رأي ومقالات

محمد أزهري: مرعى البريمو في الكوكب!


فاتني التعليق على كثير من الأحداث بسبب إنقطاع خدمة الإنترنت في منطقتنا بأم درمان لأكثر من خمسة أيام – عاد اليوم متذبذب – أجريت لمحة عامة على محتوى فيسبوك أكثر ما شد إنتباهي صُور ختام دورة رياضية مأخوذة من ميدان الكوكب بحي ود المسلمي في مدينة المناقل

الحدث كان يوم “الأربعاء” الماضي – نهائي دورة الشهيد عقيد ركن “مأمون عبد القادر” الذي استشهد في معركة تحرير “سك العملة” نسأل الله أن يتقبله مع الشهداء الأبرار.
هذا المشهد الماتع يدفعني للفخر والإعزاز بأنني إرتديت شعار نادي الكوكب (شيخ أندية) المناقل وأخزن في ذاكرتي أجمل الذكريات الكروية التي عشتها في ميدانه وخُضت فيه أكبر التحديات مع الرفاق والأصدقاء أيام كُنا بنلعب كورة) قبل أن نودعها كُرهاً إلى حياة أخرى قمة رفاهيتها أن تنام (بدري).

ميدان الكوكب يمثل قِبلة للأعبي المناقل في فترة توقف النشاط الرياضي خاصة الذين يقيمون في أحياء قريبة فهو كما النيل الخالد لا ينضب من مباراة ودية أوتمرين، يصبح أشبه بإستاد مُصغر للجمهور وكذلك للاعبين، التمارين فيه تلعب بجدية عالية تكتسب روح المباريات الرسمية وشغفها.

اللحنة المنظمة للبطولة هي نفسها التي صعدت بالنادي إلى الدرجة الأولى في دوري المناقل – وإن كان بينهم من لم يك في إدارة النادي فإنه ابن الحي وكفى – لذلك لا تحتاج إلى شواهد على إحترافيتها وحِنكتها في التنظيم والإخراج فهي نجحت كما نجح مخرجنا السوداني القدير “سعيد حامد” بالقاهرة هذه الأيام، في فلمه الجديد (مرعى البريمو) مع النجم محمد هنيدي – الفلم الذي عرض في دور السينما الأسبوع الماضي في مصر والسعودية حقق خلال (أسبوع واحد) نحو 30 مليون جنيه مصري.

اللجنة المنظمة ضمت شخصيات شبابية وخبرات من أبناء الحي ربما تخذلني الذاكرة في حصرهم لكنهم بالتأكيد هم لعبوا أدوار عظيمة كما لعب أبطال (مرعى البريمو) – مؤلفه إيهاب بليبل ومخرجه سعيد حامد و هنيدي وأحمد بدير ومحمد محمود ولطفي لبيب وعلاء مرسي – إذا كان الفلم حقق ملايين الجنيهات المصرية كأرباح مادية فإن أبطال اللجنة المنظمة حققوا بلايين الجنيهات السودانية إدهاشاً و حباً وتقديراً وشكراً داخل قلوب أهل المناقل كافة.

مبروك لفريق “ود نوباوي” على نيله كأس البطولة – يجب أن يحتفوا أيما إحتفاء بهذه الكأس الغالية لأنها تخلد ذكرى أحد أبطال القوات المسلحة السودانية الشجعان، كما أنها أقيمت على ميدان عريق من وله أهل ود المسلمي به تجدهم يتحلقون حوله ويتآنسون حتى ولو كان خالياً من أي لاعب أو تمرين فهو يشكل حالة من المزاج اليومي مثل البُن المحروق وشاي النعناع.

مشرفوا صفحة نادي الكوكب على “فيسبوك” كانوا سهماً متقدماً في إنجاح الدورة و على قدر عالِ من الوعي بدور الإعلام في النجاح، وأخرجوا المهمة بجودة عالية.. لهم منا تحية خاصة.

محمد أزهري
13/8/2023