مكي المغربي

تحية لقناة الجزيرة … ونصيحة للحكومة المصرية..!

[JUSTIFY]
تحية لقناة الجزيرة … ونصيحة للحكومة المصرية..!

طبعا الوقفة التضامنية كانت وقفة قناة الجزيرة ولكنني أتشرف بأن الخبر المنشور جعلها وقفة المنظمة السودانية للحريات الصحفية التي أرأسها … هذه الجملة التي حاولت أن أقولها عبر الاتصال الذي اجتهدت عبثا إجراءه مع الزميل والصديق العزيز المسلمي البشير الكباشي قبل كتابة العمود وضاق الزمن علي … ولكنني افتتح بها عمودي من باب التصحيح لأن الخبر نسب الوقفة بكاملها للمنظمة بسبب حضورها القوي وهذا ما نفتخر به…!
وما سردته الصحف هو تصريح قلته وأتشرف بترديده أيضا. فما قلته إن مصداقية الإنتخابات المقبلة في مصر ستكون في مهب الريح لو لم يسبق ذلك فترة من تحرير الإعلام من القبضة التي تمسك به وما يحدث للزملاء في قناة الجزيرة خير دليل وبرهان على صحة كلامي.
ما يحدث في مصر يحتاج إلى نظرة متأنية وفاحصة من حكومة مصر ومن النخب المؤيدة للوضع الحالي والذي يلمع فيه اسم السيسي خيارا وحيدا ومخلصا لمصر من الإخوان والإرهاب والخ الخ ..!
وبحمد الله نصحنا الإخوان من قبل ونشرنا نصيحتنا ورددناها قبل سقوط مبارك نفسه وهي “الأفضل للإخوان عدم الوصول للسلطة لأن هذا سيدمرهم وربما يدمر مصر” … وننصح الآن الحكومة القائمة وهذا ما يجعل شهادتنا صادقة ومحايدة. ولكنها هذه المرة … نصيحة مرة وقاسية ويجب على الحكومة المصرية تحملها كما تحملها الإخوان وإن لم يعملوا بها:
بسبب قرارات يوليو تقزمت مصر للدرجة التي صارت فيها دولة معلقة العضوية في الإتحاد الأفريقي … هذا الاتحاد الذي يجمع دولا بدأ تاريخها السياسي الوطني في الثمانينات حيث كانت مستعمرة حتى هذا التوقيت … ولكنها الآن دول مكتملة العضوية في الاتحاد الأفريقي وصاحبة الحق في التصويت لصالح عودة مصر أو الاستمرار في تعليق عضويتها.
الآن المطلوب من مصر انتخابات يراقبها الاتحاد الأفريقي وتصادق عليها أوربا وأمريكا لأن هذه الانتخابات تجري بعد انقلاب عسكري (حسب قرار الاتحاد الأفريقي وغيره من الجهات الدولية)، بل أن ترشيح السيسي سيعقد الأمر مجددا وسيدخل مصر في ذات الحالة التي مرت بها مدغشقر بعد انقلاب راجولينا في 2009 حيث قرر الاتحاد الأفريقي أن راجولينا لم يمتثل لمطالب الاتحاد الافريقي بالانسحاب من الانتخابات الرئاسية لأنه من المستحيل الموافقة على نتائج الانتخابات طالما المرشح هو قائد الانقلاب وقال مفوض الأمن والسلم في الاتحاد الأفريقي في مؤتمر صحفي أذكره جيدا وما زالت ترن كلماته في أذني كلما رأيت الإعلام المصري يتسابق في تلميع السيسي ” ندرك أن الرئيس الانتقالي في مدغشقر اندري راجولينا لا يعتزم حتى الآن اتخاذ الخطوات المطلوبة من جانبه حتى يتسنى لنا اطلاق العملية الانتخابية .لدينا حتى نهاية الشهر الجاري لنحدد ما اذا كانت هناك امكانية لاجراء الانتخابات مع انسحاب المرشحين الثلاثة أو ما إذا كان ذلك غير ممكن”.
لقد هدد الاتحاد الافريقي بعدم الاعتراف بالانتخابات إذا أصر راجولينا على الترشح مما دفعه الإذعان والانصياع للاتحاد الأفريقي وترشيح حليفه ووزير ماليته للرئاسة وبعدها تمت المصادقة على نتائج الإنتخابات.
أمام مصر تحد كبير …. وعلى مصر أن تفسح المجال في الإعلام حتى ولو ناقش هذه الآراء لأنه بغير ذلك ستجد مصر نفسها في أوضاع لا تحمد ولا تليق بتاريخ مصر ووزنها الدولي السابق للنظام الحالي.
باركوها يا مصريين ورشحوا عمرو موسى أو شخصية أخرى مقبولة وادخلوا في مصالحة مع الإخوان قبل أن تنزلق مصر في عزلة دولية ومحلية لا تشبه مصر وتاريخها الكبير.
[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني