العشرة قبل الجلسة الحالية التي جاء أمبيكي للسودان ورباه ربة روب في سعن.
التقى امبيكي برئيس الجمهورية وحسن الترابي والصادق المهدي رحم الله وليم دينق فلو كان حيا والسودان لم ينشطر لقابله لكي يعيد للأذهان تحالف القوى الجديدة الذي ظهر بعد ثورة أكتوبر الشيء الذي لفت نظري في كل مقابلات امبيكي أن التبسم كان سيد الموقف. الناس دي كلها كانت تتضاحك وتتكشم زى نار القصب خاصة امبيكي فلا أدري هل التقطت الكاميرات لحظات التبسم فقط أم أن هناك عملية مونتاج قام بها أحدهم أبعد التجهم وأبقى على التبسم لكن في الثلاثة مقابلات كان الحضور الذي كان امبيكي عامله المشترك في حالة ضحك لدرجة الاستلقاء على القفا فهل غرض امبيكي كان مقضيا أم أراد أن يقتل الهم بالضحك.
غرض امبيكي المعلن والطبيعي هو تهدئة الأجواء لمفاوضات أديس أببا التي تجري الآن حتى لا تنتهي مثل سابقتها ولكن مقابلته للترابي والصادق تشي بأن الرجل خطى خطوة في اتجاه آخر وعلى حسب تصريحه بعضمة لسانه أنه ناقش مع الترابي قضايا مستقبل السودان ثم الأهم تصريحه بأنه سوف يقابل عبد الواحد محمد نور ومني اركو وجبريل ابراهيم فإذن ياجماعة الخير السيد تامبو امبيكي الذي كان ممسكا بالقضايا العالقة بين دولتي السودان بعد الانفصال إذ كان عراب لقاءات البشير وسلفاكير ثم إمساكه الآن بملف الخرطوم / قطاع الشمال ثم تصريحه أنه سوف يتحول لملف دارفور ثم في وثبة أكبر كل قضايا مستقبل السودان الكترااااابة شيشك علينا ياشيخ امبيكي والله ربيت البلد ربة خليت حكيمها يسنتت حلوة يسنتت دي, مش؟ –
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]