مكي المغربي

بدائل سودانية… لمشكلة قادمة..!

[JUSTIFY]
بدائل سودانية… لمشكلة قادمة..!

الخبر الذي ملأ الآفاق ثم تم نفيه عبر الحزب وعبر الأسرة الكريمة عن الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم لم يكن ليأخذ هذه الأبعاد لولا أنه ارتبط بإحدى الرموز السياسية الوطنية في السودان. ولكم أن تتخيلوا كم من المسنين والمسنات السودانيات قد تم إيداعهم حقيقة لا كذباً لدور العجزة ولم ينتبه لهم أحد لأنهم من عامة الناس ومن غمار أهل الأرض.
وبالتأكيد الأسر التي اضطرت لإيداع ذويها لهذه الدور ربما فكرت في بدائل أخرى وفشلت… وبالتاكيد بعض الأسر فعلت ذلك ولم تخبر أحداً وظلت الأمور طي الكتمان وفق القاعدة السودانية (البيوت أسرار).
السؤال الذي يطرح نفسه… لو تم تعديل فكرة دار العجزة والمسنين إلى نادٍ صباحي اجتماعي أسري كما يقول حسين خوجلي في برنامجه وذلك بان يخرج المسن أو المسنة صباحاً ليبقى في النادي فترة دوام ابنه أو ابنته في العمل… ثم يعود إلى منزله مساءً… على أن يكون في كل حي نادٍ بهذه المواصفات فيه وسائل التطبيب والعلاج والممرضات وفيه غرفة للقراءة وأخرى للتليفزيون وثالثة للاستراحة والقيلولة و..
وربما يكون هذا النادي مختلطاً وفيه روضة أطفال على مسافة (تمنع الإزعاج) ويتم الاستعانة ببعض المسنين الراغبين في رواية القصص للأحفاد والحفيدات أو المشاركة في الرسم أو التلوين أو البستنه… بالتأكيد أستاذنا حسين خوجلي لم يسرد كل هذه الأفكار الحالمة ولكن ما فعله هو “تحفيز الخيال” للتفكير والتخطيط لهذا الأمر.
السودانيون على سبيل المثال غير معقدين من كلمة “نادي” أو “خلوة” أو حتى… “تكية”… بالرغم من أن “التكية” لديها ظلال من الكسل والتعطل ولكنها ليست مرفوضة تمامًا… مثل “دار العجزة والمسنين”..!
فلنقرأ الموضوع من زاوية أخرى…. أن هنالك احتياج لخدمة محددة تقدم لكبار السن… وهذه الخدمة أحياناً مؤقتة بفترات زمنية خلال اليوم وهذا هو الاحتياج الأكبر بالرغم من وجود قلة من الأسر لا تستطيع إطلاقاً رعاية مسنيها… ولنفصل بين المشكلتين لنجد حلاً للأولى… ولنترك الثانية للحل الموجود والقائم وهو دار المسنين حتى يتطور الحل في الجانب الأول ويتمخض عن تجربة جديدة تنجب حلولاً جديدة للمشكلة الثانية.
قد يقول قائل السودان الفيه مكفيه ولا يحتاج للتفكير والتخطيط لحل مشكلات خارج دائرة المعيشة والحرب والسلام والوفاق الوطني وهلم جرا…!
غير صحيح… الأخلاق السودانية هي التي أوجدت هذا التحدي وسيستمر التحدي ما لم نفكر في إيجاد الحل… هذا قدرنا كسودانيين أننا نرفض ما يمارسه الآخرون من حلول إذا لم تتفق مع أخلاقنا… ولذلك لا بد أن نفكر في الحلول الخاصة بنا…!
[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني