رأي ومقالات

كيف يمكن أن تحارب جيشياً بكامل عتاده وأسلحته وأنت مجرد مليشيا؟ غلطان المرحوم!

ما هي أكبر ضربة توجهها المليشيا للجيش؟ كمين تنصبه لمتحرك. تقريباً هذه هي الحالة الوحيدة التي تحقق فيها المليشيا بعض المكاسب. وتقريباً لم تنجح المليشيا في صد أي هجوم للجيش.

أي ضربة يتلقاها للجيش يعود لقواعده الثابتة ويعيد ترتيب نفسه. ولكن حينما تتلقى المليشيا ضربات الجيش فهي لا تملك إمكانية عودة وترتيب صفوف، وهي لا تملك قواعد ثابتة آمنة. المليشيا في كل موقع في الخرطوم عرضة للقصف باستمرار. وعندما تخسر فإمكانية إعادة ترتيب صفوفها أقل. ولذلك عندما يتم دحرها في مكان وتحريره لا تعود إليه ولا تعوض خسائرها أبداً. فإذا فقدت أم درمان فلن تعود إليها أبداً وإذا تم دحرها في بحري ومن بعدها في الخرطوم فلن تكون قد خسرت مواقع عسكرية ولكنها تكون قد هُزمت وانتهت كمليشيا.

لقد كانت المليشيا تسيطر على مناطق واسعة من العاصمة ولكن الجيش كان موجود، ولم يعني ذلك نهايته. هذا لن يحدث مع المليشيا، فمع أي موقع تخسره تخسر جزء من قوتها عندما يتم طردها من موقع فليس لها معسكرات ثابتة محمية تأوي إليها. فهذه المعسكرات قد تم ضربها منذ اليوم الأول. ولذلك فهزيمة مليشيا الدعم السريع في العاصمة تعني نهايتها هي نفسها كمليشيا. وسيتكرر ذلك في بقية مناطق دارفور التي تتواجد فيها.

حاولت المليشيا السيطرة على السلطة عبر انقلاب خاطف ولكنها فشلت، ثم فشلت في تدمير الجيش والذي احتفظ بكامل هياكله وعتاده وأسلحته ومعسكراته.

مثل أي محاولة إنقلابية فاشلة كان يجب أن يستسلم قادة المليشيا ويفاوضو على إنهاء الانقلاب مقابل العفو والخروج الآمن، ولكنهم بدلاً من ذلك تمادوا في الجنون وخاضوا حرباً ضد الجيش والشعب معاً. لقد انتحروا في اللحظة التي قرروا فيها مواصلة الحرب على الرغم من فشل الضربة الأولى. كيف يمكن أن تحارب جيشياً بكامل عتاده وأسلحته وأنت مجرد مليشيا؟ غلطان المرحوم!

حليم عباس
حليم عباس