تحقيقات وتقارير

كيف تجهز كوريا الشمالية أطفالها لكراهية أميركا وتطوير برنامج التسلح؟

يعمل نظام كوريا الشمالية على إدماج الأطفال ضمن جهود الزعيم كيم جونغ أون لتحديث برنامج التسلح في البلاد، وزرع في عقولهم فكرة العداء للولايات المتحدة الأميركية.

وبحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فقد ظهر أطفال خلال فعالية بمناسبة الذكرى الأولى لتأسيس أكبر مجموعة شبابية في كوريا الشمالية، ويرتدون ملابس رواد فضاء وكتب عليها “الطفل الصاروخ”، كما تم تقديم هدايا للجيش عبارة عن قاذفات صواريخ تحمل اسم “طفل”.

لفتت الصحيفة إلى أن الفعالية كانت خطوة جديدة من الديكتاتور الكوري الشمالي لغرس أفكار معينة في شباب بلاده وإعدادهم للمساهمة في برنامج التسلح التكنولوجي لبيونغ يانغ، والذي يروج النظام من خلاله لتعزيز الطموح العلمي والتكنولوجي والفضائي كعوامل رئيسية لبقاء كوريا الشمالية.

كما ظهرت هذه الجهود من خلال تطوير مسلسل أطفال طالما بث على شاشات التلفزيون الحكومي حول مغامرات حيوانات راكون ودب وقط، حيث تم إدخال فيه قطارات عالية السرعة وغواصات يتم التحكم فيها عن بعد.

2017 06 08T000000Z 2094527658 RC1E851C6270 RTRMADP 3 NORTHKOREA POLITICS

وأضافت الصحيفة أنه في عرض تلفزيوني العام الماضي، ظهرت طفلة عمرها 11 سنة، وغنت بكلمات تصف طموحها وقالت: “سأفتح كل أبواب العلم السرية. لدي إصرار على جعل بلادي تتألق”.

كما استغل كيم (39 عامًا) ابنته في الترويج لهذه الجهود أيضًا، حينما ظهرت برفقته في فعالية إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات، وكان ظهور نادر قبل أن ترافقه في اختبارات للأسلحة وزارت وكالة الفضاء الكورية الشمالية والتقت بعلماء عسكريين في سلسلة فعاليات عامة.

ويرى الزميل بالمركز الأوروبي لدراسات كوريا الشمالية، جين إتش لي، إن اصطحاب زعيم كوريا الشمالية لابنته في عملية إطلاق أسلحة “طريقة لجعل الأجيال الأصغر تشعر بأنهم بحاجة إلى الأسلحة النووية لو أرادوا لبلدهم البقاء”.

كما قام كيم بتذكير الأطفال بالخطر الذي تواجهه كوريا الشمالية من “عدوها”، وكتب رسالة إلى شباب كوريا الشمالية في ديسمبر الماضي دعاهم فيها إلى كره “الأوغاد الأميركيين” الذين يريدون “تدمير منازلكم ويسرقون آمالكم”.

تعتبر هذه الجهود لأشراك الأطفال في الحديث عن التطور التكنولوجي والتسليحي في البلاد، أكبر من مجرد حملة دعائية، بحسب “وول ستريت جورنال” التي أشارت إلى أن بيونغ يانغ بدأت في جعل الأطفال يتعرفون على أجهزة الكمبيوتر والروبوتات كجزء من المناهج الدراسية بداية من مرحلة رياض الأطفال.

خلال السنوات الأخيرة، حققت كوريا الشمالية تطورات سريعة في برنامج التسلح الخاص بها، وأجرت سلسلة تجارب صاروخية غير مسبوقة، بحسب الصحيفة.

كما تمتلك كوريا الشمالية حاليًا ما يعتبره عديد من خبراء الأسلحة أنه ربما يكون ترسانة كاملة القدرة من الصواريخ قصيرة المدى، وبدأت في اختبار استخدام الوقود الصلب في صواريخها البالستية العابرة للقارات، ما يسمح بإطلاقها بشكل أسرع.

لكن على الرغم من ذلك، هناك العديد من التقنيات الجديدة لا تزال في مرحلة التطور ما يؤكد أن النظام في حاجة إلى إدماج الأجيال الجديدة لمواصلة مثل هذه المسيرة، بحسب “وول ستريت جورنال”.

وحاولت كوريا الشمالية، في 31 مايو، وضع أول أقمارها الصناعية للمراقبة العسكرية في المدار، لكن الصاروخ “سقط في البحر” وغرق مع حمولته بُعيد الإطلاق بسبب “فقدان جزء من قوة الدفع” حسب بيونغ يانغ.

ودانت سيول وطوكيو وواشنطن عملية الإطلاق، معتبرة أنها تنتهك قرارات الأمم المتحدة التي تحظر على بيونغ يانغ إجراء تجارب باستخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية، كتلك المستخدمة في إطلاق الأقمار الصناعية.

ويرى محللون أن التكنولوجيا المستخدمة في كل من عمليات إطلاق الأقمار الصناعية والصواريخ البالستية العابرة للقارات هي “نفسها بشكل أساسي”.

ومنذ تصاعد الخلافات، في عام 2019، مع جارتها، سرعت كوريا الشمالية تطويرها العسكري وأعلن زعيمها كيم جونغ أون أن وضعها بوصفها قوة نووية “لا رجوع فيه”.

وقد دعا إلى زيادة “هائلة” في ترسانة كوريا الشمالية، بما في ذلك الأسلحة النووية التكتيكية.

“الحرة”